حامل

143 5 0
                                    




ها أنا مجدداً جالسة على ارضية الحمام ورأسي منحني قليلاً نحو المرحاض، لم اعد اشمئز من طريقة الجلوس هذه او من رائحة القيء فلقد تعودت.
كل شيء يدخل جوفي يخرج منه الا انني ملزمة على الاستمرار بتناول الطعام من اجل الذي بداخلي.
مازلت في منتصف الشهر الثالث ولكن بطني بداء يبرز واهمالي لجسدي بداء يظهر نتائجه.
هذا اول طفل لي لذلك انا خائفة لحد الموت خائفة من ان يموت او يسقط لذلك في كل مرة افعل بها شيء أخذ حذري الشديد منه.

نهضت عن الارض وانا اتمايل لشدة الدوار، غسلت وجهي وفمي لأبعد طعم القيء عنه..توجهت نحو الخارج لأنهي اعمالي المنزلية، طهو الغداء ترتيب المنزل وكي الملابس وتناول الوجبات الصحية من اجل سلامة طفلي وقراءة الدروس من اجل ذكاء طفلي.

انا لست وحيدة في المنزل الا ان ساعات عمل زوجي طويلة لذلك هو يتأخر في الرجوع..فأنا اتناول الافطار وحدي والغداء وحدي واتقيء واعاني بمفردي، انا قلقة من حصول شيء خطير لي ولطفلي وان لا يلاحظ احد هذا الشيء.

انتهيت من الترتيب البسيط، فالمنزل ليس بذلك السوء وهو صغير يسهل ترتيبه لأتوجه نحو المطبخ مستعدة لأعداد الغداء.

سوف أعُد الرز والمرق لزوجي فهو يحبه والحساء لي فأنا لاأستحمل الرز، اتذكر انني كنت اعشق الرز لكن الان ماالبث الا وتقيئته بسرعة، لذلك فقد علقت مع الحساء.
وضعت الرز والماء على النار ووضعت الخضروات مع البهارات وانا اقلبهم بأنتظار نضوجهم واضافة الماء لهم.
سمعت صوت الهاتف يرن على الطاولة لأقوم بأخفاض النار وترك الخضار وشأنهم..توجهت نحو الهاتف وانا اثني بركبتي للوصول له، امسكته وضغطت بأصبعي على زر الرد لأضعه على اذني منصتة للمتصل
"اهلاً عزيزتي اسمعي المفاجئة اليوم يصادف حفل زواج كارا من ديفيد انظري الى الحماس سوف يكون رائع بالطبع وايضاً سوف يكون موقع الحفل مطل على نهر والاضواء الانيقة تزين الاجواء هيا عزيزتي استعدي للحفل الرائع"
تكلمت صديقتي العزيزة بحماس مفرط وسرعة هائلة حتى انني لم افهم بعض الكلمات

"انتهيتي كدت اصاب بالصمم، ماخطبك الا تعرفين انني حبلى لاأستطيع الذهاب"
تكلمت بهدوء وانا اوضح لها

"اعلم اعلم لايوجد خطب في كونك حبلى هذا الشيء لن يعيقك انه مجرد انتفاج للبطن ولاشيء اخر"
قالتها بطفولية وغباء

"مجرد انتفاج بطن ياليت ماتقولين صحيح، عندما تجربين الوضع قولي انتفاخ بطن "
قلتها وانا اتنهد بأنزعاج وحزن

"اغلقي هذا العذر السخيف سوف تأتين"
قالتها بعناد يشبه الترجي

"توقفي وتوقفي اولاً لاأريد الذهاب فأنا بالكاد اعرف من هي كارا وايضاً اريد الاستمتاع بوقتي في المنزل وانا اتقيء براحة واتألم براحة، لاينقصني الذهاب لعرس والتقيء امام الحاضرين او ان استحمل ضيق الثوب على جسدي البدين "
قلتها بسرعة غاضبة وبشكل امر وانهيت كلامي ببطئ وكأنني اعلن عن سقوط المايك.

"وايضاً وداعاً عزيزتي اذهبي انتي فلا شأن لي"
قلتها مضيفة للجريدة التي قلتها وانتهيت بأبعاد هاتفي عن اذني وضغط زر انهاء المكالمة.

تذكرت امر الخضروات الموضوعة على النار لأهرول بسرعة نحوها واقلبها متفقدة عدم احتراقها واضفت الماء بسرعة حتى لاتنضج اكثر ووضعت النار على المتوسط وذهبت لأجلس قليلاً فلقد تعبت من وقوفي.

انا مئة بالمئة لن اتجراء واحمل بطفل ثاني، حقاً الامر متعب هنالك الف دواء يجب ان تتناوليه ويجب ان ترتاحي كثيراً وتجبرين على تناول اغذية صحية رديئة الطعم ووزنك الزائد والخمول المقيت ولاننسى التقيء كل هذا وربما اكثر ولاتدعوني اذكر العمل المرهق بعد ولادة الطفل..لكن الامر يبقى لطيف انه هنالك معجزة تحدث داخل بطني وانه طفلي الذي سوف اربيه ويتعلق بي.

شاهدت التلفاز بضجر لقد استمريت ساعة اشاهده حتى ينضج الحساء واتناوله..توجهت نحو المطبخ بعد ان اتاني شعور اكتمال الحساء ابعدت الغطاء عن القدر وابعدت وجهي بأنزعاج من البخار الذي تتطاير، احضرت وعاء لأضع فيه القليل من الحساء واحضرت قطعة من رغيف الخبز وكوب  ماء، هذه وجبتي البسيطة.
باشرت بالأكل وانا احادث طفلي اتكلم معه بلطف واستمتاع بالوجبة واسئله عن هل اعجبك طعام والدتك، ايها الشقي امامك حياة متعبة وطويلة لكنها بالطبع سوف تكون جميلة.

ابعدت الصحن وعلامات الالم بدأت تظهر على وجهي، لم اكد اكمل نصف الصحن ومعدتي بدأت تؤلمني..حملت الصحن والكوب ووضعتهم على طاولة اخرى مخصصة للصحون الغير نضيفة وتوجهت نحو ادويتي وانا اسارع بشربها حفاظاً على الطعام الذي تناولته.

حسناً انا الان في منتصف اليوم ومازال يومي شأنه شأن اي يوم.
توجهت نحو غرفتي حيث يقبع السرير، نعم سوف انام فالنوم هو الوسيلة الوحيدة للهروب من هذه الآلام.
تمددت على السرير ببطئ حذرة من اذية طفلي، تمددت على ظهري وانا غير قادرة على الالتفات بجسدي ابداً فربما سوف يختنق طفلي.. وضعت يدي على بطني وانا اقراء بعض الايات وادعي الله ان يتم كل شيء بسلامة.

وعندما انتهيت سمحت لعيناي بالأنغلاق معلنة نهاية يومي.
يومي ينتهي في منتصفه هذا هو حالي ويبداء عندما يعود زوجي لندردش ونضحك ونتابع الافلام اذا كان متفرغ لي الا انه اكثر الاحيان يريد النوم بحجة انه امامه عمل كثير .. يهتم بعمله اكثر من زوجته.

اذاً هكذا كان يومي، تقيء، ترتيب المنزل، طهو الغداء، الانحباس في المنزل،التحدث مع معدتي، تناول الادوية، الدعاء من الله ان لاتؤلمني معدتي، والنوم.

هو قصير وعادي الا انني مازلت
مُختلفة.
.
.
.
.

أنا مُختلفWhere stories live. Discover now