" رونا, كاي هيا لتتناولوا الطعام"

"لقد تبقى القليل والدتي انها اخر جولة" - أقول لوالدتي حتى نستمر في اللعب

يأخذ والدي الكرة منا ويشير لنذهب لوالدتي لتناول الطعام, لدي بالفعل والد مراعِ, محب ويضحي بروحه من اجل أبنائه, في تلك الرحلة المرحة التي تحولت الى كارثة, بعد ركضنا انا وكاي نحو والدتي لتناول الطعام, كنا قد سمعنا صوت مخيف, صوت اختفى فجأة ومع اختفائه اختفى والدي, سقط والدي ارضا

كنت اعلم ان والدي قد أصيب, تبعدنا والدتي عن المشهد كي لا نرى مشهد والدي الذي لقي حتفه, لم يرى كاي ذلك ولكنني رأيت, رصاصة قد اخترقت رأس والدي والعشب ملطخ بالدماء, عيناه مفتوحتان دون أي حركة.

تلك الرحلة قلبت حياتنا رأساُ على عقب, لقد تقدمنا في العمر ولكن ذلك الموقف لم يتقدم بقي في عقولنا ولم يفارقنا, هرب كاي الى خارج البلاد كي يدرس وينسى مقتل والدي, والدتي التي تجلس طوال النهار امام صورة والدي وتحدق بها لساعات, اما انا اعمل كثيرا كي انسى ما مررت به.

اعلم ان والدي قتل ولكنني لا اعلم لماذا او من الذي قتله, كنت واعية عندما تم قتله, لا يمكن انكار ان فتاة في السابعة عشر من العمر لا تعرف ان الموت سوف يأخذ والدها وانه هناك سبب لهذا المقتل.




الصباح الباكر بعد ليلة عاصفية ممطرة, أستطيع شم رائحة الأرض بعد المطر, رائحة التراب والاعشاب, رائحة البدايات الرائعة, ورائحة الحب. كانت هذه الجملة التي كتبتها في ملاحظاتي اتركها على الحائط, اتناول اغراضي اخرج من المنزل, اعلم ان حياتي فوضوية بعض الشيء ولكن هذه الفوضى تجعلني أتوجه نحو قصة طويلة تبدأ حكاياتها منذ ثلاث سنوات. أي ان العودة من الدمار هو امر مستحيل لدى البعض وغير مصدق ولكنني استطعت ان اعود الى وعيي وان ابدا حياة جديدة بعد الدمار الذي مررت به. انا من اقرر ان اقف على قدماي او استمر في الجلوس في القاع بحجة ان الحياة لم تكن عادلة معي.

في مهنة علم النفس يقال ان الاكتئاب هو شعور داخلي ويكمن من تكرار نفس الحزن مجددا ومجددا حتى يسئم الانسان من ذاته ويحاول تغيير هذا الشعور ولكن عندما يستطيع ان يرى ان الشعور هو المشكلة يكون الأوان قد فات. لم تكن حالتي هي الاكتئاب كانت فقط البت وهي حالة في علم النفس التطوري حيث يتم عرض نفس المشكلة مرتين على الشخص ويقابله الشخص في المره الثانية بالتعود أي ان هذا الحدث أصبح مألوفا له وليس بجديد, أي ان الدماغ يكون واعيا ان هذا الحدث قد راه مره أخرى.

في تلك الانحاء اخرج من الجامعة نحو المنزل, اريد ان اقابل والدتي لأشرح لها ما الذي اشعر به, انني بالفعل طالبة اخصائية نفسية ولكنني أفشل دائما في معالجة نفسي, في اول الحي امشي على قدماي, أصبح الجو بارداً, اضع السماعات حيث استمع لأغنية تجربة التي هي بداية لكل تجربة جديدة, لقد خرجت على الطريق في البدء في حياة جديدة. اقتربت للمنزل, الأضواء مشتعلة بالفعل, ايقنت ان والدتي ليست نائمة ربما كاي معها, اعلم انه مثل المتشردين لا يحب ان يجلس في المنزل ولكن أمل ان يكون في المنزل اليوم, اريد الحديث في موضوع هام.

ساذج| naiveजहाँ कहानियाँ रहती हैं। अभी खोजें