الجزء12: اضطراب

14K 556 68
                                    

سلاام 👋
حبايبي وحشتونيي ....❤❤، شكراا على الدعم ... ها هو بارت جديدد أحدااث جديدة و شخصياات جديدة .... أتمنى يعجبكم 😁 ..لا تنسوا التصوييت و تعلييقااتكم 😘😘 توقعااتكم..

☝☝ ديانا أخت فلاد (vlad) :الذئب الروسي

*عندما  ينطفئ بريق  عيني المرء ، و يجد الحزن طريقا إلى قلبه ، حينما تدنس روحه بالخطايا و يجافيه النوم لأن ضميره لا ينفك عن الصراخ ، فاعلم حينها أن النسيان لن ينفع و أن الزمن لن يكون كفيلا بمداواة جروح تترك آثارا لا تنمحى .*

سعالها يزداد حدة يوما بعد يوم ، منذ أن رموها في هذا القبو ، لم يسألوا عنها ، ينتظرون عودة الرئيس ، ليقرر حكما يناسب جريمة قتل أحد رجاله ، تنظر إلى الفراغ ، سواد يحيطها  كالذي يغزو قلبها ببطئ، عقلها يكرر تلك المشاهد ، قتل ، نعم لقد سلبت أحدا ما روحه ، لقد تسببت في إيقاف قلب كان ينبض بالحياة ، لن تسامح نفسها ،" فليعدموني ، أستحق أكثر من ذلك "،
كلمات ترددها باستمرار ، نعم ، تقسو على نفسها ، فرغم أن كل ما كانت تفعله هو الدفاع عن روحها ، غير أن ذلك لم يكن كفيلا ليجعلها تتقبل ما فعلته، تتكأ على الحائط محاولة كبح دموعها التي لم تجف يوما ، " يا إلهي ، سامحني ، لم أقصد ذلك ، دعهم يعاقبوني ، يا إلهي ، ربما كان له زوجة و أطفال ، أو أم تنتظره، لقد حرمتهم منه ...." ، تجهل أن كل ما فعلته هو تخليص هذا العالم من شرير يحب القتل و التخريب.

يفتح الباب، فتخترق المكان خيوط نور بيضاء تتيح للمسكينة مجالا للرؤية بعد أن كانت كالعمياء لمدة ثلاث أيام في هذا الظلام الدامس، خطوات ثقيلة تعلن عن دخول أحدهم، يقترب منها أكثر لتلمح عيناها حذاءه الأسود الرياضي، ترفع رأسها بثثاقل ، فآخر ما تريد رؤيته هو عيون تنفث شرارة الانتقام ، تتوقف أنفاسها للحظات حين تزداد دقات قلبها ، نفس الوقفة الواثقة ، الجسم الضخم ، و العيون المظلمة ، يقترب منها أكثر ، تتحول نظراته من برود إلى غضب ، كيف أمكن لمثلها قتل أحد أتباعه، هو الوحيد الذي يسمح لنفسه بذلك،
لم يسمح لها بقول كلمة قبل أن تعتصر يده الضخمة عنقها ، احمرت عيناها و ازدادت شهقاتها محاولة التقاط بعض الأوكسجين، أنفاسه الحارقة تلفح وجهها ، همساته اخترقت أذنها ليطرق عقلها جرس الإنذار
"حانت نهايتك"

يرخي يداه ، فتسقط شاهقة ، تتنفس بصعوبة ، العرق يتصبب منها لشدة خوفها ، يجلس القرفصاء ، يمسكها من شعرها بعنف ، فتصرخ لشدة ألمها، يقترب  أكثر من وجهها لتلمح عيناه مقلتيها الزرقواتان ، يتمعنهما محاولا استكشافهما ، تضطرب نظراته للحظة و كأنما ذكرى قد استوقفت عقله  ، ينكمش حاجباه ، و يدقق أكثر في عيناها الدامعتين ،  تتحول نظراته ليتفحص  باقي ملامحها ، يرخي يديه منها ، و يزيح وجهه عنها ، يستقيم في مكانه و قد تملكه الشك ،  يمضي مبتعدا عنها و يصفع الباب ورائه ، تاركا  المسكينة في  نوبة من الهلع و الخوف

