نصف حيه....نصف ميته

7K 149 3
                                    


]-حمراء ؟ انا لانس 0
قفزت مشاعر مايسى لسماع صوته وقالت بهدوء متصنع : مرحبا لانس .. كيف حالك ؟
بعد انهاء التحيات والمجاملات ، قال لانس : كنت اتسال اذا ما كنت تحبين الذهاب معى الى باربيكان هول يوم الجمعة !
-ايمكن ان تنتظر لاتاكد ؟
لن تستطيع ان تعلن انها على استعداد للتخلى عن كل شئ يشغلها لمجرد ان تكون معه .. فلا زال لديها بعض الكرامة 0
-اجل .. انا لست مشغولة يوم الجمعة .. وساحب ان اكون معك لانس .. وشكرا لطلبك هذا . ما هو البرنامج ؟
-دعينى ارى .. غرايغ .. برليوز .. تشاكوفسكى .. لن يكون لدى وقت لاخذك كما اخشى ، ايمكن ان تاتى وحدك ؟ ساعيدك الى البيت طبعا . لنقل ، فى السابعة والربع ، فى المقهى الاعلى .. اراك يوم الجمعة حمراء ، وداعا 0
وقفت مايسى وابتسامة سخيفة على وجهها .. ياليوم الجمعة الجميل ، الجميل ! كتبت اسم لانس بالقلم الاحمر على المفكرة وعادت الى طابعتها خائفة من افكارها .. لم تحاول العمل .. اراحت ذقنها على يديها واضعة ذراعها على حمالة الطابعة . لم تكن قد رات او سمعت من لانس شيئا منذ حفل العرس قبل ثلاثة اسابيع خلت ...منتديات ليلاس
ولم تندهش مايسى لرؤية دوللى فى العرس تقضى معظم اليوم قريبة من انجيلا بلايوود ، التى بدا انها اخذت دوللى تحت جناحها .. وهذا امر له مغزى خطير !
كان لانس هو شاهد العريس ، واعادت اليها رؤيته يقف الى جانب روى فى الكنيسة مستندة الى ذراع ابيها .. وكان رد الفعل العام انهما زوج رائع 0
تقدم لانس من مايسى يقول دون تحية : اين كنت بحق السماء حين التقطت الصور ؟ كان يجب ان تكونى ضمن مجموعة بلايوود 0
رفعت حاجبيها : انت اما اعمى او ساذج ، اذا ظننت ان وجهى فى اى صورة قد يسعد روزالين !
صمت وعرق ينبض على خده 0
-المصور هنا الان ولسوف ياخذ صورا غير رسمية .. اريدك ان تكونى فيها .. مفهوم ؟
ردت متخاذلة : اجل .. لانس 0
نظر اليها بشفتين مضمومتين : كيف حالك حمراء ؟
ابتسمت : بخير لانس .. شكرا لك . هل السيدة سالمون كفؤة ؟
-هذا ما يبدو .. لقد اعجبت الين .. كما انها سكرتيرة جيدة
نظرت مايسى حولها وقالت بصوت متاثر : لقد رايت ثلاثة اعضاء من البرلمان ، واثنان من النبلاء ، وعلى الاقل مليونير واحد هنا . لابد ان هناك كثير من الضيوف المميزين لم اعرفهم لجهلى .. اشعر اننى القريبة الفقيرة ...
وابتسمت ساخرة 0
قال والتسلية تتغلب على انزعاجه السابق : لاتبدين هكذا 0
قيم بذلتها الرمادية باكسسوارها الاحمر ، واستقرت عيناه على القبعة الحمراء المركزة باناقة على شعرها المرفوع 0
ضحكت : لقد رايت العمة انجيلا تجفل لدى دخولى الكنيسة .. لكننى معتادة على سخطها منى 0
صمتت قليلا ثم اكملت بتصنع ظاهر : انت تبدو جميلا اليوم لانس 0
والتقت عيونهما 0
رد لانس على هذا المديح قاطعه وصول دوللى ، التى ابتسمت لمايسى ثم دست ذراعها بذراع لانس 0
-روى يريد معرفة ما اذا كانت مفاتيح السيارة معك لانس .. لقد بدا يذعر 0
-اذن يجب ان اذهب لاطمئنه .. اعذرينى حمراء 0
وترك دوللى تبتعد به .. راقبتهما مايسى يبتعدان .. وخبا الاحساس الذى تصاعد فى نفسها بانها حية وان كل عصب من اعصابها يغنى خلال تبادل الكلمات بينها وبين لانس .. فهل كانت نصف حية من دونه ؟منتديات ليلاس
غادرت الحفلة قبل انتهاء الاستقبال دون ان تتكلم مع لانس ..
وصل يوم الجمعة .. ممطرا كثير الرياح 0
خرجت مايسى من محطة مترو تحت الارض تحنى راسها امام المطر مسرعة نحو باربيكان سنتر وكعبا حذائها يطقطقان على الرصيف .. ما ان دخلت عبر الابواب حتى غمرها الدفء واخفضت ياقة المعطف ، وخلعت القبعة العريضة .. تقدم لانس من بين الجميع ، وقالت له : مرحبا لانس .. يالها من ليلة !
ابتسم : انها ليلة درامية .. اليست كذلك ؟ دعينى اخلع لك معطفك .. لقد طلبت لك الشاى 0
