الفصل التاسع عشر

ابدأ من البداية
                                    

ظل لحظات مستيقظًا علي الفراش ، ثم وجه بصره نحوها وتفحص هيئتها التي تغيرت من كلمات أثرت في علاقتها معه ، وعادت للماضي تثاورها الشكوك تجاهه ، كانت نور تشعر بنظراته نحوها ، علي الرغم انها كانت توليه ظهرها ، وضع زين يده بهدوء ليمررها حول خصرها وهو يدنو منها ، ثم دفن وجهه في عنقها حتي أقشعر جسدها من حركته التي حركت مشاعرها وأججتها معًا ،ورغم حبها له وتمنيه دائماً معها إلا ان تلك المسألة باتت تزعجها ولم تستطع نسيانها بسهولة ، وضع زين قبلة علي عنقها وهمس :
- انا عارف أنك صاحية ، معقول لسه زعلانة من حاجة عمرها ما هتحصل ، خلاص مبقتيش بتثقي فيا .
ادارها إليه ليتمكن من رؤيه وجهها ولتنظر هي إليه ثم أستطرد وهو يرجع شعرها المنسدل علي وجهها قليلا ًللخلف :
- مش بتردي ليه ؟ ،عاوز اسمعك ،عاوز أعرف بتفكري في إيه .
أخفضت بصرها قليلاً وردت عليه بصوت مبحوح متزعزع:
- خايفة ! ، خايفة ترجع زي الأول ، رفعت بصرها نحوه واردفت بنبرة تحمل في طياتها الكثير :
- أنا ممكن اتجنن واعمل اي حاجه لو فكرت تبقي مع غيري ، انا بحبك وانت عارف دا كويس ، ولما كنت بتروح لغيري انت مكنتش حاسس انا بحس بإيه ، انا كنت بموت لما أفكر انك بتبقي مع واحدة ، وبتقرب منها و....
قاطعها واضعًا  سبابته علي شفتيها غير متهيأ لسماع المزيد منها ، ولكنه أدرك ما يدور في ذهنها وما يرعد علاقتهما من تلك المسألة التي اضحي بمفرده المُلام عليها ، وسببت انفصالهم مرات جمة بدلاً من إقترابهم كما كان يتَكَهُّن ..
تأمل زين تقاسيم وجهها التي تحمله الذنب كليًا ، والمكنونة في نظراتها نحوه ، ولكنه أعتزم إزاحه تلك الظنون من رأسها حينما رد عليها :
- نور انا مش ممكن افكر أخونك وانتي معايا ، انا قبل كده كنت بعمل كده علشان نقرب صدقيني ، انا بحبك قوي ، ولما سافرتي ما فكرتش غير في إنك ترجعيلي ، او حتي نطلق ، انا مبعدتش عنك ولا فكرت اسيبك علشان عاوزك علي طول معايا.
دنا أكثر متأملاً ملامحها التي تتطلع عليه بخوف قرأه في عينيها من ذلك الأمر ، فأسند رأسه علي مقدمة رأسها واستأنف حديثه  بحيرة :
- انا مش عارف اعمل ايه علشان متفكريش في كده تاني ، انا تقريبًا مش بفكر غير فيكي ، انتي وبس يا نور حبيبتي .
صمت زين ليري رده فعلها الغير مفهومة في ملامحها وأعينها المسلطة عليه ، فهمت نور من حديثه ان بَعُدها عنه ربما يعطيه الفرصة في التقرب لاحداهن ، اضطربت من مجرد التفكير في ذلك ، نفت ذلك بداخل عقلها المتذبذب ونظرت له بقوة وقامت بتطويق عنقه وفاجئته بقبلة قوية أثبتت تملكها له فيها وهي تجذبه إليها لتخبره بأنها ليست كما السابق ، وعن زين لم ينكر هو حبها له وذلك الفكر الذي يغزو رأسها حتي تعمق معها فيما تريده .....
_______________________

تتحدث مع ديما عبر الهاتف وهي مستلقية علي الفراش بغرفة أخري استوطنت فيها بعيدًا عن تطاوله عليها ولم تدري بأن حركتها تلك أشعلت بداخله غضب مختزن منذ زمن رغم تحذيره الدائم من عدم تركها له ، ولج ماجد عليها تلك الغرفة وهو مكفهر التعابير ، أنتبهت هانا له وأغلقت الهاتف بعدما انهت مكالمتها ثم نظرت إليه ، تقدم ماجد وهو مسلط بصره عليها واردف بضيق مكتوم :
- انا مش قولت متبعديش عني ، قاعده هنا ليه ؟..
نهضت بهدوء زائف ولم تنكر حده التوتر المستحوذ عليها في الرد عليه بطريقة تتناسب مع حالته التي وضحت لها ؛ وقفت هانا أمامه محاولة امتصاص غضبه حيث طوقت عنقه بذراعيها وتدللت عليها وهي ترد بنبرة صوت دَمُثه :
- انا قولت اسيبك علي ما تهدي يا حبيبي ، انا عمري ما هسيبك يا ماجد ، علشان انت حبيبي ، وانا مبحبش غيرك .
نظر لها ماجد كالمغيب امامها حيث نجحت في تخفيف صراعه الداخلي ببعض الكلمات مع شَطْر من دلالها الأنثوي في السيطرة عليه ، وأكملتها بتلك القبلة الهادئة علي ثغره وأستطردت هامسه بحب :
- لسه زعلان مني ، انا اسفه ، سامحني بقي .
لامست وجهها بوجهه مع كل كلمه تهتف بها حتي تهيج بداخله مشاعر الحب بدلاً من ذلك الغضب النفسي الطاغي علي اوصاله الداخلية ، لم يلبث ماجد حتي هدأ من روعه بفضل كلماتها عليه وتحرك بشفتيها علي وجهها قائلاً بصوت مضطرب :
- انتي حلوه قوي يا هانا ، وانا مش عايزك تسيبيني .
هانا بابتسامة هادئة مغرية همست :
- وانا مش هبعد ابدًا ، تابعت بهمس اغراه للتقرب منها :
- موحشتكش !..
ماجد وهو يقربها منه بتلهف ملحوظ علي تعابير وجهه المشدوهه :
- طبعا عاوزك يا حبيبتي .
طرحها علي الفراش متطلعًا عليها بلهفة ، دنا منها وغرق معها في ظل الحب الذي تخرجه امامه ، وسعدت هانا بنجاح تفكيرها في إمتصاص غصبه......
_______________________

((فَرِيسَة للمَاضِي)) ؛؛مكتملة؛؛ الجزء الثاني صغِيرة ولَكِن  حيث تعيش القصص. اكتشف الآن