الفصل الخامس

Start from the beginning
                                    

ولج الغرفه عليها وجدها ما زالت نائمة، تعجب منها ثم دنا من الفراش جالسًا بجوارها ، مد زين يده ومرره علي شعرها بلطف ، واقترب منها وقبل جبينها ، تعجب اكثر كونها لم تشعر به ، ويبدو من هيئتها انها نائمة من ليلة أمس ، ابتسم عفويًا وهو يتأمل ملامح وجهها الطفولية ، ثم دنا منها مقبلاً شفتيها بحب ، اخرجت هي انينًا خافتًا لشعورها به رغم نومها العميق وابتسم لحركاتها الصبيانية خاصه معه ، تذبذبت افكاره في إفاقتها او تركها علي راحتها ، ولكنه حسم أمره بافاقتها ، هزها بهدوء شديد مناديًا عليها بصوت رخيم :
- نور ........نور حبيبتي...... اصحي بقي .
تململت قليلاً ولم تفتح عينيها وردت بصوت ناعس :
- عاوز ايه ....سيبني انام .
قال زين بتعجب :
۔ نور انتي نمتي كتير ، انا روحت الشغل وانتي نايمة ، ودلوقتي لسه نايمة .
لم ترد عليه وأكملت نومها ، فتعجب أكثر منها واصر علي أفاقتها قلقًا عليها واستأنف مرة أخري :
- طيب انتي تعبانة يا حبيبتي .
هزها مرة أخری لترد عليه ، فتأففت بوضوح وردت بانزعاج :
- زين ، انا عاوزه أنام ، وانا مش تعبانه ، سيبني بقي .
رد زين بنفاذ صبر :
۔ طيب يا حبيبتي براحتك ، بس انا هروح عند بابا لأنه عاوزني ، انتي سمعاني .
زم شفتيه منتظرًا لردها فقد غفت هي مرة أخري ، اخرج هو تنهيدة قوية ونهض من مجلسه وتوجه لتبديل ثيابه بأخري ...
_______________________

حملت الولد وظلت تقبل فيه بلهفة فرحة لرؤيته ، ضحك فاضل عليها وحدثها باستغراب :
- بالراحة يا فاطمة ...دول كانوا عندنا من كام يوم .
ردت فاطمة وهي ما زالت تقبل فيه :
- دا ابن ابني الغالي ، يعني حته مني .
مريم بابتسامة فرحة : ربنا يخليكي لينا يا ماما .
فاطمه بنبرة متمنية :
۔ عقبال ما تجيبوله اخ او اخت يارب .
مريم بعبوس : مش دلوقتي يا ماما ، دا مجنني ومطلع عيني
فاطمة باستنكار : اومال الخدامة بتعمل ايه ، وليه مجبتهاش معاكي تشيله بدالك .
تنحنحت مريم ووجهت بصرها للخادمة الواقفه وحدجتها بغيظ ، ولاحظت فاطمة نظراتها تلك ، وتأملت الفتاة وتسائلت :
- صحيح يا مريم ، مش تعرفينا بالهانم اللي جات معاكي .
كزت مريم علی أسنانها واضحت علی وشك الإنفجار غيظًا ، وكادت ان تعلن عن هويتها ، ولكن صوته تحدث قبلها :
- دي الخدامة يا ماما .
قالها حسام وهو يتقدم منهم وعلي وجهه ابتسامة سخيفة مستفزة اغاظتها اكثر ، ورمقته هب بنظرات نارية لتعمده مغازلة الفتاة وانشغاله بأمرها .
وقف حسام امام والدته وامسك يدها وقبلها قائلاً :
- وحشتيني يا ست الكل .
ردت فاطمه بنبرة حنونة:
۔ وحشتني يا ابني ، ربنا يحميك لولادك .
توجه لفاضل ايضًا ودنا منه مقبلاً يده هو الآخر قائلاً :
- مساء الخير يا عمي .
ربت فاضل علي رأسه ورد بودٍ :
- مساء الخير يا ابني .
انتصب حسام في وقفته وحدث والدته عن الفتاة بنبرة هائمة قاصدًا إغاظه مريم لتوليد الغيِرة بداخلها التي بات يعشقها :
- الهانم دي ماما، تبقي الخدامة ، شوفتي الهنا اللي ابنك فيه .
هتفت مريم بامتعاض : حسام ، ايه اللي بتقوله ده .
رد حسام مدعي الامبالا :
۔ قولت ايه يعني ، مش بعرف مامي عليها .
فاطمة وهي تحملق فيها :
- يا حلاوه يا ولاد ، بقي دي الخدامة ، تابعت بتهكم وهي تلوي شفتيها :
- الله يرحم خدامين ايام زمان ، كانو الله اما أحفظنا ، يخوفوا العيال ، تابعت باعجاب :
- بس دي حلوة يا حسام ، دي هتخلي الواد علي طول مبسوط
قال حسام ضاغطًا علي شفتيه بحركة خبيثة :
۔ الواد وابو الواد يا ماما
حدجته مريم بغيظ وأعتزمت علي طردها كغيرها في أقرب وقت .
حسام بتساؤل : اومال ساره فين ..وحشتني قوي...........
______________________

((فَرِيسَة للمَاضِي)) ؛؛مكتملة؛؛ الجزء الثاني صغِيرة ولَكِن  Where stories live. Discover now