حين عاد اليها من ايداع المعطف ، نظر اليها مقيما : كيف حالك حمراء ؟ لم نرك ابدا مؤخرا .. ارجو ان لاتكونى تنوين هجرنا نهائيا ؟
-بالتاكيد لا .. لكننى كنت مشغولة 0
لمع وميض حاد فى عينيه وهو يرد : لكنك لست مشغولة جدا لتقابلى جاك ماك افر 0
نظرت اليه بوقار : لا .. وهو دائما يبلغنى باخر اخبارك 0
رفع يده ليبعد خصلة من شعرها الى الوراء وتمتم : مسكين جاك 0
تعالى صوت فوق الضجيج يعلن قرب بدء الحفلة الموسيقية ، ووضع لانس ذراعها فى ذراعه 0
-حان وقت جلوسنا فى مقاعدنا .. هل تشعرين بالبرد ؟ انت ترتجفين 0
ادارت راسها تلتقى عينيه : اجل .. ارتجف .. لكننى لست بردانة 0
ابتسمت فاطبقت يده فوق يدها دون ان يتكلم 0
كانت الامسية كالسحر .. تركت مايسى الموسيقى تسحرها ، وهى تعرف ان جزءا من ذلك السحر سببه وجود لانس الى جانبها ، ذراعه تلامس ذراعها ، يتشاركان النظرات ، وهما يتمتعان بالموسيقى معا .. وكأن الكلمات غير ضرورية ابدا بينهما0
كانت موسيقى تشايكوفسكى مسك الختام . وخرجا مسحورين بانغامها الى الشارع ، ثم ضحكا معا وركضا الى السيارة .. داخل الجاغوار ، تلاشى الضحك ونظر لانس الى وجهها متفحصا .. قبل ان يميل اليها ويعانقها 0
تمتم : جميلة .. مثيرة .. حمراء ! كنت ارغب ان اعانقك طوال الامسية ...
تدحرجت نقطة مطر من قبعتها الى يده لتكسر سحر اللحظة .. قالت : لانس ؟
قال فجاة : دعينا نذهب 0
جلست جانبيا فى المقعد كى تستطيع النظر اليه تتمتع بان تتمكن من هذا .. كان يعرف انه تحت المراقبة ، وكان ينظر اليها بين حين واخر .. كانت تلك النظرات تثيرها ، ففى طريقة نظر عينيه اليها شئ غامض .. وجلست ، لاتكاد تجرؤ ان تصدق انه فعلا دعاها بالجميلة 0
حين فتح لانس باب شقتها اخيرا ، تحركت بسرعة الى الداخل لتشعل مدفاة الغاز وتضئ مصباحى طاولة صغيرين .. ثم استدارت شاعرة بالتوتر بينهما ، وهو يقف يراقبها 0
قالت بشئ من العجز : الى اين نتجه .. لانس ؟
استرخى وجهه وابتسم .. تقدم نحوها يخلع معطفه وسترته ويرميهما فوق ظهر كرسى . امسك معطفها يخاعه عنها ويرميه فوق معطفه : هذا يتوقف عليك .. حمراء0
-اوه ؟ حقا ؟ يتوقف على ماذا ؟
رفع يديه الى شعرها ، يجمعه جانبا على مؤخرة عنقها ..
وكررت بصوت يكاد لا يسمع : على ماذا ؟
-على ما اذا كان على ان اخطف يدك اليمنى 0منتديات ليلاس
ارتجف فمها تقاوم الابتسام .. كبحت نفسها لحظات الى ان رفض الضحك ان يبقى مكبوتا اكثر ، فانجرت تقهقه بسعادة .. رفعت يدها اليمنى لتمررها على عنقه ، تدسها فى شعره المبلل المتجعد من المطر .. وقالت بصوت عميق اجش : ربما سيكون من الافضل .. لو طالبت بها 0
رفع راسه : على اساس الامان من الندم ؟
احست بدفء انفاسه على بشرتها .. للحظات طويلة تفحص وجهها ، دون اى دليل تردد .. ثم رفع حاجبيه يسال : حمراء ؟
رفعت مايسى الاخرى الى وجهه ، ومررت يديها بخفة على تقاسيمه 0
احست بقلبه يضرب بسرعة وهى تنضم اليه وتعانقه بشدة .. فجاة ابعدها عنه بحزم قائلا بخشونة : يالهى حمراء .. لقد اردت ان اضمك هكذا منذ زمن طويل !
تركها الى المطبخ ليحضر الشاى ، ثم عاد ليضعه على طاولة صغيرة 0
-اسف حمراء .. يجب ان اذهب الان .. هناك اشياء كثيرة يمكننا ان نتحدث عنها ، لكنها يجب ان تنتظر . ساتصل بك مساء الاثنين ، هه ؟
تمتمت : ظننت اننى احلم بكل هذا 0
ضحك : انا سعيد لانك لم تكونى تحلمين 0
تكورت فوق الصوفا .. ثم تذكرت فجاة انها لم تقل له بعد انها مسافرة الى فرنسا يوم الثلاثاء لرؤية امها ووايد 0
امضت نهاية اسبوع مذهولة .. دعيت الى الغداء عند ستيلا وكانت بهجتها ظاهرة حتى لاحظتها ستيلا على الفور ، وحين اصبحتا وحدهما سالتها بلهفة : حدث شئ ما .. اليس كذلك ؟
ابتسمت مايسى حالمة : اوه ستيلا .. اليست الحياة رائعة ؟
-لانس ؟
هزت مايسى راسها : لااجرؤ على الحديث ستيلا .. لازالت المسالة جديدة .. لكننى سعيدة جدا

الفجر المرّ" جاكلين جيلبرت "Where stories live. Discover now