التاسع & هى و أخواتها & صابرين شعبان

Start from the beginning
                                    

******************
وقفت ضحى أمام باهر باسمة و هى تقول ..” لقد أتيت أبيه باهر هل نذهب “
كان يتطلع خلفها لباب الجامعة كمن ينتظر أحدا أن يخرج فقالت تسأله بمكر ..” هل تبحث عن أحد أخي “
هز رأسه نافيا و قال بارتباك ..” لا لا أحد هيا لنتحرك للمنزل فلدي عمل كثير “
رفعت ضحى حاجبيها تعجبا كانت تود لو قالت لم أتيت إذن، جلست ضحى  جواره في السيارة  لينطلق باهر بصمت  كانت تراقب الطريق جوارها  إلى أن سمعت صوت  باهر الجامد يقول بقوة  ..”  ضحى ضعي  حزام الأمان خاصتك  و تشبثي بمقعدك “
نفذت ضحى أمره بقلق .. فأنطلق باهر بالسيارة قائلاً  بقسوة لاضطراره لتعريضها لهذا الموقف  ” أسف حبيبتي على ذلك  “
كان باهر ينطلق بسيارته منتبها للطريق مركزا عينيه على سيارة كبيرة سوداء  فسألته ضحى بقلق ..” ما الأمر أخي ماذا حدث “
رد بجمود قائلاً  و هو يتخطى السيارة تلو الأخرى ليقترب من السيارة السوداء ..” أسف حبيبتي و لكن في تلك السيارة فتاة مقيدة لمحتها من زجاج السيارة و لا وقت لإيصالك و العودة إليها و أخشى أن أتركك على الطريق وحدك “
طمأنته ضحى و هى تتشبث بالمقعد ..” لا بأس أخي أفعل ما تراه صواب أنا معك “
قبض باهر على عجلة القيادة بقوة لاعنا نفسه لذهابه إليها اليوم ليته تركها تذهب مع جواد ..خرجت السيارة من الطريق العام لتتخذ طريق جانبي  قطعته مسرعة و خلفها سيارة باهر  كان في نهايته طريق غير ممهد  في اتجاهين سلكت اليمين فأبطئت مضطرة و لكن باهر لم  يبطئ بل ضغط  على فرامل سيارته ليزيد سرعتها  ليتخطاها  قطع الطريق أمام السيارة ليضطرها للتوقف و لكن سائقها أنتبه للأمر حاول تفادي التصادم بسيارة باهر و أدار سيارته  و لكنه صدم مؤخرة سيارة باهر   و أكمل طريقه .. سأل باهر ضحى بقلق ..” أنت بخير “
تنفست بعمق و قالت بخوف ..” أجل أخي و لكن أسرع ربما أذيت الفتاة أن لم ينجدها أحد “
أدار باهر السيارة و أنطلق خلف السيارة  السوداء مرة أخرى و قد زاد غضبه أضعاف لتعرض ضحى للخطر بسببه ..  أخرج سلاحه و قد علم أنه لا مجال ليوقف هذه السيارة بسيارته الصغيرة  ضغط على الفرامل ليسرع أكثر و هو يخرج رأسه ويصوب سلاحه لإطارات السيارة  ضغط عدة طلقات لتخطئ واحدة و تصيب الأخيريتين  أصدرت إطارات السيارة صرير مرتفع قبل أن تتوقف  أبطئ باهر سيارته قبل أن يوقفها و هو يقول لضحى بحزم ..”   لا تهبطي من السيارة مهما حدث و أغلقي الباب من الداخل “
شعرت ضحى بالفزع من حديثه  فأمسكت بيده قبل أن يهبط قائلة ..
” أنتبه أخي “
هز رأسه و هبط من السيارة و هو مازال يحمل سلاحه  سار للسيارة المتوقفة بحذر  و هو يحذر من في داخلها ..” أترك الفتاة لقد رأيتها “
كان الصمت يسود السيارة المتوقفة حتى ظن أن لا أحد بها  أخرج هاتفه النقال بيده الحرة من السلاح  ضغط على زر الاتصال  لرقم زميله في العمل ..” راغب تعالي لشارع (.........)  مع المساعدة هناك حالة اختطاف لفتا....“ قبل أن ينهي حديثه أخرج سائق السيارة السوداء  سلاحه و أطلق طلقات عشوائية تجاه باهر  الذي أنخفض بجسده على الأرض و تدحرج للجانب الآخر من السيارة ..كانت ضحى ترى ما يحدث في الخارج فصرخت خوفاً على أخيها  فتحت باب السيارة لتهبط  متجه تجاهه بتهور و هى تهتف باسمه  بفزع مما شتت انتباهه .. أنتهز الرجل داخل السيارة الفرصة ليهبط من سيارته ممسكا بسلاحه و هو يطلق النار تجاه باهر و ضحى  ..أندفع باهر تجاه ضحى صارخا بها
  ”  ضحى أنتبهي “
وصل إليها باهر يحتويها ليقف بينها و بين طلقات الرصاص التي أصابته إحداها في كتفه أخفضها على الأرض منبها ..” لا تنهضي من مكانك مهما حدث “
نظرت إلى دمائه التي أغرقت ذراعه بفزع و قالت ..” أنت مصاب أخي“
أخفض باهر رأسها حتى كادت تلامس الأرض  و قال بحزم ..” لا تنهضي“
