تخفي ذاتها | السّجين الرابع

559 154 117
                                    

لم أستطع النوم؛ هناك ما يلاحقني

" المَاضي"

يحملُ تلك المُخاوف المُتعددة؛ يتضمنُ بعضَ آثامنا التي حاولنا إخفائها

كُنّا نحاولُ إخفاء آثام الماضي؛ نخفي ذاتنا .

تمنيتُ أن أحظى بفرصةٍ لحرقهِ، أشعر بكونهِ خطرًا قابل للإشتعال.

أحيانًا نتذكرُ آثامنا في الماضي؛ نشعر بأن لحظات السعادة التي نتمناها؛ لا نستحقها .

شعورُ أنك محملٌ بأخطاءٍ وآثام مؤلم؛ الأكثر ألمًا هو عدم تقبلنا

تناولتُ هاتفي، أعدت قراءة الرسائل .

من عدة أشخاصٍ يحكمون عليّ من الماضي .

إحدى الرسائل تتمنى فيهَا الفتاةُ موتي؛ الأخرى تذكرُ أنني أسأتُ لمجتمعنا .
كلها سخرية من الماضي!

حاولتُ إظهار ذاتي قويةً؛ وأن كلامهم لا يمسُني، لكنّه لم يمسني

إنّه اخترَقني .

نظن أن الكلمات الجارحة هاجَرت ذاكرتنا .
لكنها تظهرُ عند لحظات الحزن؛ ينساها القائل؛ فتبقى في داخلِنا

أعدت القراءة مرارًا وتكرارًا؛ حتى غافلني النّوم

رأيتُ شيئًا ما، كان هُناكَ رجلٌ ضخمُ الجثّة يَرْمي بي إلى زنزانةٍ؛ تآكَلت جُدرانها، قُضبانُ الحجرةِ صلبةٌ كأفئدتنا

والنّافذةُ في العليّة؛ تودعُ أشعة الشّمس السلسبيلية، وتَغريد العصافير

كَانتِ الألوانُ القاتمة أساس الّلوحة

أمسكت القضبان فتسائلت قائلةً

" أين أنا؛ ماذا يحدثُ بحق خالق  الجحيم ! "

أخرج وريقةً ونطق بعدم اكتراثٍ

" نرحب بسجينتنا الرّابعة؛ سجن الحزن الأبدي يرحبُ بكِ ويخبركِ بكونكِ خالفتِ عقد السعادة

《 للسعادة الأبدية يتوجبُ عدم إحزان أحدهم ولو كان ذاتك》 "

" وكيف أخرج ؟"

" أسعدي وأصلحي البشرية إبتداءً بذاتك؛ لا تخافي من الماضي؛ فأنتِ يحق لك الفخر بذاتك؛ لأنكِ أدركتِ طريق الصواب الّذي أضاعه العديد منا"

عَقِدْ | contract [✓]Where stories live. Discover now