الفصل الثالث

Começar do início
                                    

اوقف سيارته وترجل الإثنان منها ، اسرعت نور بالتشبث بذراعه وولجوا سويًا للداخل ، وقابلتهم عزيزة مرحبة بحرارة ، واردف زين بابتسامة عذبة :
- عاملة ايه يا دادة .
عزيزة بامتنان : حلوه اكيد يا زين بيه .
نور بتساؤل :  فين سارة ؟
عزيزة مشيرة بيدها للأعلي : فوق في أوضتها .
زين مستفهمًا : هو بابا لسه نايم .
عزيزو بنفي :
- لأ..دا في أوضة المكتب ، هو والست فاطمة .
أومأ برأسه وحدث نور :
- انا هروح اسلم علي بابا وأمشي ، وانتي أطلعي لسارة .
نور بانصياع : حاضر يا حبيبي ، ثم رفعت نفسها لتقبله ، فابتسم لها ،وصعدت هي للأعلي ..
توجه زين لغرفة المكتب ، بعدما طلب الإستأذان ، وفرح فاضل لرؤيته واردف وهو ينهض :
- زين حبيبي
أحتضن بعضهما بحرارة ، واستطرد فاضل بعتاب :
- ازاي المرة اللي فاتت تجيب نور ومتعديش عليا .
زين مبررًا : قالولي ان حضرتك نايم ، ثم وجه بصره لزوجه والده وتابع :
- صباح الخير يا طنط .
ردت فاطمة بنبرة هادئة : صباح الخير يا ابني ، تابعت بمعنى وهي تنهض :
- هسيبكم انا تاخدوا راحتكم .
دلفت هي للخارج ، وهب فاضل قائلاً بفضول :
- اخبارك ايه انت ونور ، كويسين مع بعض .
زين باستنكار : خلاص يا بابا ، علاقتنا عادي ، مش زي الأول .
فاضل وهو يوضح مقصده :
- مش قصدي يا زين ، اقصد بتتخانقوا ، حياتكم ماشية كويس .
زين باستغراب : بتسأل ليه يا بابا .
فاضل بتردد :
- يعني بلاش اطمن عليكم ، كل اللي يهمني اشوفكم مبسوطين وعايشين حياتكم .
زين مؤكدًا : أطمن يا بابا ، احنا كويسين .
فاضل متنهدًا بارتياح :
- ربنا يحميك يا ابني انت ومراتك......
______________________

توجه للمرآة ليكمل ارتداء ملابسه ، وزاغ فيما حدث بالأمس ومدي قربها وتدللها عليه الذي أفتقده من زوجته ، وشعر بكومة من الهموم تجثو علي صدره ، لائمًا نفسه اذا فكر في رغبته فيها ومدي أحتياجاته كرجل ، والتي لم توفرها له زوجته ، اغمض وليد عينيه محاولاً ترك تلك الأفكار التي تخللت رأسه ، وبالتأكيد نتائجها وخيمة ، وستتسبب حتمًا في انهيار أسرته ، اقتربت ميرا منه حينما طال وقوفه امام المرآة ، واحتضنته من الخلف قائلة :
- ايه يا حبيبي ، زعلان علشان نمت وسبتك ، اثني ثغره بسخرية ، فاستأنفت ميرا مبررة :
- اسفة يا حبيبي ، اياد مسهرني طول الليل ، ونمت ومحستش بنفسي .
استدار وليد بجسده اليها ورد بهدوء زائف :
- عادي يا حبيبتي ، انتي برضو بتتعبي ، خلي بالك من الولد .
نظرت له ميرا بعدم فهم واحست بضيقه رغم أخفاءه له، وأقتربت منه واضعه يدها علي وجنته ، واردفت بحب :
- انت كمان وحشتني قوي ، خليك يا وليد انا عوزاك ، بلاش تروح النهاردة .
رد وليد بابتسامة باهتة :
- ربنا يخليكي ليا يا حبيبتي ، انا عندي شغل النهارده مهم قوي ، ولازم اروح ، خليها لما آجي .
طوقت عنقه وقامت بتقبيله بحب بائن ، وتجاوب معها مسالمًا لظهور رغبته فيها ، وضمها اليه متعمقًا فيما يتمني.........
_______________________
- أيه !...
قالتها سارة بصدمة ممزوجة بالضيق عندما اخبرتها نور بزيارة مالك لها ، وتحريضه لها علي زوجها .
فأكدت نور لها ما حدث بانفعال داخلي :
- زي ما بقولك يا سارة ، مالك اتغير قوي ، تابعت بغيظ :
- وبعت الحارس يجبله سجاير ، علشان لما زين يرجع ، يفهمه انه كان هنا .
سارة بانزعاج : وزين عرف انه كان عندك .
حركت رأسها نافية وهتفت موضحة :
- اول ما سألني كنت مرعوبة ، لاني عارفة انه هيضايق ، بس اتصرفت بسرعة ، قولت دا عم ابراهيم كان جايبلي شوية حاجات .
سارة بابتسامة زائفة : طيب الحمد لله .
نور بضيق :
- انا مش عارفه هيعقل امتي ، اتغير خالص وبقي بيشرب سجاير .
سارة بنبرة ساخرة :
- سجاير بس ، دا خمرة كمان ، والله أعلم بيعمل ايه تاني ، ما هو ساب هنا وراح قعد لوحدو ، واكيد عايش حر ومش همه اللي حواليه .
كلحت تعابير نور واردفت بقلق :
- انا خايفه من مالك قوي ، قال انه بيحبني لسه .
نظرت لها سارة بحقد داخلي ، فرغم صداقتهم القوية ، فهي تحقد عليها لا إراديًا وليست فطرتها ، كونها تكن لمالك مشاعر ما ، نبتت حينما كان يستقر معهم ، ولم تخبر احدًا بها ، وفطنت ان والدتها شعرت بها ، وكانت السبب في تركه للفيلا..
دُهشت نور منها وتسائلت :
- مخك راح فين يا سارة ، هو انا بكلم نفسي .
نظرت لها سارة بهدوء قاتل وردت عليها محاولة ازاحة الشكوك التي وضعها مالك في رأسها :
- المهم تخلي بالك من جوزك ، ومتخليش كلامه يأثر فيكي ، زين بيحبك قوي يا نور .......
_____________________

((فَرِيسَة للمَاضِي)) ؛؛مكتملة؛؛ الجزء الثاني صغِيرة ولَكِن  Onde histórias criam vida. Descubra agora