(بارت2)

664 39 3
                                    

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد

.

.......

فما مضت ألا أيام قليلة حتى هبت الرياح الباردة وتلبدت السماء بلسحب الثقيلة وأخذت تفرغ ما فيها من الماء بغزارة ليلاً ونهاراً أياماً متواصلة بحيث تعطلت أكثر الناس عن أعمالها أما عبد الله فأنه لازم المنزل ولم يخرج في هذه المدة حتى نفذ ما عندهم من الطعام وباتوا أخر ليلة وهم جياع ليس عندهم ما يأكلونه فلما أصبح الصباح وقد تقشعت الغيوم وأشرقت الشمس ولكن غمرت المياه الأشجار والأودية وجرت السيول قال عبد الله لزوجتهُ الآن أمضي الى ما وضعته من الحطب في المغارة وأتى به ألى السوق فخرج وهو يوعد عيالهُ وكله أمل ،
صادف القضاء والقدر أن في تلك الأيام الماطرة أجتازت قافلة بلجبل الذي أودع عبد الله في بعض مغاراتهُ الحطب وهم يطلبون لهم ملجأ فدخلوا في المغارة ومالوا ألى الحطب ليحرقوه للتدفئة من البرد ويطبخون به طعامهم حتى أتوا على آخره فلما جاء عبد الله وجد المغارة خالية ليس فيها ولا عوداً من الحطب عدا رماد متراكم بعضه على بعض وقف مذهولاً حزيناً لا يدري ما يفعل وقد وعد عيالهُ بأن يأتيهم بلطعام أدار بصره ألى البر فوجد أن الرياح قد أقتلعت الأشجار وغمرت النياه الباقي ووجد نفسهُ لا قدرة له على الأحتطاب لشدة البرد وهو شيخ كبير وقع في حيرة كبيرة وأخذ بلبكاء والنحيب وهو يقول يارب أنت اللطيف بعبادك وأنت أرحم الراحمين ثم ذكر ما قالتهُ له زوجتهُ فأخذ يدعو الله ويتوسل بمحمد ويندب حلال المشاكل بخشوع وأنكسار قلب ويكثر من قول :
ناد علياً مظهر العجائب
تجدهُ عوناً لك في النوائب
فكل هم وغم سينجلي
بولايتك ياعلي ياعلي ياعلي

قصة حلال المشاكل Where stories live. Discover now