إنسانٌ مندثرٌ | السّجين الثّاني

969 172 35
                                    

" أيّتها الحمقَاءُ، هَل تَعلَمِين كمْ ثمنُ هذا الإنَاء الذي حطمته؛ سعرهُ يفوقُ معاشكِ لسنةٍ ! "

صدَحْتُ بنبرَتي المُمتعضة؛ كُلّ حواسي تُشَجعُني على القتْلِ.

انتَشرت بعضُ التّوجساتِ في محيا تلكَ الخَادِمة؛

وهيَ تكافحُ دموعَها، تتلفتُ بحرجٍ لتلكَ النّظراتِ من أقرانِها .

الكلّ أرسل لهَا نظراتِ الشّفقة؛ عدَاي !

بعدَ أن طردْتُها منَ العملِ؛ تقدّمت ابنتي منّي وقدْ تشكَلت علاماتُ الإزدراء في وجههَا .

نبَست باستحْقارٍ وهيَ تحرّك نظرها من راسي إلى أخمصِ قدَمي

" مَاذا حدَث لكِ؟ هلْ الثّراءُ دفنَ الإنسان الّذي بدَاخِلك؟ "

اصطفيتُ التّجاهلَ؛ وأنَا أتّجه لحُجرَتي فأضطجعُ في سريري .

كَالعادة؛ السّهادُ لم يلازِمني بذلك اليُسر .

كَان ضمِيري يصرخُ على أفعالي؛ حَاولتُ تجَاهلَ الأخير .

لستُ سيئةً؛ أحيانًا كذبت، رُبما بدرت مني جرِيرة، لكِنني لستُ بذلك السّوء  .

هُناك حقدٌ يتملّكُني تجاه الكون، أتذكرُ الحزن الذي قدّمهُ لي

والتّعاسةُ المُتراكمةُ في داخلي .

أزدادُ سوءًا، ألتهمُ ذاتي بذاتي.

أغمضتُ عيني؛ سلبَني السّهاد وأخيرًا !

رأيتُ شيئًا ما، كان هُناكَ رجلٌ ضخمُ الجثّة يَرْمي بي إلى زنزانةٍ؛ تآكَلت جُدرانها، قُضبانُ الحجرةِ صلبةٌ كأفئدتنا

والنّافذةُ في العليّة؛ تودعُ أشعة الشّمس السلسبيلية، وتَغريد العصافير

كَانتِ الألوانُ القاتمة أساس الّلوحة

تشبثت أنَاملي بالقضبان؛ سألتهُ متوجسةً

" ما إثمي؟ "

أجابَ بنبرةٍ غَير مهتمةٍ وهو يُريني وريقةً

" نرحبُ بسجينتِنا الثّانية؛ سجنُ الحزن الأبدي، يُرحب بكِ، ويخبركِ بكونكِ قد خالفتِ عقد السعادة

《 للسعادة الأبدية؛ يتوجبُ عدم إحزان أحدهم ولو كَان ذاتك 》 "

" كيفَ أخرج؟"

" أسعدي البشرية وأصلحيها، إبتداءً لذاتك، أعِيدي الإنسانِ الذي بداخلك"

عَقِدْ | contract [✓]حيث تعيش القصص. اكتشف الآن