الفصل الحادي عشر

Start from the beginning
                                    

ولجوا جميعا لداخل المشفی متوجهين لغرفتها التي أستعلموا عنها بالأسفل ، أشارت مريم بيدها للغرفة وهموا ثلاثتهم بالدخول ، بالداخل وجدوا كل من زين وحسام وهم يتطلعون عليها ، أدار حسام رأسه ناظرًا إليهم وتشدق بنبرة هادئة :
- أهلا يا جماعه ، تعالوا .
دنا فاضل منهم ووجه بصره اليها وطالعها بقلق ونظرات حزينة ، ثم ضم شفتيه لكثرة المصائب التي تهتاف عليها كأنها سترويها من افراحها التي لم تكتمل ، ثم وجه بصره لابنه المحملق بها بنظرات جامدة ، أقترب منه وربت علي كتفه بهدوء وحدثه :
- زين
نظر له زين وتابع فاضل بمعني :
- تعالي يا ابني بره عايز اتكلم معاك شويه .
اومأ رأسه بموافقة ، ونهض بعدما ألقی نظره أخيرة عليها ، هدج بصحبه والده وحسام أيضًا ...
وقفت فاطمه تنظر لها بشفقة واردفت بحسرة :
- صعبانه عليا قوي ، صغيرة وحصلها كده ، الله يكون في عونها .
ردت مريم زاممة شفتيها بحزن :
- نور كانت حامل ، زين كان بيقول تعبانة شوية ، ومكنتش تعرف حاجه او كانت بتحس بأيه .
قالت فاطمه بامتعاض ونبرة خفيضة :
- كل من الزفت اللي أسمه مالك ده ، يا تري عملها ايه علشان توصل لانها تجهض ابنها ، اكيد كان عاوز منها......
قطمت فاطمه جملتها محروجة من سرد الباقي ، وادركت مريم ما تلمح له وردت بضيق وغيظ جم :
- منك لله يا مالك ، شوفت وصلتها لأيه ووصلت نفسك لأيه...
______________________

جلسوا في الخارج ولم يتفوه احدًا بكلمة ، فقد متجمدين من جرأه مالك في فعلته الشنعاء في إثبات حبه وتملكها عنوة لها رغم ارتباطها بغيره ، لم يتخيل فاضل ان حديث أخته وخوفها الزائد من تلك المسألة كان محقًا في التنبؤ بذلك ، ولم يدري بأن حبه يصل لتفكيره الاهوج غير مبالي فيمن حوله ، خاصةً علاقتهم المقربة من بعضهما ، تنهد فاضل بضيق وتأمل ابنه الجالس بشرود وفطن ما يمر به ، دار في رأسه بعض الكلمات ورتبها بهدوء ليهدئه بها خيفةً من إرتكابه لشئ سيئ وحدثه :
- زين .......اللي عمله مالك دا طيش شباب ، واحد بيحب واحدة ومفكر انه بالطريقة دي هتبقي بتاعته ، وكلنا كنا عارفين بحب مالك ليها ، بس محدش كان مدي للامر أهميه ، خصوصًا انها كانت مراتك .
صمت قليلاً وهو يتطلع لتعبيرات وجه ابنه التي تتغير للانزعاج ، فإبتلع ريقه واستطرد بتروي :
- لازم تفكر كويس يا زين قبل ما تاخد اي رده فعل للموضوع ، وانت عاقل وكبير ، وتقدر تتحكم في نفسك ، مهما كان مالك عيل ، وقد مراتك ، وهو بيحبها ، تابع بحيرة :
- انا مش عارف ايه حبه الغريب ليها ده ، عاوزها معاه بأي طريقة ، يمكن علشان حاسس بالوحدة ومحدش جمبه ، ولا ايه ، انا مش عارف اقول ايه في تفكيره اللي يوصله لكده.
ظل زين هادئًا  مما اجج ريبه فاضل من تفكيره الغامض في الأمر ، بينما تدخل حسام قائلاً بضيق :
- اللي عمله مالك غلط ، ولازم حضرتك يا عمي اللي تتصرف معاه ، وزين يكون بعيد ، لان رده فعله مش هتكون كويسة .
فاضل بجديه ناظرًا الي زين :
- زين انا مش عايزك تعمل حاجه ، انا هتصرف معاه وأفهمه غلطه ، مالك بيحاول يقلدك في اللي كنت بتعمله ، وفاهم ان هو ده الصح ، وانه بكده هيعيش مع اللي بيحبها وهي كمان هتحبه ، حتي لو هو بشخصيته دي .
رد زين باستنكار ساخرًا :
- ودا يبررله اللي كان عايز يعمله مع مراتي ، مرات ابن خاله يا بابا ، وهي تبقي بنت خاله برضه ، انا مش عارف لحد دلوقتي قالها ايه علشان تجري كده وتروحله ، اكيد قالها حاجه تخصني ، وتخليها تتصل بيا كل ده .
هدر فاضل بنفاذ صبر ونبرة حادة :
- اللي قولته يتسمع يا زين ، ونور كويسه الحمدلله ، ومحصلهاش حاجة ، ومالك انا هتصرف معاه ، واكيد قعاده لوحده مخليه بقي بيفكر بالشكل ده .
اغتاظ زين من حديث والده ، ثم نهض وهو منفعل وهتف بضيق :
- انا رايح لمراتي ، ام ابني اللي موتهولي ، روح قوله برافو يا مالك ، هي تعبانه وابنها مات وبرر اللي عمله في مراتي بشوية كلام بتضحك عليا بيه ، بس انا مش هسكت يا بابا مهما حاولت معايا ، ومالك ده حسابه معايا انا .
ثم بادر زين بالتوجه لغرفتها وهو مهتاجًا من عدم مبالاتهم بالأمر واخذ موقف جدي فيه .......
_______________________
في الصباح......

((فَرِيسَة للمَاضِي)) ؛؛مكتملة؛؛ الجزء الثاني صغِيرة ولَكِن  Where stories live. Discover now