hurt

62 8 5
                                    

يوم عادي , احسست انه اليوم الذي يجب علي ان استمتع به لعله الأخير, ابتسامة تعلو وجهي المتشائم , لم أراها منذ زمن طويل , كم كرهت رأيت انعكاس مشاعري في المرآة , كنت خائفة منها كأنها وحش ينتظر وقت ضعفي كي يطغى علي

ارتديت اجمل ملابسي و مازال الفرح يزين وجهي لم أتعرف على نفسي ماذا سيفعلون اليوم ؟ هل سوف يمشي بجانبي كعادته؟

خرجت من منزلي مسرعة كي الحقه فخطاه سريعة, عندما رأيته وصلت ابتسامتي إلي أذني و عيوني امتلأت فجأة بتلك اللآلئ الصافية , لا علم لي لما يراودني هذا الشعور الآن

~ من انت و ماذا فعلت بأميليا خاصتي؟
~ اختطفت من قبل مصاصي الدماء و أصبحت كشلال من دم
~ هل اضحك؟
~ من الواضح , نعم
~ ها ها ها ها

كنت امشي خلفه و هو يحاول أن يمشي ببطء باتت طريق المدرسة المرعبة قصيرة و جنة لما يكون معي , تذوقتفي هذه الاونة الاخيرة على معنى الحياة و معنى الاشتياق
لكن رغم كل هذا الشعور سيء يحتل انشغالي ربما لأنني فقط على غير عادتي فلم أعطه اهتمام أكثر

تركته يذهب إلى أصدقائه بينما أنا متجهة الي خزانتي رأيت بعض الناس يشكلون دائرة حولي ، لكنني لم اعطيهم الكثير من الانتباه ايضا فشعاري اليوم هو الامبلاة للموت، إنه مجرد خيالي يتلاعب باعصابي

سمعت بعض منهم يهمسون و يسكتون عندما امر بالقرب منهم, يرمقونني بتلك النظرة التي تجعلك تشك من نفسك , التي تجعلك تحمل كل لوم العالم على اكتافك, نظرة اشمئزاز و تحقير عندما فتحت خزانتي سقطت ورقت منه مطروز عليها كلمات قليلة لكنها تبث في كياني القلق ، الخوف وكل المشاعر التي أحملها بها عادة إلا اليوم

كان أسوأ يوم في حياتي نعم أسوأ من ذي قبل ، استمروا في دفعي ، رمي الأشياء علي ، ومحاولة ايقاعي ربما حتى قتلي ، رغم ذلك كان هناك, من أجلي, يحاول ايقافهم و الدفاع عني بينما انا استسلمت على ذلك ، كان يعرف ماذا يجري لكنه رفض اخباري خوفا من اذية مشاعري, كان يردد لي كلما سألت عن الحجة و البرهان أن لا حاجة لي لمعرفة ذلك علي فقط الصمود قليلا حتى يقوم النسيان بدوره فقد كنت هدفا سهل لهم

~~~~~~~~~~~~~

سألت المعلم إذا كان من الممكن أن اذهب إلى الحمام لفترة قصيرة لأنني لم أكن أشعر بخير ، انتهى به الأمر قبول رغما عنه
أقفلت على نفسي الباب و دموعي بدأت تندرف دون سبب ، ربما هنالك ، لكن لم أرد الاعتراف لنفسي كنت فقط مجردة جبانة لا حول و لا قوة لها , سالت كنهر على جفوني جاعلة منها تحمر كما لو أنني ثملت جلست هناك لمدة لم استطع تقديرها , افكر في كل شيء و في حياتي العينة دون ايجاد حل او معنى, عندما خرجت ، كانت هناك مجموعة من الفتيات يتحدثن مع بعضهم البعض ،لما رأوني عم الصمت فجأة و ابتسامة الاستهزاء تعلو ملامحهم الشريرة و الغامضة مثل الضباع أمام فريستهن
قامت احدهن بدفعي إلي الوراء~ ما خطب الجميع اليوم, هل قام احدهم بنشر شيء غير لائق أو حرضهم ضدي ؟ ~ فكرت للحظة بينما اخرة قامت بجذبي من خصلات شعري كي اسقط و قامت بجري نحو المرحاض اين غطس رأسي داخله دون لم استطع أخذ انفاسي, واحد تلو الأخرى, توالت الأدوار لتعذيب جثتي الميتة, الجثة التي باتت مكشوفة و الجماهير تقوم بتصويرها, جثة لا يستطيع أحد التعرف عليها فقد تشوهت أبشع تشويه, ما يقومون به الآن أكبر الجرائم التي يجب أن يلعب عليها, لكن لما يهتم بجثتي؟ لعلهم سوف يدفنونني في غابة أو يرمونني في نهر اين سيطفو جسمي إلى أن أأكل أو يحرقونني, لم اعد احس بأعضائي, استسلمت و سلكت الطريق السهلة و هي الموت بسهولة , بدأت افقد وعي من كثرة الدماء التي تناثرت من حولي و انا أقع في غيبوبة سمعت صوت من بعيد , صوت رجل أعرفه, كنت أرتعش من الخوف كلما سمعت النوطات التي تكون صوته الخشن

~ حذرتك, سوف تندمين على حياتك, على حياة الذل التي تعيشينها, اذهبي إلي الجحيم يا اميليا

حاولت التحرك لكن لا جدوى من ذلك, بدأت الألوان تسودها ظلمة و ها أنا مغشية عليها في وسط بركة تكونت من دمائي

