الفصل التاسع

1K 18 1
                                    

                            الفصل التاسع

لوريس ..وتسرقني المشاعر إليك ....

انتظرته لوقت طويل في تلك الليلة وعندما عاد لعجبها لم يحدثها ولم يرد عليها , أو حتى يحاول التواصل معها بأي شكل من الأشكال , تركها لوساوسها دون أن يريح عقلها المنهك من التفكير , وليكمل صمته إرهاقا لأعصابها , اختار النوم في غرفة أخرى , دون أن ينسى أن يحتفظ بمفتاح البيت معه !

أمام عينيها المتسائلة أخرج المفتاح من مكانه ووضعه في جيبه ليذهب إلى الغرفة الأخرى مغلقا الباب خلفه , كادت تموت من التوتر والقلق , لا تعرف ما يفكر فيه , لتتفاجأ قبيل منتصف الليل فيما هي ما زالت تجلس على حافة السرير لا تعرف على أي برّ ترسو , وهي تراه يدخل في يده وعاء يتصاعد منه البخار , نظرت له بشك وهو يضعه قربها لتكتشف أنه ماء ساخن !

واتجه هو للخزانة ليخرج منها منشفة رقيقة مقتربا بخطوات ثابتة نحوها دون أن ينظر ولو نظرة واحدة نحوها , ليجلس قربها ملتقطا يدها من حجرها بينما اتسعت عينيها عجبا وهو يرفع الكم باهتمام وحذر حتى كتفها ...

ليبلل المنشفة بالماء الدافئ ويلفها حول يدها المحررة من الجبس حديثا لبعض الوقت وكرر العملية عدة مرات بصمت عينيه على يدها فقط وعينيها تراقبان كل حركة يقوم بها , ملتزمان بالصمت !

ليبعد المنشفة لاحقا ويبدأ تدليك العضل المتيبس وتحريكه بهدوء لكي يرجع لحالته الطبيعية , متجاهلا خوفها وذعرها من كل حركة يقوم بها , حتى عندما تمسك بكفها الصغير يده ليتوقف عما يقوم به , لم يهتم مكملا ما بدأه حتى دمعت عينيها ألما , حينها تركها لتعود وتحتضنها من جديد فزجرها * اتركيها مفرودة براحتها ..

تركتها من حضنها لكنها لم تفردها ليأتي بمنشفة جديدة يجففها جيدا من البلل ويدهن جلدها الرقيق بكريم مضاد للتشنجات عله يريحها بعد الوقت الطويل الذي قضته دون حركة , وكما دخل فجأة حمل الأدوات معه وخرج فجأة دون أن يكلمها ..

ومن ذلك اليوم وهو يكرر ذات العملية كل مساء مع زيادة إصراره بالحركات لتذهب اعتراضاتها المتألمة أدراج الرياح مدركة أنه لن يتوقف عما طلبه الطبيب مهما فعلت, رافضا حتى الآن الكلام معها ..

جرت الكرسي لتضعه مقابل الباب تماما , وقد ملت هذه الحالة كالفأرة المحبوسة , وجلست عليه تضع ساقا فوق الثانية وتهزها بشكل عصبي , منتظرة أن يدخل وهذا موعد عودته منذ أن بدأ يتابع عمل والده مؤجلا دراستهما الجامعية معا , نظرت للساعة تنفخ بقلة صبر لمجرد تأخره بضعة دقائق , ليس من عادته أن يتأخر !

هذا الحسام الغاضب لا يعجبها أبدا اشتاقت لذلك الحنون الذي يعاملها برقة والذي يخاف عليها من كل شيء , ليته يعود , لا تريد حقا أن تخسره , كل ما تخشاه أن تكون نتيجة اعتزاله عنها هي مطالبتها بالرحيل ..

تسرقني المشاعر إليك ( لوريس )Dove le storie prendono vita. Scoprilo ora