دقات قلبها لا تتزن إلا بعد مرور خمس عشرة دقيقة عن خروجه، تعود مجددا لتضع رأسها على الحائط ، تبحلق في الظلام ، لا تحس بشيء ، لا ألم و لا حزن ، و كأنما أنها قد صارت علبة فارغة ، تتمنى لو أنها كانت فعلا مجرد جماد دون روح ، تجلس و تنتظر حضور من يطبقون حكم إعدامها ، لقد قالها بعظمة لسانه ، حقا حانت نهايتها ، يا لسخرية القدر ، لم تكن لها بداية أصلا .

**************
يقف ها هنا في مكتبه ، أمام النافذة التي تطل على البحر، ينفث دخان السيجار من فمه، ما هذه اللعنة التي ظهرت له فجأة، يغرق في تفكيره العميق ، يحمل كأس شراب ، غضب عارم يعتريه ، يكسر الكأس بين يديه فتخترق قطعات الزجاج أنامله مسببة في سيلان الدم ، لا يشعر بذلك ، فالعاصفة التي بذاخله جعلته عديم الإحساس،
نار أضرمتها نظراتها فيه كان يظن أنه قد أطفأها منذ زمن.

دقات في الباب ، فتدخل دون أن تستأذن ، فتاة في مقتبل العمر ذات عيون عسلية و شعر بني ناري ، ملامحها   تتحول من ابتسامة لتكشيرة حين ترى منظره :
" اللعنة فلاد ،  ما الذي فعلته بنفسك "
تندفع نحوه هلعة ، و تمسك بيده ، تقول و قد تملكها الخوف:
" أجننت ، أنظر إلى يدك "
يجيبها ببرود :
"لا يهم"
تقول بتأنيب :
" ماذا ، كيف لك أن تقول هذا .. دعني أداوي الجرح"
يصرخ بها قائلا :
"قلت لك لا يهم ، اخرجي حالا ديانا  "
تحني رأسها منصاعة لأمره فهي تعلم طبع أخيها  الحاد، و قد اعتادت على تصرفاته العنيفة ..لكن رغم ذلك فهي تحبه جدا و تحترمه ، هو فارسها المغوار و هي أميرته الجميلة ، لطالما كان سندا لها ،لم يحسسها يوما بالنقص، رغم غيابه عنهم لمدات طويلة ، لكنه عند حضوره يعوضهم عن ذلك....

ما إن تغلق الباب ، حتى يضرب الكرسي برجله متسببا في كسره .
"اللعنة ، هذا ما كان ينقص ..."
يرن هاتفه فيجيب متأففا :
"سيدي ، لن يكونوا  قادرين على إحضار جميع البضاعة غدا .. كما طلبت.."
ترتسم ابتسامة رضا على وجهه و يجيب بهدوء :
" جيد... "
و أخيرا سيتسنى له التخلص من دافيد و عائلته اللعينة ، لطالما حاولوا عرقلة عمله، يظنون أنفسهم أذكياء، كان بإمكانه أن يتخلص منهم منذ البداية ، فهو لا تهمه البضاعة السخيفة، ليست سوى تمهيد بسيط لمخطاطته الكبرى ، لكنه أراد أن يلعب معهم لعبتهم التافهة  تلك،
فليرى كيف سيتصرفون...

*****************
دقات قلبها تتابطئ، تستلقي أرضا و تنكمش في نفسها، عصافير بطنها تغرد لشدة جوعها، ثوبها صار رثا و بقعات الدم التي فيه تحولت إلى اللون البني، ذكريات و ذكريات، ندوب كانت تملأ قلبها ، عادت في هذه اللحظة لتحرقها ..

تخلي أمها عنها، وفاة أبيها ، معاملة عمتها القاسية لها و ما ثلاه من أحداث، كل هذا يغرقها في بحر من الآلام، لم يكن لها حظ جميل في هذه الدنيا و ربما الموت يريحها من عذابها.....

:"سيدي ...لقد  توقف قلب  السجينة ...."



السحر الغامض حيث تعيش القصص. اكتشف الآن