الفصل الأول

48K 487 3
                                    

الفصل الأول
جُمُود قلب
بقلم فاطمة الالفى 


إستَيِقظت مِن نومها وبعد أن أغتسلت وأرتدت ملابسها المكونة من بنطال بيج وشميز أبيض وترتدى أعلاة بليزر بيج، ومشطت شعرها الأسود وعقصتة لاعلى على شكل كحكة وتركت خُصلة تنسدل على وجهها الأبيض الملاكى وحملت حقيبة يدها وتوجهت إلى الغرفة المجاورة، لتتفقد الصغيرة النائمة بالفراش مثل الملاك البرئ، طبعة قُبلة حانية على صدغيها الرقيق وتركت الغرفة بهدوء تخشى إفاقة الصغيرة .
هبطت درجات السلم ، وألقت الصباح على والدتها .
كَرمة كامل الحناوى.فتاة فى الرابعة والعشرون من عُمرها بيضاء البشرة ذو شعر أسود منسدل على ظهرها وعيناة بلون القهوة واسعة ورموش كثيفة تعطى لعيناها بريق وسحر خاص بها ذات طباع جادة فى عملها ، مغرورة إلى حد ما ، تعمل فى شركة والدها ، تخرجت من كلية الهندسة، كانت تساعد والدها فى العمل ، وبعد وفاة والدها أصبحت هى المسئول الأول والأخير عن شركات الحناوى للمعمار، ولذلك جادة فى عملها ولا يستهان بها ..
كَرمة. صباح الخير يا ماما
فريال .صباح الخير يا كوكى تعالى الفطار
كَرمة. ماما بليز بلاش كوكى دى أنا مش طفلة مابحبش الإسم دة
فريال ببرود .أوكية تعالى أفطرى قبل ماتنزلى الشركة
كرمة .لا مافيش وقت عندى أجتماع مهم بعد نص ساعة سلام
فريال .سلام
... ..........
غادرت المنزل وقادة سيارتها وأنطلقت إلى مقر شركة الحناوى للآنشئات المعمارية.
وفى غصون خمس عشر دقيقة كانت تصف سيارتها أمام الشركة ، وأعطت مفاتيح السيارة إلى عامل الباركِن ليصف سيارتها فى مكانها المُخصص..
وسارت بكل ثقة تعبر رواق الشركة ، والجميع ينظر لها فى أحترام وتبجيل فهى الأمر الناهى فى هذا الصرح الكبير ، البعض يخشاها ويبغضها ، والبعض الآخر يحترمها ومنهم من يحقد عليها ويحسدها...
عبرت الشركة وصعدت بالمصعد إلى الطابق الرابع الذى يوجد به مكتبها الخاص .
وعندما وصلت مكتبها وقفت سكرترتها الخاصة ترحب بها .
لين .صباح الخير يا بشمهندسة
كرمة .صباح الخير يا لين ، حصلينى على المكتب
لين .حاضر
كرمة .قاعة الاجتماعات جاهزة وبلغتى المهندسين بالاجتماع
لين .أيوة يا افندم كُلة تمام
كرمة .أوكية اتفضلى أنتِ
......... ......... .... .....
فى مكان أخر داخل شقة فى المعادى يقطن بها حمزة الحداد وأبناء عمهُ .زين وسيلين..
كان يتابع شاشة الحاسوب يتفقد الاعلانات عن الوظائف ، يبحث عن وظيفة تناسبهُ بعد أن تم طردهُ من عملهُ منذ عام وهو يتابع البحث عن العمل ، وعندما يجد ضالتُه ويذهب للمقابلة يترفض السى فى الخاص به لانه طرد من شركة معروفة لها أسمها ووزنها بالسوق المعمارى، ويرتفض بالعمل قبل أن يستلمهُ لانه غير حاصل على شهادات خبرة من الشركة التى طرد منها وهذا يحدث بلبلة لم طرد من عملة ، ويعلمُ أنهُ مهندس غير مهتم بعملهُ لذلك لم يستطيع أن يلقى عمل يخصه ويخص خبرتهُ فى مجالهُ فهو خريج هندسة(حمزة يبلغ من العمر ثلاثون عام شاب وسيم وذو بشرة خمرية وعينان سود وذات لحية خفيفة جذابة وطباعة يغلب علية طابع القسوة وشديد وحازم فى عملهُ ولذلك تم طردهُ من عملهُ السابق )
هو المسئول عن زين شاب يبلغ من العمر ٢٨ عام شبية حمزة فى الشكل ولكن طيب الطباع وهادئ يعمل محاسب فى بنك .
