البارت التاسع والخمسين

Start from the beginning
                                    

"إننى ، أحب شعرك ، إنه بلون أشعة الشمس المشرقة ، وعيناك كذلك فهما بلون البحر الأزرق ، وبشرتك أيضا فهي تذكرني بأيام الشتاء المثلجة "
"هل تريدين الحصول على بعض من خصلات شعري إذا ؟ "
"هل يمكنني ذلك ؟ "
"بلى سأعطيك بعضا منه لاحقا ، فقط عديني ان تحتفظي به حتى تتذكريننى دائماً"
"بالطبع سأذكرك حتى بدون خصلات شعرك"
رسم ابتسامته المعتاده كرد قبل أن يقول مشيرا لشجرة كبيرة مزهرة تقع على طرف التل
"سأكون دائما هناك ، تحت تلك الشجرة تذكري هذا جيدا"

"ريمون ، ريمون ، أين أنت "
بهذا كانت تصيح منادية بينما تركض ممسكة بدفتر صغير في يدها قبل أن تصطدم بشخص ما
"آسفة"
تأسفت رافعة رأسها إلى الأعلى لتتوسع عينها بدهشة قائلة بعدم تصديق
"ريمون أنت تمشي"
نظر إليها بلا تعابير قائلاً
"لست ريمون ، أنا رونالد شقيقه التوأم ، هل أنتِ شيزوكا ؟ "
هزت رأسها إيجاباً قبل أن تتسائل
"أين ريمون ؟ "
أشار إلى حيث تحت ظل الشجرة الكبيرة قائلاً
"سينام هنا إلى الأبد"
توسعت عيناها بذعر واخذ صدرها يعلو ويهبط بسرعة جنونية إثر قوة تنفسها لتتحدث بصعوبة من بين أنفاسها
"لكنه أخبرني أنه سعيد لوجوده معي ، لماذا ذهب إذاً"
مد إليها يده بعلبة زرقاء مزينة بشريط ذهبي قائلاً
"لقد اوصى بإعطائك هذا"
جلست على الأرض قبل أن تقوم بفتح العلبة وإخراج ما بها بشكل عشوائي لتمسك آخر محتويات العلبة ثم تحتضنها بقوة وتبدأ دموعها بالانهمار
"لقد طلب مني أن أقوم بقص ما تبقى من شعره ليعطيه لك ، حافظي عليه جيدا"
قال جملته ثم أعطاها ظهره مغادراً

حركت جفنيها بتثاقل شديد لينفرج سامحاً للضوء بالتسلل إلى عينها الفضية ، نهضت مصدرة تأوهاً خفيضاً بينما تقوم بدلك عنقها أملاً في التخلص من الألم الناتج عن نومتها الغير مريحة ليتبادر إلى ذهنها آخر ما حدث قبل فقدانها لوعيها فتصيح بفزع بينما تضرب جبينها بخفة
"يا إلاهي ماذا فعلت !؟ "
ظلت تذرع الغرفة جيئة و ذهابا قبل أن تتوقف هاتفة بحماس
"سأذهب إليه عند التاسعة"
التفتت إلى الساعة المعلقة على الجدار الأيمن لتدرك أنه لم يتبق أمامها سوى نصف ساعة
"إنها الثامنة والنصف صباحا ، يا إلاهي كيف استغرقت في النوم طول تلك المدة"
هرعت إلى أحد أركان الغرفة والتقطت عصابة عينها الملقاة أرضا لتقوم بتغطية عينها ثم غيرت ملابسها ومشطت شعرها على عجلة

*تجرأي شيزوكا إنها المرة الحادية عشر التي ترفعين فيها يدك لتقرعي بابه ، ليس وكأنه سوف يلتهمك*
فكرت بصمت قبل أن ترفع يدها مجددا لتطرق الباب لولا أن قاطعها الصوت القادم من خلفها
"لقد مللت الانتظار أتستغرقين كل هذا الوقت للطرق على باب أحدهم عادةً"
كان صوت روبرت الذي خرج من أحد الممرات راسما ابتسامة عابثة على وجهه لتجيبه شيزوكا بضجر
"لماذا تركتني أواجه كل هذا إن كنت واقفا هنا قبل كل شئ"
اقترب منها بينما تزداد نبرته العابثة اتساعاً
"وما الذي تواجهينه ، هل تشعرين بالخجل من طرقك باب غرفة رجل أعزب في الصباح الباكر"
اتسعت عيناها هاتفة باشمئزاز
"أيها الوغد المنحرف ، إنها غلطتي كوني أملك أفكاراً نظيفة جدا ، من الان لا يسمح لك بالاقتراب مني أكثر من عشر خطوات ، إنني أحذرك"
"وإلا ؟ "
قالها بينما يقترب ليقوم باستفزازها ، لتجيب بضجر
"يالك من عابث ، أتسائل من أين تأتي بطاقة الشجار تلك كلها وأنت بهذا السن ، عندما أتخيل نفسي بمثل عمرك لا أراني إلا راقدة على الفراش غير راغبة برؤية أي شخص أمامي"
"أحذرك من أنك تلمحين لكوني عجوزاً"
تنهدت باستياء هامسة
"لا أملك طاقة للشجار"
"هل ندخل ، أم تفضلين تناول الفطور في الأسفل"
"حسناً ، في الواقع لست جائعة"
أجابت بينما توجه نظرها إلى الجدار بنظرة جانبية
اتسعت ابتسامته قائلا
" لندخل إذا فلدي ما يسرك "

كانت جالسة على الكرسي تحدق إليه بضجر ، بينما كان هو يقوم بإخراج شئ من حقيبة سوداء كان يحملها معه ويبدو أنه حصل عليه من الخارج إذ يبدو متلهفا جدا لفتحها
" والان قومي بإغلاق عينك "
قالها بينما يرمقها بنظرات عابسة لتغلق عينها باستسلام
"يمكنك فتحها الان"
ما إن قامت بفتحها حتى توسعت عيناها إثر الصدمة وظلت تنقل نظرها بينه وبين ما وضع أمامها على الطاولة بينما شُلّ لسانها عاجزا عن النطق
"كان واضحا جداً كونك جائعة إنه أمر لا يخفى عن الأعمى ، وبالنظر إلى جسدك الهزيل وبما أنك تناولت الكثير بالأمس خمنت كونك تحتاجين إلى شئ مختلف" وجهت نظرها إلى يده التي تقوم بتقريب ثلاثة أكياس من الدماء أمامها على الطاولة
"من أين حصلت عليها !؟ "
نطقت بشك بعد أن استطاعت التخلص من عجز لسانها أخيراً
أهكذا تشكرين الشخص الذي أنقذك من الموت جوعا
"لقد أنقذت نفسك كنت لأجعلك وجبة فطوري"
قالت بينما تسحب أحد الأكياس لتضعه في فمها وتبدأ بتناوله بوحشية رامية كل شئ خلفها ، فهي لا تستطيع كبح غريزتها أكثر .....

خلف الانظارWhere stories live. Discover now