الفصل السابع

1.1K 13 1
                                    

                                 الفصل السابع

لوريس.. وتسرقني المشاعر إليك..

أحس معتز بنار تحرقه , نار لا يعرف لها سببا , ها هو الآن دون أن يقدر على البقاء يوما إضافيا ما أن أنهى عمله حتى عاد قبل الموعد المحدد بيوم , الجميع ينتظر وصوله على نهاية الأسبوع غدا , لكنه عاد قبل يوم ..

كم اشتاق لعائلته , فرحة أمه حين تراه يدخل عليها دون علم مسبق , زغرودتها التي هو متأكد أنها لن تتخلى عنها ما أن تراه ..

لكن رغما عنه , يشعر بشيء غير مريح , ربما هو مواجهته لنوال والبحث عن حل لإنهاء زواجهم المهزلة , كم كان غبيا ليتورط بالأمر!

لكن ما جرى .. جرى ولا ينفع الندم الآن , لديه كل الوقت ليصلح ما أفسدته يداه ,

كل ما يحتاجه أن تقتنع لوريس بإعطائه الفرصة التي يحتاج ليصلح ...

ركب أول سيارة أجرة صادفته ما أن غادر ارض المطار , متوجها بحنين كبير لمدينته , كم اشتاق لكل شيء فيها , أغمض عينيه يستمتع بنسمات الهواء تضرب وجهه , حتى رائحة الهواء هنا مختلفة , تحمل فيها الكثير من الألفة والطيبة , شيء لم يشعر به طوال إقامته في الخارج , حاول إن يعتاد لكنه عجز عن ذلك , وفي داخله تساؤل يكبر كل يوم , كيف يقدر الناس على الهجرة , ألا يقتلهم الحنين!

أرجع رأسه للخلف يغمض عينيه مستريحا فلا زال هنا الكثير من الوقت حتى يصل.

ولم يفتحهما إلا على صوت يقول له *وصلنا للعنوان الذي تريده ..

فتح عينيه ببطء , لتطالعه البناية التي عاش فيها طفولته وشبابه , شرفة لمنزل عائلته , والشرفة المقابلة ..

كانت شرفة منزله مع لوريس , ترك كل شيء على حاله ورفض أن يدخل أحد مكان هي بنفسها اختارت كل شيء فيه حتى لون الطلاء . .. والنقوشات التي رسمتها على حائط الشرفة لتبهجها كلما جلست عليها لا زالت تطالعه بحسرة , تلومه على غياب اليد التي نقشتها بصبر ..

وقف على الطريق يتأمل جمال رسوماتها , وذكرياته تأخذه بعيدا , يدها ترسم وتختار الألوان بصخب وهو على كرسي قديم يجلس مستمتعا بمراقبتها .. يسترجع كل حركة لها امتعاضها من حركة خاطئة , سخطها من الفشل في دمج الألوان , حتى صراخها عليه متهمة إياه أنه السبب , رغم أنه لم يكن يجرؤ أن يقترب من أدواتها مجرد الاقتراب!

ابتسم بحسرة على ما خسره ...

ليترك الذكريات ويصعد درج البناء ..

يملك نسخة عن المفتاح , لكنه لم يستخدمها , رن الجرس وابتعد يقف متكئا على حاجز الدرج الحديدي , منتظرا أن يفتح الباب أحدهم ؟ وعلى ثغره ارتسمت ابتسامة الشوق بأبهى ما تكون ...

وكما توقع .. كان أكثر وجه اشتاق له هو من فتح الباب ...

نظرت له أمه بعدم تصديق للحظات وعقلها يحاول استيعاب أن معتز عاد , قبل أن تفتح يديها ليرتمي بينهما يقبل كفيها وجبينها * الرضا يا أم معتز , لن أغيب عنك مرة أخرى ..

تسرقني المشاعر إليك ( لوريس )Where stories live. Discover now