وسيلين فتاة رقيقة وجميلة ذات ٢١ عام ، وحمزة هو المسئول عنهم بعد وفاة عائلتهم فهم عائلتهُ وأخيهم الأكبر)
زين .حمزة أنت لسة قاعد على اللاب يا بنى أرحم عنيك شويا
حمزة بتعب .عايزنى اعمل أية يا زين أقعد وأحط أيدى على خدى مثلا .
زين بحزن على حال شقيقة الأكبر. لا يا معلم ماحدش قال كدة بس ترتاح شويا من إمبارح وأنت كدة ريح شويا
حمزة .حاضر شويا وانام
زين .أنا رايح البنك مش عايز حاجة
حمزة .سلامتك فين سيلين صحيح
زين .فى الجامعة
حمزة .اممممم طيب سلام انت بقى .
غادر زين المنزل متوجه إلى مقر عملهُ بالبنك الذى يعمل به محاسب...
وظل حمزة أمام الحاسوب إلى أن غلب عليه النوم ..
************************
عودة إلى شركة الحناوى
داخل قاعة الاجتماع
كانت تجلس بالمنتصف على الطاولة االكبيرة فى منتصف الغرفة وعلى الجانبين توضع مجموعة من المقاعد ويجلس عليها المهندسين العاملين بالشركة .
كانت تتحدث بكل ثقة وترئيس الاجتماع .
كَرمةبجدية .طبعا كلكم عارفين مشروع الجونة الجديد مش محتاج اى تقصير وكمان عارفين مشروع ضخم زى دى هينقل الشركة نقلة تانية خالص ، عشان كدة محتاجة مهندسين جداد معانا فى المشروع دة ، مستر اكمل زيدان محتاج التسليم فى وقت قياسي ولازم نكون قد المشروع، مش عايزة أخسر أسمى وأسم الحناوى فى السوق ، مش هسمح بكدة
كرمة . بشمهندس عبدالرحمن هتكون المسئول عن المهندسين الجداد وتنزل أعلان تطلب المواصفات الاِ محتاجينها وتعمل الانترفيو بنفسك، يعنى هتتحمل المسئولية كاملة وعايزة فى أسرع وقت عشان نبدا المشروع بعد إسبوع على أرض الواقع .
عبدالرحمن .تمام هعمل الإعلان حالا
كرمة .تمام كدة الإجتماع إنتهى ، بشمهندس عبدالرحمن لحظة من فضلك.
عبدالرحمن .تحت أمرك يا بشمهندسة.
غادر الجميع قاعة إلاجتماع .
كرمة .عملت أية فى المشروع السياحى بتاع الثمرى.
عبدالرحمن .أنا لسة شغال فيه بنفسى.
كرمة .قدامك قد أية وينتهى
عبدالرحمن .شهر ونص وأسلم المشروع
كرمة .يعنى مش هتكون معايا فى مشروع أكمل زيدان.
عبدالرحمن. مش عارف بصراحة أنا قدامى شغل كتير هنا
كرمة .خلاص أنا هشرف على المشروع بنفسى وانت هتفضل هنا فى الشركة هتابع الشغل إنا ماقدرش أثق فى حد غيرك يمسك الشركة فى غيابى .
عبدالرحمن بأبتسامة .وأنا عمرى ماأخذلك يا كرمة أنتِ أختى الصغيرة ووالدك الله يرحمه ليه أفضال عليه ماتعديش
كرمة بحزن .الله يرحمه
عبدالرحمن. صحيح أيسن عاملة اية
كرمة بتنهيدة .مش تمام خالص عشان كدة بفكر تكون معايا فى الجونة وتغير جو هى طفلة ومحتاجة تتفسح وأنا مشغولة عنها بالشركة وأنت عارف ماحدش بيهتم بيها غيرى طبعا
عبدالرحمن .فكرة هايلة أنها تكون معاكِ وربنا يعينك بقى
كرمة بابتسامة .يارب هى حاسة بالوحدة فى غيابى وانا مضغوطة بالشركة ومش عارفة أعمل أية
عبدالرحمن .معلش ربنا يعينك انتِ قدها أستأذن انا بقى عشان أنزل إعلان المهندسين
كرمة .تمام أتفضل .
