الجزء10:رهينة

13.9K 547 61
                                    

لا تشعر بنفسها إلا و هي تجري في الرواق، الدموع في عينيها تشوش الرؤية ،تنزل الدرج راكضة .

تصل إلى آخر الدرج ، فتتوقف، فجأة رجلاها تصابان بالشلل، تتصنم كالجماد ، تبحلق في نفسها، يداها اللتان لا تتوقفان عن الارتجاف ، فتسمع صوت صرخة رجالية
"هااي أنت"
تلتفت يمينا مستجيبة للصوت، ما أن يدرك عقلها ما نقلته للتو عيناها حتى تجفل.

رجل ضخم يلبس ثيابا سوداء أشبه بالزي العسكري ، يحمل رشاشا ضحما، يقترب منها و يلتقطها من ذراعها دون أن تقاومه ، يمضي بها حتى يصلا إلى الصالة الرئيسية بالقصر ، و هنا تكون المفاجأة الكبرى

كريس مرمي أرضا قميصه مليء بالدماء ، وجهه لا يكاد يميز من كثرة الكدمات التي تملأه ، في الناحية الأخرى دافيد الراكع على رجليه و مسدس موجه نحو رأسه،ينضر لها ببرود، الرجل الذي يهدده يلبس نفس ما يرتديه هذا الذي يمسكها، تجول عيناها أكثر في المكان ، فتلحظ كتلة من العضلات تملأ الكنبة، القميص الأسود الذي يرتديه يبرز معالم جسده المليئة بالوشوم ، ترفع عيناها أكثر لتتفحص تقاسيم وجهه، يجتاح سجدها الذعر،نظرة باردة من عيون بنية حادة دبت الخوف في أوصالها، أنف مستقيم  يزيد من خشونة ملامحه ، لحية  خفيفة تحيط شفتيه الرقيقتين و ابتسامة باهتة على محياه زادت من ارتيابها .

يقول من يمسك بها:
"سيدي هذه نزلت من الغرفة التي فوق"

ينطق  ليصل صوته الخشن إلى مسامعها و يزيد من ارتجافها:
"لنرى متى ستقرر الأخرى النزول"
ما أن يتم جملته حتى تظهر مونيكا  التي تسير ببطأ، تنظر لذلك المشهد الذي أمامها بفم مفتوح و عينين جاحظتين، تقترب أكثر مندفعة نحو كريس المغمى عليه ، تنظر له بأسى، و ترفع رأسها نحو ذلك الذي يجلس كالملك.
ينطق ببرود رغم أن عروق عنقه بارزة تظهر مدى غضبه:
"لم يمت بعد"
قالها و وقف مستقيما مبرزا طوله الفارع  ليقترب منها أكثر ،يصل أمامها و يقول بصوت يقشعر له بدنها:
"بضاعتي أجدها أمامي غدا أو تصيرين غداء لذئابي"
تقول رغم ألمها  بنظرة واثقة  و تحد:
"في أحلامك "
يبتسم بمكر ، يرجع يده ورائه يخرج المسدس من بنطاله بينما عيناه المضلمتان تحدقان بها  ، يطلق رصاصة تخترق كتف دافيد الأيمن ، يصرخ هذا الأخير متألما ، فتصرخ مونيكا بدورها متفاجئة .
تقول مثلعمة  :
"من المستحيل أن تحصل عليها ، هي الآن توزع في أمريكا"
انكمش حاجباه ، و رفع مسدسه ليطلق مرة أخرى رصاصة تصيب كتف دافيد الآخر، يسقط أرضا غير متحملا الألم الذي يقطعه.
تصرخ مونيكا مترجية :
"لا لا ، فقط أعطيني مدة شهر و سأحضر البضاعة كاملة"
مر من أمامها مردفا :
" أسبوعان فقط"
أكمل مشيه ليصل أمام سحر التي ترتجف كاملة ،
ينظر لها بتمعن لثوان ثم  يحمل مسدسه أمامها، فتصرخ مونيكا به :
" لا، لا، ليس لها علاقة بما يحدث"
يستدير لها مستغربا بنظرة باردة ، يعيد نظره إلى سحر التي تكاد تموت من الرعب ، ثم ينطق بحروف تخترق مسامعها دابة فيها الخوف :
"ستكون رهينة "
يتقدم ، فيقوم رجاله بجر سحر التي لا تزال تحت وقع صدمات متتالية ، دموعها تنزل بغزارة، لتصرخ فجأة و كأنما عقلها قد فهم أخيرا ما يجري :
" لاا"
تحاول مقاومتهم ،لكن كيف بإمكان جسدها الضعيف أن يتغلب على هؤلاء الوحوش الذين يجرونها ، يخرجون من القصر ، يضعون سحر في إحدى السيارات ، محاطة برجلين منهم، و ينطلق الموكب تاركا ورائه حراسا قتلى و أصحاب القصر الجرحى.......

اذا اعجبكم البارت لا تنسوا تصوتوا و تكتبوا تعليقاتكم لا تتصورون كم تحفزني ❤❤

السحر الغامض حيث تعيش القصص. اكتشف الآن