السادس & هى و أخواتها & صابرين شعبان

18.2K 686 25
                                    

الفصل السادس

كان باهر يقود السيارة بهدوء و هى جالسة جواره تكاد تشعر أنه لا يتحرك على الطريق و لولا رؤيتها للافتات تمر بجانبها لظنت أن السيارة متوقفة في مكانها .. تعجبت من هدوئه الغير معتاد فالتفتت إليه تسأله و هى ترى صمته منذ تحرك بالسيارة  .." باهر أخبرني لم ظننت أن سند صديقتي قد خطبت "
مط شفتيه و قال ببرود دون أن يلتفت إليها .." أنت من أخبرني بذلك حين سألتك خطبتهما قلتِ نعم "
ضحكت ضحى ساخرة و متعجبة من شقيقها الذي ينتبه لكل صغيرة و كبيرة و لا يمر شيء على عقله دون أن يحلله .." يا أخي رجل التحقيقات لقد قلت خطبته و أنت قلت خطبتهما مفترضا بك أن تكون سريع الملاحظة و تنتبه لكل شيء و للحديث الذي يقال لك إن فهمت متهم لديك بالخطأ قضى عليه يا أخي لفهمك الخاطئ .. لقد أخبرتك خطبته خطبته أخي و ليس خطبتهما "
قال باهر بتذمر و هو يضرب عجلة القيادة برفق بأصابعه .." حسن لا بأس أتضح الأمر شكرا لك للتوضيح "
ابتسمت ضحى و سألته باهتمام .." هل ضايقك الخبر و لذلك كدت تقتلني ذلك اليوم "
التفت إليها بحدة ثم عاد و ألتفت ينتبه للطريق و ملامحه يكسوها الجمود ..فصمتت ضحى حتى لا تثير غضبه و أكملا للمنزل بصمت .. توقف أمام المنزل بعد أن أوصلها منتظرا ترجلها من السيارة قائلاً .."أخبري أمي أني لن أتي اليوم فلدي مهمة و ربما تأخرت حتى لا تقلق"
قبلته ضحى على وجنته قائلة .." أنتبه لنفسك أخي و هاتفنا من وقت لآخر حتى نطمئن تعلم أنني أظل مستيقظة لوقت متأخر للمذاكرة "
أومأ برأسه فترجلت من السيارة .. فأنطلق باهر مسرعا يصدر صريرا عالياً تنهدت ضحى براحة و وضعت يدها على صدرها قائلة ..
" حمدا لله أني قد هبطت منها حفظك الله يا أخي من تهورك هذا "
دلفت إلى المنزل و هى تفكر في ما سترتدي للخطبة .

*****************
كانت كعادتها بعد أن تعود من الجامعة و تتناول طعامها .. تفترش السرير و تضع عليه كل ما ستدرسه لليوم و ما قد أخذته في الجامعة غير متكاسلة فلم يتبقى على الاختبارات سوى أيام .. سمعت صوت هاتفها المكتوم من أسفل الوسادة فأخذته و هى تبتسم على الاسم المدون على شاشته ..قالت ضحى بجزل .." مساء الخير يا عزيزتي كيف حالك "
ردت سند مغتاظة .." أنت أيتها الحمقاء لما لم تهاتفيني للأن "
كتمت ضحى ضحكتها فهى تعلم لم هى محترقة  للحديث معها و كانت تنتظر اتصالها اليوم قالت ضحى بمكر .." هل كنت تنتظرين اتصالي لم أكن أعلم .. لماذا هل هناك شيء "
هتفت سند بغيظ .." ضحى هل ستنطقين أم أقتلك "
سألتها ضحى ضاحكة .." كيف؟! ستلفين سلك الهاتف على رقبتي "
اغتاظت سند و سألتها بانفعال .." أخبريني لم يظن شقيقك أنني مرتبطة و بمن "
قالت ضحى بجدية .." و هل يهمك الأمر أن ظن ذلك "
سمعت صوت تنفس سند عبر الهاتف دليل على انفعالها قبل أن تسمع صوتها تجيب بحدة .." لا ..لا يهمني .. و لم يهمني و لكن فقط أفترضي أتى أحدهم لخطبتي و سمع حديث كهذا مؤكد لن يأتي .. لا أريد أن يظن أحدا هذا "
قالت ضحى بخبث .." ظننت أنك لا تريدين أن ترتبطي الآن "
قالت سند بجدية .." ضحى أخبريني ماذا حدث و إلا قسما لن تري مني خيرا عندما أراكِ و ستكون كدمة كبيرة على وجهك يوم خطبتك و ليس مستبعد أن يهرب الأستاذ حين يراها "
ضحكت ضحى بحبور و قالت .." حسنا سند سأخبرك "
سردت لها ضحى الحديث الذي دار بينها و بين باهر ذلك اليوم لتقول سند بغيظ .." يا إلهي ماذا يوجد في عقل شقيقك هذا عقل أم"
قاطعتها ضحى غاضبة .." سند إياكِ أن تخطئي في باهر لن أسامحك هذا سوء فهم أيتها الحمقاء كان يجب أن أخبره أنك لست العروس هذا أمر عادي و ليست نهاية الكون و ها قد توضحت الأمور و علم أنك ما زلت خالية هل استرحتِ الآن "
قالت سند مرتبكة .." اكتفيت من الحديث معك أيتها الحمقاء تصبحين على خير "
ضحكت ضحى و قالت قبل تغلق سند الهاتف .." خلصت حاجتي من جارتي "
ردت سند غاضبة .." حمقاء "
قالت ضحى بغيظ .. " غبية "
أغلق كلتاهما الهاتف و ضحى تنفجر ضاحكة على صديقتها المقربة .. لتتنهد براحة متمنية أن يكون مثلما تظن ...

هى و أخوتها 1 / صابرين شعبان حيث تعيش القصص. اكتشف الآن