الفصل الثامن والعشرون (الجزء الأول).

ابدأ من البداية
                                    

طلب زين توصيل الغداء لمكتبه حيث أَصَر علي تناولهما الطعام سويًا ، وافقت نور لرغبتها هي الأخري في البقاء معه والتحدث كما السابق كعادتها التي تعشقها حينما تكون بالقرب منه ، تناول الإثنان طعامهما مع الشعور بجو الألفة بينهم ولا يشوب علاقتهم مشاكل ما ، شعرت نور بافتقادها هذا الجو ودق قلبها تريد العودة معه ، وعن زين رغم عدم وجودها معه ظل يحرص علي التقرب منها وعدم تركها بمفردها فهو يعلم ما تمر به ورسم الهدوء رغم عدم ارتضاؤه لما تفعله مُدركًا مدي تعلقها به ، انتهوا من تناول الطعام ثم وجه بصره نحوها وهتف بابتسامة ذات مغزي :
- مش بعرف أكل غير وأنتي معايا ، لو بتحبيني أبقي كويس يبقي ناكل سوا علي طول .
نور بابتسامة حزينة :
- أسفة يا حبيبي ، غصب عني صدقني ، استأنفت بتردد :
- زين أنا كنت عايزة حاجة كدة .
اخفي زين ابتسامته لمعرفة ما تريده منه ، حيث رد عليها بجهل زائف :
- قولي يا حبيبتي عوزة ايه وانا أعمله علي طول ، تابع بمكر :
- وهتلاقيه قدامك في ثانية .
ازدردت ريقها وردت بتوتر وهي تنكس بصرها للأسفل :
- كنت عايزة فلوس علشان الجامعة والكتب بتاعتي وكدة .
اتسعت ابتسامته لصدق حدسه ، هتف بجدية :
- وزي ما وعدتك من شوية ، اطلبي هتلاقيه قدامك .
ظنت نور من حديثه اعطاءها المال ، ولكنه فاجئها حين انحني بجسده ليخرج شيئًا ما من تحت الطاولة ، دُهشت نور عندما رأت الكتب الخاصة بجامعتها والتي كانت تنتوي شراءها ، رمقها زين بخبث جعلها تشعر بالفرحة لاهتمامه المتفاني في اسعادها
والتفكير الدائم بها ، كل ذلك جعله هو الرجل الأول والأخير في حياتها وسيبقي عشقها وللأبد ، تأملت نور الكتب بشغف ثم وجهت بصرها نحوه وهي تبتسم له بحب ، هتفت نور بامتنان :
- متشكرة قوي يا حبيبي ، انا مش ...
قاطعها بتأنيب :
- ايه يا نور اللي بتقوليه ده ، انتي مش بس مراتي وملزومة مني ، انت حبيبتي وكل حياتي ، واللي بيحب بجد بيعرف حبيبو بيفكر في ايه دلوقتي ، فما ينفعش تشكريني ، سامعة .
ردت بخبث :
- وانت تعرف بفكر في ايه دلوقتي .
اجابها بثقة كبيرة تعجبت منها :
- اكيد عارف بتفكري في ايه دلوقتي .
رفعت حاجبيها بتعجب ، ثم اظلمت عينيها متسائلة بمكر:
- وايه بقي اللي بفكر فيه دلوقتي ؟.
ابتسم قائلاً وهو يدنو منها :
- ده اللي بتفكري فيه ، ثم قبلها بحب عميق جعلها هي الأخري تتجاوب معه فهذا بالأكيد ما كانت تفكر فيه ، وابتسمت في نفسها لحبه الكبير الذي يغمُرها به ، ابتعد زين عنها وهمس بمكر جعلها تخجل :
- مش هو دا اللي كنتي بتفكري فيه .
اومأت برأسها بنعم ولم ترد ، فابتعد عنها وهو يقول بجدية :
- هتعرفي تروحي الجامعة وانتي قاعدة في الفندق .
ردت وهي تحرك رأسها بمعني :
- هعرف يا حبيبي ، تابعت بتذكر :
- صحيح سلمي هنا ، مش هنروح نسلم عليها .
رد بتأكيد :
- ايوة هنروح سوا نسلم عليها ، تابع بتحذير :
- بابا مش لازم يعرف يا نور ان احنا بعيد عن بعض ، هو فاكر انك معايا ، وانا مقولتلوش علي اللي بينا.
ردت موافقة بطاعة :
- حاضر يا زين مش هقول حاجة ، اضافت مستفهمة :
- هنروح امتي ؟......
___________________________

((فَرِيسَة للمَاضِي)) ؛؛مكتملة؛؛ الجزء الثاني صغِيرة ولَكِن  حيث تعيش القصص. اكتشف الآن