الفصل الثالث

1.3K 25 1
                                    

الفصل الثالث

لوريس.. وتسرقني المشاعر إليك

خلال بضعة أيام....

نسيت خالد تماما وكأنه لم يوجد يوما في حياتها , التعامل مع السيد ياسر كان أسهل بكثير بالنسبة لها , خاصة مع ابتسامته الهادئة وملامحه التي تمزج اللين بالشدة.

ابتسمت له كما لم تبتسم لأحد منذ أن وطئت قدمها هذا البلد , ربما لشبهه بوالدها وكلامه الهادئ الوقور مثله .

والدها..

لا أحد يشعر بهذه الغصة التي تضرب القلب عند الذكرى كسيخ نار يحرق ويحرق دون رحمة .

نيران الشوق لعائلتها تضرب صدرها وقلبها , كانت أميرة أبيها ومدللة البيت , كانت... كانت ..

العيش بالحسرة أمر غير مرحب به ,عليها أن تتخطاه , إنه قضاء الله وقدره , رغم قسوة الأمر إلا أنه بات عليها أن تحاول العيش من جديد , ألم تعد نفسها بحياة جديدة عندما أتت إلى هنا !

لماذا الألم الآن وقد بدأت بالاستقرار نفسيا بعض الشيء!

هنا في هذا البيت نما شيء غريب في داخلها من الأمان .. دفء العائلة الذي تفتقده , حزم الأم الذي كانت تستفز أمها دائما لإظهاره حين تتواطأ مع والدها لإثارة جنونها..

* أحبك لوريس.

كلمات الطفلة مريم الصغيرة ابنة خالتها التي كانت تقضي الساعات في ملاعبتها حين تجتمع خالتها وأمها...

ابتسمت لذكرى عينين صغيرتين تنظران لها بانبهار من شعرها لحذائها بالكعب العالي , لطالما طلبت منها أن تعطيها أشيائها وبخاصة بكل شعرها التي لم تكن تصلح أبدا لشعر الصغيرة , ومع ذلك ذات يوم وعدتها بأن تترك كل شيء لها حتى ألعابها !

والآن ما الذي حصل !

ألعابها وأشيائها حتى الكثير من بكل شعرها المميزة أصبحت لطفلة عمها التي لا تعرف عنها شيئا إلا اسمها , هل كان غنى؟

ربما كان كذلك فهي لا تذكر عائلة والدها وقد اختاروا القطيعة التامة عنهم . كل ما تذكره أنه ما أن أتم والداها الأسبوع المتعارف عليه كفترة عزاء حتى وجدت في منزلها مجموعة من الرجال المفترض أنهم أعمامها ! حينما رأتهم اعتقدت أنهم جاءوا ليمنحوها الأمان الذي تحتاجه فتاة تعرضت لخسارتها وكم كانت خيبتها كبيرة حين أخبرها أكبرهم أن تحزم أشيائها وتذهب إلى جدتها فهي الأولى بالعناية بها!

في البداية ظنت أنهم لا يريدون بقائها وحدها في البيت فلم تجادل ووضعت في الحقيبة بعض ملابسها وأشيائها الشخصية ووقفت في الصالة تنتظرهم أن يخرجوا لكي تغلق الباب بالمفتاح وتذهب , ولكن خاب رجائها لثاني مرة بهم وهم يطالبونها بالمفتاح الذي لم يعد من حقها بل من حق عمها الأصغر الذي يعيش في بيت العائلة !

تسرقني المشاعر إليك ( لوريس )Where stories live. Discover now