أبجَديتي

- الفصل الواحد والعشرون -

|| مراد ||

كان شعوراً رائع .. جعلني ابتسم لليوم بأكمله .. رؤية صغيري قبل ولادته .. وهو نطفة عدنا للمنزل .. قبلتُ يديها .. جبينها ، عينيها البنية .. وجنتيها البيضاء .. و اخيراً احتضنتها بفرحة ، مسحتُ على شعرها .. لم اتخيل بيوم حدوث شيء كهذا .. اخذ الله مني شخصاً ليعوضني بأثنين ، ليملأ حياتي سعادة و فرحه عارمة ..

مر شهر اخر على وجودها في حياتي .. و ثلاث اشهر على حملها .. ستدخل به قريباً .. كانت حياتنا مستقرة الى حد كبـير .. انهيتُ كتابة تلك الرواية اخيراً فقمتُ بأرسالها الى دار الطباعة .. انهيتُ اتصالي لاتجه الى الحديقة .. صوت الموسيقى الهادئة ينبعث من المكان .. والدها لم يظهر مره اخرى .. وكأنه اكتفى بمره واحده دون عناء الوصول الى قلبها مجدداً .. جلستُ بجوارها لاقبل رأسها

- ما ناوي تحجي على هالرواية عاد ..
مراد : لا و لا ولا .. هسه اشهر وتنطبع ، تصير يمج واقريها

اومات بالايجاب وقد عبست ملامح وجهها .. عدنا للداخل ، رن جرس المنزل ، تركتها في الصالة لاتجه و افتحه ..عقدتُ حاجبيً استنكاراً لحضوره .. لن يروق لها رؤيته .. والدها هو اخر شخص من بعد ذلك اليوم تود ان تراه ..

اردف ؛ ماتدخلني

ابتعدتُ قليلاً مشيراً اليه بالدخول .. بينما سار أمامي كنت اسير خلفه ، خائف من ردة فعلها .. اللهي لماذا لا نحظى بحياة هادئة تماماً .. اتجه ليجلس امامها وسط استغرابنا .. اي اب هذا ..

نازك : شتريد جاي بعد !!

- هذاك اليوم ماحجينه .. كلت خلي تهدأ واجي

اردفت بتعجب : شنحجي .. انت عفتني من صغري مااتوقع اكو شي نحجي بي

- انتي بنتي ...

امسكتُ بيدها لاشدها ناحيتي .. اي تفاهات يتفوه بها هذا الرجل قلتُ قبل حديثها : اعذرني بس وجودك هنا هسه .. ما يسببلها بس الاذيـه .. ممكن تتفضل و تطلع ..

ذهب ، عانقتها بقوة وكأنني سأخفف جزء من المها همست بارتجاف : يختفي كل هالسنين ، وهسه يطلع لا ويريد مني استقبله عادي ليش ..

مراد : اذا ماتردي ما يكدر يوصلج .. اهم شي راحتج ، اذا تردين حتى ننتقل لغير منطقة

رفعت رأسها لتقول برفض : ما اروح .. مامسوين شي حتى نروح ، الي لازم يروح هو مو احنه

ابتسمتُ لامسح تلك الدمعه : هو خسر مو انتي

بادلتني بأبتسامة هادئة .. مضى اليوم بشكل هادئ مع شرودها المستمر .. فتنهدتُ بضيق ، خلدنا للنوم بعد ضيقها و حسرتها .. كأنها تحاول الغاء شخص من حياتها

ان الغاء الاشخاص شيء صعب .. خصوصاً ان كان بعد خيبه كبيره .. خيبه لا يجبرها اي شيء ..
استيقظتُ على خصلات شعرها التي تداعب وجنتي و عيناي .. كل شيء .. ابتسمتُ لا شعورياً لاشعر بشفتيها تطبق فوق شفتيً .. فتحت عيناي لاقابل خصلاتها المتناثره ..