خرج عبدالرحمن وظلت كرمة شاردة تتذكر حياتها فى وجود أحب الناس إلى قلبها بل قطعة من قلبها ، عندما فقدتهُ شعرت بأنه فقد روحها وقطعة من قلبها كُسرت بغيابهُ فهو كان الحياة بالنسبة لها ، النبض الذى ينبض من أجلها فقط ، كان النفس والدم والروح فأنتزعت روحها عندما خسرتهُ فخسارة الاب لا تعوض ولا يحل محلها أحد ولا يعوض غيابهُ أحد ...
وأثناء شرودها رن هاتفها يعلن عن أتصال من الدادة المسئولة عن الصغيرة .
(أيسن طفلة فى الخامسة من عمرها ذات جمال جذاب بشرة بيضاء وعيون بلون السماء وشعر الاشقر الذهبى )
كرمة بقلق .الو أيوة يا دادة
الدادة. أيسن يا بنتى عمالة تعيط ورافضة تأكل ومش عارفة مالها مش على لسانها غيرك
كرمة بقلق .طيب يا دادة حاولى تهديها وأنا جايا حالا مسافة الطريق
أغلقت الهاتف بقلق ووضعه فى حقيبتها الخاصة وغادرت مكتبها بل الشركة بأكملها ، قادت سيارتها وفى أقل من نصف ساعة كانت تعبر حديقة الفيلا ، ترجلت من السيارة بسرعة وتوجهت نحو باب الفيلا قابلتها الدادة بلهفة.
كرمة .فين أيسن
الدادة .فى أوضتها
أسرعت فى خطواتها وقابلت والدتها تنظر لها ببرود كالعادة وقفت وتثمرت مكانها .
كرمة .أيسن بتعيط لية ولية مش حاولتى تهديها
فريال ببرود .أنتِ عارفة ماعنديش خلق للزن ومابحبش الدوشة أطلعى شوفيها .
اكملت كرمة طريقها لغرفة الصغيرة ، وعندما وجدتها مازالت تبكى بكاء يمزق القلوب .
قربت اليها بلهفة .مالك يا حبيبتى
عندما سمعت صوتها كفت الصغيرة عن البكاء وأسرعت فى أحتضانها .
أيسن بفرحة . مامى واحشتينى
كرمة تمسد على شعرها بحنان وتشدد فى أحتضانها. حبيبتى لية بتعيط بس مين مزعل العيون الحلوين دول
أيسن بزعل.فرى وحشة بتزعقلى انا مش بحبها
كرمة بهدوء .معلش ياقلبى أنا أسفة ماحدش هيزعقلك تانى خالص هى فرى كدة عمرها ماهتتغير ، الدادة قالت انك مش راضية تاكلى وأنا جعانة ومأاكلتش يلا نفطر سوى بقى
أيسن بفرحة .يلا ..
أمسكت بيدها وهبطت درجات السلم ونظرت لوالدتها بغضب ، جلست على مائدة الطعام وطلبت من الدادة احضار الطعام .
كرمة .ثوانى يا قلبى وراجعة ماشى ماتتحركيش
أيسن . حاضر ..
توجهت إلى غرفة فريال كانت تبدل ملابسها للخروج.
كرمة .ماما ممكن أفهم أية ذنبها أيسن تفضلى تزعقيلها البنت بتخاف منك وبتكرهك ذنبها ايه هى طفلة مالهاش اى ذنب فى اى حاجة حصلت ، ممكن عشان خاطرى بلاش تزعليها تانى اعتبريها مش موجودة فى البيت .
فريال ببرود .هحاول
انا دلوقتى خارجة رايحة النادى سى يو
......................
فى شقة حمزة بالمعادى
بعد أن أستيقظ من نومهُ المقلق بسبب الاريكة التى غفل عليها وهو يتفقد الحاسوب..
حمزة بتعب .أة يا عضمى الاِ تكسر دى نومة دى اة
نظر بعينة إلى الحاسوب .كٌلُ منك انت وتفحص مواقع آخرى .
وجد اعلان جديد عن أحدى شركات الحناوى تطلب مهندس مختص فى مجال التصميم المعمارى ، وعلى الفور دون الهاتف .وبدأ فى الضغط على عدة الأرقام الموجودة بالإعلان لكى يتاكد بنفسة من هذا الإعلان .
تحدث بالهاتف مع السكرترية الخاصة بالشركة وتم أخذ ميعاد للمقابلة وأحضار cvالخاص به وتم تحديد الموعد غدا .....