تركها و نهض رافعا سلاحه في وجه الرجل الآخر و الذي يبدوا أن رصاصاته قد نفذت من طلقاته العشوائية كان ممسكا بالفتاة المقيدة و التي يبدوا أنه أخرجها و باهر منشغل بحماية ضحى  كان يمسك برقبتها بذراعه و يضع سكين صغير على رقبتها بيده الأخرى و هو يحذر بغضب ..” أبتعد و إلا قتلتها .. أيها الوغد الحقير من أين خرجت لي لقد كان كل شيء يسير بخير إلى حين ظهرت  “
قال باهر بغلظة ..” أترك الفتاة أيها الجبان  تحتمي بالنساء  ستصل الشرطة بعد قليل على إيه حال لن تفر لمكان “
ضغط على عنقها بقوة فأصدرت صوتا مكتوما و عينيها غارقة بالدموع شعر باهر بالغضب و هو يتخيل شقيقته مكان تلك الفتاة.. فرفع سلاحه يصوبه لرأسه قائلاً بغضب ..” هذا تحذيري الأخير لك أترك الفتاة و إلا  “
ضغط الرجل على عنقها بقوة و قال .. ” و إلا ماذا .. ها و إلا ماذا  ماذا ستفعل معي ماذا........“
أنتفض جسد الرجل عندما  استقرت رصاصة باهر في رأسه ليتسمر لثواني ثم يسقط على الأرض جثة هامدة  و يترك الفتاة المذهولة و باهر يتمتم بخشونة ..” أنت تتحدث كثيرا أيها الوغد  لقد حذرتك أن تترك الفتاة  “
أتجه باهر إلى  الفتاة بعد أن أدخل سلاحه في جيب سرواله  و قام بفك قيود فمها و يديها  قال يطمئنها ..” لقد أنتهى الأمر لا تخافي “
انفجرت الفتاة باكية و أجابت بيأس ..” لا لم ينتهي .. لم ينتهي   سترسل غيرهم أعلم هذا “
ذهب  باهر إلى مكان ضحى التي هتفت به مسرعة و سألته بلهفة ..” هل أنت بخير أخي “
رد باهر بهدوء ..” أنا بخير حبيبتي و أنت “
ابتسمت ضحى برقة و ضمته قائلة  ..” أنا بخير أخي لطالما أنت بخير “
قال و أشار للفتاة ..” حبيبتي هدئيها فأنا ليس لي طاقة لذلك “ فقد كان يشعر بالدوار  و جرح كتفه يؤلمه ..
ذهبت ضحى ناحية الفتاة الباكية و لفت ذراعيها حول كتفها قائلة بهدوء ..” أطمئني آنستي لقد انتهي كل شيء لقد أصبحت بخير “
قال باهر بهدوء ..” ضحى خذيها و أصعدي للسيارة لحين يأتي زميلي و المساعدة “
نفذت ضحى أوامر باهر و أخذت بيد الفتاة المرتعشة إلى السيارة و أجلستها في المقعد الخلفي  و أغلقت الباب ذهبت لأخيها لترى أصابه كتفه التي مازالت تنزف و تغرق ذراعه كان قد تحرك ليرى هوية الرجل المقتول  قالت ضحى ..” باهر “  غير منتبه لم يفعل عندما وقعت عيناها على الجثة .. شعرت بالثلج يكسوا  جسدها  و ارتعشت و جبينها يتصبب عرقا و رأسها الذي يدور   فهى لأول مرة ترى شخص  ميتا بل و مقتولا  كان الدم يكسوا وجهه و عيناه جاحظة  ارتعش صوتها  ..”  باهر “
لم تشعر بشيء و هى تسقط بين ذراعي شقيقها الذي فزع لمرأها هكذا سب نفسه لذلك   كيف لم يتأكد أنها بعيدة عن الجثة ..” ضحى حبيبتي“
حملها إلى السيارة  عندما رأته الفتاة في الداخل يحملها قامت بفتح الباب جوارها أدخلها باهر و أجلسها على المقعد و أسند رأسها على ظهره ربت على وجنتها برقة لتفيق و لكنها لم تفعل سألته الفتاة الباكية                                      ” ماذا حدث لها “     
رد باهر بقلق ..” فقدت وعيها من الصدمة لقد رأت جثة ذلك الرجل ..اللعنة كيف لم أنتبه لمجيئها “
سمع صوت عربات الشرطة فتركها و قال للفتاة ..” أنتبهي لها رجاء لحين أتي “
هزت رأسها صامته فذهب ليقف أمام سيارة راغب الذي هبط مسرعا و هو يقول بقلق ..” ماذا حدث باهر كيف أصبت هكذا “
شرح له باهر ما حدث لينهي حديثه قائلا ..”  ضحى معي راغب و فقدت وعيها يجب أن أذهب إلى المنزل مؤكد والدي قلقان الآن لم استطع أن أجيب اتصالهم “
سأله راغب ..” و الفتاة  أين هى “
أشار إلى السيارة قائلاً .. ” مع ضحى سأخذها معي للمنزل و سأتي بها فيما بعد لسؤالها فهى أيضاً مضطربة و لن تستطيع الحديث الآن “
رد راغب ..” و أصابتك باهر أنظر إلى ملابسك غارقة في الدماء “
أجابه باهر ..” لا تقلق أنا بخير هذه اصابة بسيطة  بما مررنا به نسيت “
رد راغب بجدية ..” حسنا أذهب و حين تصل هاتفني  تريد أحد ليوصلك إن لم تستطع القيادة “
تحرك باهر راحلا ..” لا أنا بخير لا تقلق “
تركه و أنصرف يستقل سيارته و هو ينظر إلى ضحى الشاحبة  بقلق يعد نفسه لما سيلقاه في البيت على يد والده لما فعله و تعريضه لشقيقته للخطر ..