~~~~~~~~~~~~~

أشعر بصداع قوي جسمي يؤلمني و ضوء ساطع يجعلني اغشى أشعة الشمس مصاصي الدماء في بعض الروايات الخيالية لكن لم يكن مجرد خيال , لما فتحت عيناي كنت لا أزال هناك ، في نفس الوضعية التي تركت بها في الوقت السابق ، في بركتي ​​من الدماء ، تمزقت ملابسي لكنني لم أتذكر أن إحدى الفتيات قد مزقتهن بعنف ولكن عندما سقطت عيناي أسفل بطني و رأيت أن هذا الجزء ملطخ بالدم فهمت أخيرا ما حدث لي ، لا أستطيع أن أدرك وأفهم ، لم يكن عقلي يريد العمل أكثر، رفض جسدي التحرك وبدأت دموعي في التصاعد

كنت هناك في وسط البركة مستلقية العاجزة عن الحراك و عاجزة عن الكلام, كل ما أفكر فيه هي حياتي الملعونة المليئة بالمتاعب و لم اعد هكذا لما صدقت أحدا اذا سرد لي روايتي, احمر انفي و بدأت عيناي تحرقني من شدة تراكم الدموع, بحر من الدموع التي تعبر عن مدى حزني و شفقتي على نفسي , لو لم أقاوم المرة السابقة و لم اعش حتى......

بدأت أفكار سوداء بسواعد الليل تغمر ذهني و تجعله يفيض من كثرها, تحمست لها و جمعت آخر قواي المتواجدة في أنحاء جسمي كي أقف مستندة على المرحاض و تحرك نفسي غصبا عني, كنت اقاوم نفسي

~~~~~~~~~~~~~

أول مكان فكرت الهروب إليه هو سقفي, و ها أنا ذا واقفة على الحافة و لكن لا استطيع ان اذهب هكذا فقط , ماذا عنه ؟ ابدو أنانية بعض الشيء لكنني لا أريد الذهاب دون توديعه, اخدت طلاء بارز و كتبت اين تعودنا الجلوس جملة جعلتي تبكي و احترق من الداخل, جملة تعبر عن الماضي و الحاضر دون نسيان المستقبل, وضعت ورقة داخل البطانية لعله يجدها أو يرميها ثم وقفت مجددا على تلك الحافة, البعض يظنني جبانة لعدم مواجهة الآخرين و الفرار كالجرد لكن ذلك فوق قواي تحملت لسنين عدة و لن أتمكن أكثر, عذرا ايها العالم انا مجرد خطأ, عذرا ايها العالم لست مثل احبائك عذرا ايها العالم لم أجد مكاني فيك عذرا ايها العالم أريد التحليق بعيدا في السماء

°just because I am°||{...فقط لأنني}|| Where stories live. Discover now