الفصل الأول

Start from the beginning
                                    

ارتدت ملابسها وتقدمت منه وهي تطوق عنقه :
- وديني عند سارة ، بما ان معنديش حاجة أعملها ، وهي كمان قاعدة .
انحني طابعًا قبله علي شفتيها قائلاً :
- انتي تؤمريني .
ابتسمت بفرحه وزمت شفتيها قائله بنبرة حماسية جريئة منها :
- عايزة يبقي عندي بيبي منك .
زين بضحكة متعجبًا من حديثها :
- احنا لسه متجوزين ، وبكرة يبقي عندنا ولاد .
نور بنبرة حالمة :
- نفسي يبقي عندي ولد ويكون شبهك، وانا هبقي مامي تجنن .
زين بضحك شديد :
- وقتها مش هتبقي بالشكل اللي واقف قدامي ده ، هتبقي متشردة .
نور باستنكار :
- ليه ، انا مش ممكن اهمل في نفسي ، انا حلوه وهفضل .
زين بعدم اقتناع :
- اما نشوف ، تابع بعبوس طفيف :
- انا جعان ، مش هتحضري الفطار بقي .
هتفت نور وهي تقفز فرحًا :
- ثواني يا عمري ، دا انا النهاردة هعملك فطار اتعلمته من علي النت يجنن .
زين مدعي السعادة : اجري بسرعة وريني ابداعاتك
ركضت نور للمطبخ بهمة لتحضير الإفطار ، بينما ضغط زين علي نفسه لتناول إفطارها المقزز حبًا فيها ، ثم دلف للخارج ليتطلع عليها ..
ولج المطبخ عليها وجلس علي الطاولة الصغيرة به ، وشعر بسعادة عارمة لمدي تفانيها في إرضائه ، وذلك ما يهون عليه ابتلاع طعامها رغمًا عنه ..
وضعت نور بعض الأكلات امامه مبدية فرحتها بما انجزته وهتفت:
- يلا يا بيبي افطر .
مد يده ليلتقط الطعام ووضعه في فمه علي غير رضي ، ونظرت له نور كاتمة ضحكتها ، فهي تعلم عدم إجادتها في تحضير الطعام ولكنها تسعد بتناوله من اجلها ، بينما تحدث زين بوجه عابس نتيجه طعامها السيئ :
- ليه مش بتفطري معايا .
ردت بتوتر مبررة : اصلي بعمل رجيم .
زين باستنكار : رجيم ايه ، ما انتي كويسة اهو .
نور بتلعثم : ا..يلا افطر.كده هنتأخر .
زين بضيق :
- ما هو انتي لو تسمعي الكلام ونجيب شغالة ، كان زمانا حلوين .
نور محتجة بشدة :
- ممنوع واحدة تيجي هنا ، انا وبس اللي هبقي هنا
زين بتذمر : طيب ..
نور وهي تداعبه : يلا يا قلبي ، عايزاك تخلص الأكل ده كله
اومأ برأسه واكمل افطاره علي مضص ........
______________________

حملت طفلها بين ذراعيها لتسكت بكاءه المتواصل وظلت تربت عليه كي يهدأ ، تأففت مريم فهي لم تحظي بنومة هنيئة منذ ولدت ، واضطرت لأخذ أجازة من عملها لتبقي بجانبه خاصةً بعد طردها للخادمة التي كانت تتغازل في زوجها وتتمايع بحركاتها امامه ، واجبرت نفسها علي البقاء لتحصل علي أخري ربما تكون امينة وتقتنع هي بها ثم حدثته ابنها متنهده بضيق :
- إهدي يا حبيبي بقي ، مش انت رضعت وخلصنا..
ثم هدهدته مرةً أخري متمنيه نومه كي يريحها قليلاً وجلست علي الاريكة محاولة تهدأته ..
دلف حسام من المرحاض وهو يجفف شعره بالمنشفة ، ثم رآها متذمرة وعابسة الوجه ، فضحك عليها عاليًا ، واغتاظت هي منه ، بينما تشدق هو غامزًا بعينه :
- كان فيها ايه لو سبتي الخدامة ، دا حتي كانت شايفة شغلها كويس .
شهقت مريم وقذفتة بالوسادة التي بجانبها ، فتحاشاها بذراعه واستطرد بضحكته التي تثير حنقها :
- شكلك حلو وانتي مبهدلة كدة ، شبه الخدامين .
نهضت مريم حاملة ابنها وردت بانزعاج :
- انت تشوفلي واحدة تانية ، انت سامعني ، انا مش هستحمل كدة ، طول عمري مبعملش حاجة .
تافف حسام ورد بنفاذ صبر :
- مش انت اللي طردتيها ، اجيب تاني منين انا .
مريم بنبرة حادة آمره إياه :
- اتصرف يا حسام ، لازم تشوفلي واحدة وبسرعة ...
توجه لارتداء ملابسه وهتف بامتعاض :
- طيب ، هبقي اكلم زين يشوفلي واحدة ....
_____________________

((فَرِيسَة للمَاضِي)) ؛؛مكتملة؛؛ الجزء الثاني صغِيرة ولَكِن  Where stories live. Discover now