***********

صرخت إلهام بفزع حين رأت باهر يحمل ضحى الفاقدة الوعي و خلفه فتاة تبكي بحرقة ..” شاهين .. شاهين أنجدني “
خرج زوجها على صوت صراخها ليتسأل بفزع ..” ماذا حدث إلهام “
خرج جواد و يزيد خلف شاهين على صراخ إلهام  سمعوا صوت شاهين المرتعب ..” ماذا حدث  لكما باهر و ما بها شقيقتك “
أتجه إليه يزيد و جواد ليأخذوا ضحى الفاقدة الوعي  و لكن باهر ناولها ليزيد قائلاً ..” أدخلها غرفتها و حاول إفاقتها  هى بخير فقط صدمة ستتجاوزها حين تفيق “
نفذ يزيد أمره  فذهبت خلفهما إلهام لتطمئن عليها .. جاء عمار للتو من الخارج ليجد هذه الفوضى فسأل باهر الملطخة ملابسه بالدماء ..” ماذا حدث لك باهر كيف أصبت هكذا “
رفع باهر يده يوقف كم الأسئلة الذي ينزل على رأسه كشلال المياه قائلاً بغضب ..” ليتوقف الجميع أنا بخير فقط أطمئن على ضحى و كل شيء سيكون بخير “
لم ينتبه أحدهم لتلك الفتاة الواقفة تترنح و قد استنفدت كل طاقتها فسقطت بدورها بين ذراعي عمار الذي أنتبه لها في اللحظة الأخيرة هاتفا برعب ..” من هذه “
استدار باهر إليه و لكن يبدوا أن دوار رأسه بدوره قد أستنفد الباقي من وعيه  فسقط على الأرض بدوي مرتفع فمن حظه السيئ لم يلحقه أحد كما الفتاة و ضحى .. صرخ شاهين برعب ..” يزيد أنجدني بني “
خرج يزيد مسرعا على صراخ أبيه ليجد باهر على الأرض و جواد يحاول رفعه  تقدم ليساعد جواد فحملاه للأريكة  و أرقداه عليها قال عمار الحائر بحمله ..” ماذا أفعل بهذه أيضاً “
أجابه جواد ..” خذها لغرفتك سأطلب الطبيب للجميع “
رد ببلاهة ..” غرفتي أنا لماذا “
نهره شاهين بغيظ .." ليس الآن أيها الأحمق “
زم عمار شفتيه و ذهب بالفتاة إلى غرفته  ليتجنب المزيد من غضب أبيه .. جلس شاهين بتهالك متمتما بعد أن أنهى جواد طلب الطبيب ..
” يبدوا أنه يوم حافل “
و كان كذلك بالفعل ...!!

****★****★****★****★****
   

هى و أخوتها 1 / صابرين شعبان Where stories live. Discover now