الفصل الرابع

6 1 3
                                    

     كان جورج جالساً في الصالة عندما سمع صوت المفاتيح وهي تفتح الباب. إستلقى مسرعاً على الأريكة مُتظاهراً بالنوم، دخلت أخته سيلين وغطت أخاها النائم وبعدها قبّلت جبينه.
" لقد إستطعت خداعها " كان جورج يقول في سره.
     صعدت سيلين الدرج وهي تفتح شعرها المرفوع عالياً، فشعرت بوخزةٍ من الالم تمشي في رأسها. رددت مستاءة :
" ايتها التسريحة اللعينة. لماذا علينا نحن الفتيات، أن نتعذب هكذا لنبدو جميلات ؟ "
     فتحت سيلين باب غرفتها ودخلت، لم تلاحظ شيئاً لوهلة، لكن بعدها عندما حاولت وضع هاتفها على المنظدة، رأت قالباً ضخماً من الحلوى عليه، بجاتبه تذكرتان لحضور حفل للموسيقيّ المفضل لها( ياني ). " يا إلهي، ليس مجدداً " همست سيلين بهدوء. إلتقطت التذاكر وخرجت مسرعة من غرفتها و نزلت الدرج . اصيبت سيلين بالذعر وكاد يغمى عليها من الخوف عند الدرجة الأخيرة عندما أطلق أخوها جورج تلك الشرائط الملونة على حين غرة. ركضت سيلين بإتجاه أخيها واحتضنته برفق :
- لم يكن عليك تكبّد كل ذلك العناء .
- ومن لي غير اختي المزعجة هذه .
- أحبك .
     أمسك جورج بيدها وقال لها " من الجيد أنكِ لم تغيّري ثيابكِ، سنذهب في رحلة " . لبست سيلين حذائها الثمين وأبقت شعرها مفروداً كما هو وإنطلقت مع أخيها. ركبا السيارة ووضع جورج الموسيقى الصاخبة التي راقت لسيلين بعض الشيء مع انها لم تكن تحبها وكانت تقول دائماً بأنها تسبب الصداع .
- إذن، ما الذي ينتظرني ايضاً ؟ . قالت سيلين
- إنك لم تري شيئاً بعد . أجابها جورج بثقة .
     بعد خمسٍ وعشرون دقيقة، دخلت السيارة شارعاً مألوفاً جداً لسيلين، لقد رأته عدة مرات على شاشات التلفاز. " رباه، إنها أكبر مكتبة في البلاد "
شعرت بسعادة كبيرة ممزوجة بقليل من الدهشة. فتح لها جورج باب السيارة وخرجت منها.
     دخلت سيلين المكتبة وهي تنظر لضخامة المبنى، كان أشبه بكاتدرائية، تذكرت سيلين فوراً كاتدرائية برسلونة القديمة. طرد صوت جورج الرقيق هذه الأفكار من رأسها وهو يقول :
" إن صاحب هذه المكتبة صديق قديم لوالدينا، يمكنكِ أخذ ما تشائين، سوف أنتظركِ في السيارة "
     بعد ساعتين وإثنان وثلاثين دقيقة، خرجت سيلين خالية الأيدي من المكتبة ودخلت السيارة، رمقها أخوها بنظرة حائرة :
" ماذا؟ لقد أعدت إسطوانتي ثلاث مرات وأنا أنتظركِ. كل هذا ولم تشترِ شيئاً ؟ "
     مع تدفق الكلام من فمه، إستدار جورج، وإذا به يرى ثلاث عمّال يجرّون ثلاث عربات مليئة بالكتب. لم يستطع ان يكمل حديثه من الاستغراب:
- حسناً، هيا بنا نحسب كم من السنوات ستحتاجين لقراءة كل هذه الكتب .
- إخرس ارجوك.
     ضحك جورج وأدار محرك السيارة وأرجع أخته للمنزل . في الطريق، همست سيلين بيأس
" أتمنى لو ان والديّ كانا معنا الآن "
     وإذا بالأخوين يتذكران ماضيهما الرائع، الى أن جاءت تلك المصيبة لتقلب حياتيهما رأساً على عقب وتيتمّهما ......

اللانهاية -Endless Tahanan ng mga kuwento. Tumuklas ngayon