حمزة بفرحة .وأخيرا الزهر هيلعب معايا بقى يارب كملها على خير يارب انا غلبان يارب وبجرى على العيال اليتامة يارب .
حضرت سيلين من جامعتها وجدتهُ يجلس بالصالون.
سيلين .يا عينى يا ابية كان عليك من دى بأية بتكلم نفسك يا حبيبى
يا عينى على شبابك يا حمزة كنت لسة صغير يا ضنايا
حمزة . أنتِ جيتى امتة يابت انتِ
سيلين بابتسامة .من اول ماكنت بتشحت على باب السيدة هههههه
حدفها حمزة بالوسادة .
سيلين .أة بالوسادة الخالية يا حمزة ههههههه .
حمزة يضربها على دماغها بخفة .بطلى استظراف
سيلين .اوعا انت بتضحك أول مرة اعرف أن عنك صفين سنان لولى والله لولى ياااا والله زمان يا زوما
حمزة .بطلى لماضة وتدخلى تعملى حاجة تتاكل انا جعان وكمان نفسى مفتوحة.
سيلين .افهم أية سر الابتسامة الاول وبعدين الجوع هههه
حمزة .عشان بعد طول غياب وانتظار سنة عاطل عن العمل لقد وجده ضالتى يا أيتها الحمقاء.
سيلين بعدم فهم .عن ماذا تتحدث يا سيدى
حمزة .عن الشغل يا جاهلة عن العمل .
سيلين بفرحة .بجد قول والله هتشتغل فين بقى
حمزة .لسة المقابلة بكرة قولى يارب اتقبل مش زى كل مرة .
سيلين .مين دة الاِ يرفض يشغلك دة وجودك فى اى شغل شرف ليهم طبعا حمزة الحداد بجلاله قدرة .
حمزة .هههه واسعة دى ياختى اتلهى مين حمزة الحداد دة يطلع أية ولا حد يعرفُه ، بس المهم انا نفسى اتفتحت للاكل .
سيلين .يعنى فرحان ماشى لكن خسارة لاختك مايرضنيش الصراحة.
حمزة .يابت ادخلى اعملى اى حاجة حمرى شويا بطاطس طيب نسد الجوع
سيلين .ياعم أنا بعرف اعمل حاجة البركة فيك يا كبير انت الاِ مدلعنا يخليك لينا يارب اكيد مش يرضيك الخساير الاِ ممكن اعملها فى المطبخ ثح ممكن اعملك انفجار فى البيت و
حمزة .بس خلاص يخربيتك هتموتنا قبل حتى ماناكل لقمة اتكتمى خالص ، مش عارف هتكبرى أمتة دة أنا بعرف اعمل اكل أحسن منك مش عارف لم تتجوزى هتهببى جوزك أية
سيلين.ربنا يخلينا الدليفرى مظبط كل البنات ههههه
حمزة .تعالى اتفرجى على الشيف حمزة يمكن تتعلمى حاجة للزمن.
سيلين .يارب جوزى يطلع زيك
حمزة بثقة .مش نتلاقى زى طبعا سبعة صنايع والبخت ضايع.
سيلين .فشر ولا ضايع ولا حاجة كفايا وسامتك وشيكتك وخفة دمك أنا عاوزة أتجوز واحد زيك كدة
حمزة .بطلى لماضة ادخلى غيرى و تعالى ساعدينى
سيلين .سمعا وطاعة يا مولاى...
.....*****،*،****،،***********
فى فيلا الحناوى
جلست تلعب مع الصغيرة فى غرفة خاصة بالالعاب بعد أن أندمجت الصغيرة فى اللعب ونست البكاء تركتها بمفردها تلعب بالاعابها الخاصة.
وصعدت إلى غرفتها .
كرمة بتنهيدة ألم تخرج من صدرها تعبر عن مدا حزنها .تمسك برواز صورة من أعلى الكومود .
كرمة تنظر للبرواز وتتحدث معهُ وكأنهُ شخص يسمعها وسوف تتلقى الإجابة منهُ .
كرمة .واحشتنى أوى ، وجودك كان فارق فى حياتى كتير ، وجودك كان أحلى حاجة فى حياتى ، كنت بتهون عليا كتير ، ربنا يقدرنى واكون قد الأمانة الاِ سبتهالى وأقدر أحافظ عليها زى وجودك بالظبط .
وجففت دموعها......
يتبع 

جُمُود قلب  ...بقلم فاطمة الالفىWhere stories live. Discover now