الفصل السادس عشر
الجميع جالسون و هو واقف أمامهم بملابسه الغارقة بالدماء بعد أن عاد من المشفى و أوصل الرجل المصاب هناك مع تعليمات مشددة من عدم اقتراب أحدا غريب من غرفته .. كانت والدته قد أفاقت قبل أن يهاتفه عمار بقليل و قد عادت ضحى من الخارج مع جواد ليجدا البيت محترقا بالغضب و التحدي و القلق و الألم من أفراده .. كانت ضحى جالسة ملتصقة بزوجها الذي يمسك بيدها مطمئنا .. و وقار المنكمشة و وجهها شاحب تجلس بين شاهين و إلهام .. و ثلاثتهم جالسين و مكتفين أيديهم .. و هم عمار و محمود و يزيد ينتظر الجميع ما سيقوله باهر و قد علموا أن الخطر محدقا بالجميع بلا استثناء .. قال باهر بتحدي أن يراجعه أحدا في حديثه .. " ضحى و وقار لا خروج من المنزل بعد اليوم .. كل محاضراتك ضحى سأتي بها إليك و أنت هنا و لكن قدمك لن تخطوا خارج المنزل لحين ينتهي الأمر "
قال جواد بغيظ .." لا شأن لك بدراسة ضحى هى مسئوليتي أنت فقط أهتم بالقبض على ذلك الرجل أو العصابة أي يكن من هما و أترك أمر زوجتي لي أنا من سأمنعها من الخروج و ليس أنت يكفي أنكم أخفيتم أمر كهذا عني و تركتموني أعرضها للخطر دون أن أعلم "
رد باهر بعنف جعل ضحى تنكمش أكثر .." أنت تصمت و لي معك حساب أخر لأخذك شقيقتي لشقتك بدون إذن منا "
أنفعل جواد و نهض واقفا أمام باهر بتحدي و هو يجيبه بقوة ضاغطا على كل حرف يخرج من فمه .. تحت نظرات شاهين المتلذذة بما يحدث أمامه " شقيقتك هذه تكون زوجتي هل تفهم زوجتي لقد أخذت إذن من والدها و عملت بإخلافي و لم أخذها من خلفه .. و لا تظن أني سأتي يوماً لطلب إذن منكم في أخذ زوجتي لمكان أنت تحلم .. و إياك ..إياك أن تعاملني بقلة احترام أمام زوجتي أو حتى بيننا أنا و إن كنت صامت على أفعالكم أنت و أشقائك معي و لا أعلق أو أتحدث فهذا فقط حتى لا أسبب لزوجتي ضيق أو حزن عندما ترى أشقائها الذين تحبهم أكثر من روحها يعاملون زوجها بقلة احترام و استهانة به لذلك كنت أتجاهل كل أفعالكم الصبيانية معي هل فهمت و لذلك أقولها و للمرة الأخيرة .. ضحى زوجتي و لا أحد له كلمة عليها من بعد والدها و بعدي مفهوم "
خرجت أصوات مستنكرة من أشقائها و هما بالاعتراض على حديث جواد عندما قال باهر بقسوة .. " أنت ماذا تقول هل تظن أنك ... "
قال شاهين ببرود .. " يكفي حديث .. جواد قال ما عنده للتو و لا اعتراض من جانبي على حديثه هل يفهم جميعكم .."
قال جواد بتحدي .. " لا عمي ليس هذا كل حديثي هناك شيء أخر سأقوله و الجميع حضور و هذا ليس معناه أني أنتظر موافقتهم .. الموافقة أو الرفض لما سأقول من عمي شاهين و خالتي "
سأله شاهين بهدوء .." تفضل بني قل ما تريد أنا اسمع "
عاد جواد للجلوس جوار ضحى و أمسك بيدها متحديا و قال لشاهين بهدوء .." إن لم يكن هناك اعتراض منك عمي وخالتي أنا و ضحى نريد أن نتزوج بعد انتهاء هذا العام الدراسي "
سرت همهمات الاعتراض من أشقائها مما جعلها تنكمش أكثر جواره و لكن شاهين أجاب بهدوء و هو يوجه حديثه لضحى .." ما رأيك في هذا الحديث حبيبتي .. هل أنت موافقة .. و إن كنتِ موافقة هل تعلمين أنه متبقي عامين دراسة .. هل تستطيعين التوفيق بين بيتك و دراستك "
أخفضت ضحى عينيها و قبضت بشدة على يد زوجها الذي شعر بقلقها فدنا منها أكثر ليشعرها أنه سيكون جوارها دوماً .." أنا أعلم أبي و جواد لن يجعلني أقصر في دراستي أطمئن "
أبتسم شاهين بمرح و قال .." معنى هذا أنك موافقة على طلب جواد "
صمتت ضحى فقال شاهين .." ما رأيك إلهام هل أنت موافقة على ذلك هذا معناه أن تبدئي منذ الآن بتجهيز كل ما تحتاجه ضحى "
تدخل باهر غاضبا .. " ما هذا الذي تتحدثون به الآن و نحن في خضم كارثة انتظرا لحين ننتهي مما نحن فيه "
رد شاهين ببرود .." نحن لن نوقف حياتنا من أجل كبوة مررنا بها و سيأتي وقت و تنتهي "
أشار باهر لجواد باستهانة قائلاً .." هذا لن يستطيع أن يحمي شقيقتنا "
أشتعل غضب جواد فنهض من جوار ضحى قائلاً بغضب و هو يلكم باهر على وجهه .." أخبرتك أن تعاملني باحترام أمام زوجتي و الجميع"
أتت اللكمة أسفل عينه لباهر فتراجع خطوة للخلف لتشهق ضحى و إلهام و وقار بخوف .. نظر باهر لجواد بغضب و هم أن يهجم على جواد الواقف بتحدي أمامه عندما صرخ بهم شاهين " هل جننتما ستتعاركان أمامي " وقف بينهم و هو يضرب كل منهم على صدره و يدفعه ليتراجع للخلف .. أبتعد كلاهما و عاد جواد للجلوس جوار ضحى المنتفضة فلف ذراعه حول كتفيها مطمئنا تحت نظرات باهر و محمود الغاضبة و عمار القلقة و يزيد الحانقة من فعلته .. قال شاهين ببرود ..
