الفصل الاول

22 1 3
                                    

     قبل ثلاث سنوات، عند باب احد المقاهي في احد فصول الصيف، كانت سيلين مع رفيقة عمرها داخل الجامعة في أول سنة لها فيها. كانت جاين إحدى صاحبات سيلين، امتدت صداقتهما لمدة خمس عشرة سنة، منذ ان كانا في الرابعة من العمر. دخلت جاين قبل صديقتها الى المقهى بطلب منها، حيث ارادت الاخيرة التأكد من جدول المحاضرات قبل الدخول، كانت منشغلة وغارقة في افكارها وهي تدخل من الباب خلف جاين ببطئ عندما تعثرت فجأة. لوهلة احسّت بأنها سقطت ارضاً " ها هو اول يوم لي في الجامعة يتحول لكابوس " رددت في نفسها. قبل ان تلامس الارض، مع عينيها المغلقتين وملامح الوجه الخائفة، إذا بذراع قوية، صلدة كالحديد تمنعها من السقوط. رفعت سيلين رأسها وشكرت الشاب قائلة :" شكراً لك ".
" على الرحب " أجابها الشاب.
مع انها لا تعرف هذا الشخص قبلاً، لكنها لمحت شاباً شغوفاً، جدياً، طيب القلب، شفافاً. اكملت دربها الى ان وصلت للطاولة التي جلست عليها جاين، تغاضت عن الموقف الذي حدث عند الباب وهي تفكر فيه الى ان جاء صوت جاين الدافئ يقطع حبال تلك الخواطر الجامحة.
" ألازلت تتمسكين ب- مبدأ- ك ؟ " سألت جاين.
ظهرت تعابير الاندهاش على وجه سيلين فوراً، ولكنها ادركت الامر اخيراً وإنفجرت ضاحكة بصخب....
منذ زمن، عندما كانا هي وجاين في الخامسة عشرة من العمر، كانت سيلين الفتاة الوحيدة في الصف التي لم ترها اي طالبة تبكي لأن
( حبيبها هجرها) . كانت تقول دائما لجاين:
" إليك المبدأ، قهوة ساخنة، كتب جيدة، موسيقى ياني، ومنتصف الليل، حياتي مثالية لاحاجة ( له) فيها " .
     استغربت سيلين لوهلة لكون جاين تتذكر هذا الموقف جيداً. شعرت بالدفئ لكونها تعرفت على صديقة وفية، رائعة، مخلصة كجاين، كانت تشبه الجنة. رجعت سيلين بافكارها الى رفيقتها، واجابت:" ولن يتغير ابداً.....".
     عندها، جاء النادل ومعه قالب من الحلوى، مصنوع من نوع الشوكولا التي تفضلها سيلين منذ الصغر، الشوكولا الداكنة. رمقت سيلين صديقتها بنظرة غريبة.
     " اوه........"
" كل عام وانتي صاحبتي " قالت جاين.
     كانت سيلين قد نسيت ان اليوم، الخامس والعشرين من يناير هو عيد ميلادها بسبب الانشغال طوال الاسبوع تحضيراً ليومها الاول في الجامعة.
     " احبكِ " همست سيلين، واحتضنت صاحبتها بقوة مع ابتسامة عطوفة.
      على بعد ثلاث طاولات خلف جاين، كان دايفيد يراقبها، الرجل الذي انقذها تواً من السقوط .

اللانهاية -Endless Where stories live. Discover now