" أجلس باهر كالخلق لنتحدث أو أذهب و بدل ملابسك الغارقة بالدماء هذه و ترعبنا بها "
جلس باهر بغضب و عاد أشقائه للجلوس فقال شاهين بحزم .." ردا على طلب جواد و بعد موافقة ضحى .. لا مانع أنا و والدتها و الجميع أن تتمما زواجكم بعد انتهاء هذا العام ..فليأتي والدك جواد لنتحدث في بعض الأمور و والدتك لتبدأ هى و إلهام في جلب كل ما تحتاجانه .. أنتهي الحديث في هذا الأمر ..و لا حديث بعد حديثي و الآن الجميع متعب ليذهب كل منكم لغرفته فقد تأخر الوقت و يكفي ما حدث اليوم هيا ضحى خذي وقار لترتاح فهى تكاد تفقد الوعي "
نفذت ضحى أوامر أبيها بعد أن قالت لجواد .." تصبح على خير "
رد جواد بهدوء و قال بصوت مرتفع .." تصبحين على خير حبيبتي سأهاتفك حين أصل للمنزل "
أحتقن وجهها و ذهبت إلى غرفتها هربا مما ستجده على ملامح أخوتها قال جواد لشاهين .." أنا أيضاً سأذهب عمي تصبح على خير "
تركهم و رحل و ذهب كل واحد منهم لغرفته تاركين باهر يقف أمام والده منتظرا ليكمل حديثه .. أشار إليه شاهين بيده أن يصمت و هو يقول .. " لقد أخبرتك لا حديث بعد حديثي باهر أذهب لغرفتك أنت متعب "
تركهم باهر غاضبا ليستمعا لصوت باب غرفته يغلق بعنف خلفه مما جعل شاهين يضحك بمرح .. قالت إلهام بعد انصراف الجميع .." أنا لا أصدق ما حدث اليوم و كأني في فيلم سينمائي "
ثم نظرت لزوجها بغيظ و أردفت .." أنت أكثر رجل مستفز قابلته في حياتي لا أعرف ما تفعله مع باهر هو عند أم تحدي أم فرض سيادة "
ضحك شاهين بقوة .." لم لا تقولين أحب إغاظته و جعله يستشيط غضبا "
سألته إلهام غاضبة .." لماذا تفعل ذلك أتركه بحاله يكفيه ما يلاقيه في عمله و ما أضيف على كاهله من حماية ضحى و وقار أنه يكاد لا يغفوا أربع ساعات متواصلة ألم ترى ما أصبح عليه شاهين لتزيدها باستفزازه أنت و زوج الغلطة "
أبتسم شاهين بحزن .." أنا لست راض عن حياته هكذا إلهام أنه يتحول لوحش مع مرور الوقت طريقته العنيفة في الحديث و التعامل مع الآخرين جموده معنا انطوائه و تكتمه في أي شيء يتعلق به ..هل أتى يوماً و أخبرك أنه متعلق بإحداهن .. هل جاء يوماً و أخبرك أنه معجب بفتاة .. أنه متصلب حتى بدأت أظن أنه ليس هناك فتاة يمكن أن تحبه يوماً "
تنهدت إلهام بحزن قائلة .. " و لكنه يحب إحداهن شاهين .. و إن لم يأتي و يخبرني عنها فهذا ليس معناه أنها ليست موجودة "
قال شاهين بضيق .." هل تشيرين إلى سند إلهام "
أجابته بحزن .." و من غيرها شاهين .. هل تظن أنه يذهب لجامعة ضحى ليأتي بها فقط لقد كان يترك عمله و يذهب إليها رغم أن يزيد كان متواجدا دوماً في موعد خروجها و كان يمكن أن يتصل به ليذهب بدلا عنه "
رد شاهين بضيق .." و ما الهدف من ذهابه إن لم يتحرك و يتخذ قرار ستضيع من يده "
قالت إلهام بهدوء و تفكير في تصرفات ولدها عندما كانت تتحدث ضحى عن صديقتها أمامه كانت تنظر لعيناه اللامعة و انفراجه وجهه غيرته التي لاحظتها في أكثر من مناسبة .. " لا أعرف شاهين ماذا ينتظر .. هذا ستظهره الأيام "
رد شاهين بضيق .." أتمنى أن لا يندم عندما يكون الأوان قد فات "
نهضت إلهام قائلة .." تعال يا صقري لتستريح فقد كان اليوم شاقا على الجميع "
نهض شاهين و لف ذراعه حول خصرها و أتجها لغرفتهم أغلاقا الباب خلفهم بهدوء.. ليخرج محمود بعد قليل عندما أطمئن أن الجميع في غرفهم يمشي على أطراف أصابعه بهدوء حتى لا يعرف أحدهم بخروجه ...
YOU ARE READING
هى و أخوتها 1 / صابرين شعبان
ChickLitهى رقيقة حالمة ، تنتظر أن يأتي فارس أحلامها ، ليختطفها من وسط حصارها ، نعم حصارها ، فهى محاصرة من أشقائها ، فهل يأتيها حقاً من يخترق درع حمايتها ، ليس واحد فقط ، بل أربعة ، تتمثل في أشقائها