الفجر المرّ" جاكلين جيلبرت "

م ن ويرنر

سال بريسكوت فى الصباح التالى وهو يعود بصينية طعام لانس : هل فقدتم السنتكم جميعا ؟
اشار براسه نحو الين : الحاكم يريد ان يراك 0
نظرت الى كوميت نظرة اشتياق ، وخرجت تجرجر قدميها 0
بعد عشر دقائق عادت مقهورة حمراء الوجه ، تبدو وكانها كانت تبكى ... قطعت المطبخ الى الباب تلتقط كوميت وتحتضنه 0
سال جوهان : ماذا قال ؟
وجدت مايسى نفسها تفكر ساخطة ، اذا كان لانس شرسا مع اخته فستدخل وتفجر راسه !
رفعت الين وجهها المتجهم : قال ان بامكاننا الاحتفاظ به .. اليس هذا رائعا ؟
شخر بريسكوت ساخرا : ارجو ان تكونى عارفة بما تورطين نفسك به ... كيف اقنعت الحاكم ؟منتديات ليلاس
ردت الين متسعة العينين : لم افعل شيئا .. سالنى فقط ما الذى حدث بالامس وقلت له .. ثم سالنى ما اذا كنت اريد الاحتفاظ بكوميت ، وقلت اجل ارجوك . قال اننى استطيع الاحتفاظ به ، ووضع بضع شروط بدت لى معقولة .. ثم انفجرت باكية 0
ابتسمت : اظن لانس كان قد قرر سلفا .. ان احتفظ به .. اعنى 0
وضعت الجرو من يدها ، ونظرت بامتنان الى ابنة خالتها 0
-لابد انك اقنعته ليلة امس ، مايسى .. شكرا لك .. انت حبيبة 0
هزت مايسى راسها وتمتمت : اشك فى هذا 0
بعد بضع دقائق ، جلست مايسى تنهى فنجان الشاى الذى كانت تشربه وكلتا يديها حول الفنجان ، وعلى وجهها نظرة تفكير .. نظر اليها بريسكوت بحدة وقال : لقد تشاجرتما .. صحيح ؟
ردت بقلق متعبة : اوه .. اصمت بريسكوت 0
وبدا لها المنزل كالسجن فاكملت فجاة : ساخرج 0
تجاهلت حاجبيه المرفوعين واستخدمت الباب الخلفى كى لا تكون هناك امكانية للقاء مع لانس . وسارت متوترة عبر الطريق الداخلى للمنزل حيث التقت السيدة دستى التى نادتها بحبور : خرجت مبكرة اليوم انسة هيللر ! منتديات ليلاس
واكملت المرأة تسال : تبدين متوترة قليلا عزيزتى ...
-انا بخير سيدة دستى شكرا ..
-انت على حق 0
وتابعت كل منهما طريقها 0
لقد هربت من البيت ومن لانس ، لتفكر انها توافق على وجهة نظر لانس .. فليس من السهل تربية الين او جوهان .. وبما ان الين من النوع الذى يقع فى المتاعب دائما ، فمن المفهوم اذن ان يكون لانس حساسا جدا 0
اذن ، اين موقعها من هذا ؟ واعترفت لنفسها انها اصبحت معتادة على هذه العلاقة الجديدة بينها وبينه ، وتتمتع بالتفاهم بينهما .. لذلك كانت صدمة لها ان تدرك ان هذا التفاهم مبنى على ارض مهزوزة .. والمها احساسها بالهجر والوحدة وهى تعرف انها خسرت الارض التى كسبتها لتوها ، وكل هذا بسبب كلب مهزول الجسم 0
انها لم تات الى هنا للتفرج على المناظر .. لقد هربت لتفكر بذلك العناق الذى جرى ليلة امس ... لو انها اضطرت ان تعيش الامس مجددا ، فلسوف تفعل بالضبط الشئ عينه .. ما الذى تملك لانس بحق السماء ليعانقها هكذا ؟ كانت لاتزال تشعر بيديه وذراعيه تشدانها اليه .. كانت معانقته لها بغضب وقسوة نوع مدمر من العقاب ... وهو بكل تاكيد يستحق تلك اللطمة على وجهه 0
صوت ... ربما اصطدام حصاة بحذائها ، او انكسار غصن صغير تحته ، او ربما حاسة سادسة جعلتها ترفع راسها . كان لانس يقف يراقبها ، يضع على وجهه قناعا غامضا . علقت مايسى بنظرته النافذة الثابتة .. ثم انتزعت نظرها بعيدا وهى تزم شفتيها بعناد 0
قال لانس متحدثا : اخبرنى بريسكوت عن الجهة التى سرت بها ، واكدت السيدة دستى كلامه ... وفكرت ان تكونى هنا 0
جلس على المقعد الخشبى الطويل تاركا فراغا بينهما 0
جعلتها تلك الغصة البائسة التى استقرت فى داخلها نتيجة لشجارهما تتحرك تتحرك قليلا ، ثم اخذت نبضاتها المتسارعة تعود الى هدوؤها 0
-اتساءل ما اذا كان الاولاد يستخدمون هذا المكان لذات الاهداف التى كنا نستخدمه لاجلها ؟
كان صوتها تقليدا باهتا للهجته الصارمة 0
تحرك قليلا ليستدير نحوها ، يريح ذراعه على ظهر المقعد : اشك فى هذا .. فهم هذه الايام اكثر حنكة مما كنا .. لقد نسيت كم انت عاجزة بعد الشجار . كان يبدو لى من غير المعقول كم كنت تبقين بيضاء الوجه ذابلة لساعات بعد كل شجار ، وارى انك لم تتغيرى 0منتديات ليلاس
هزت مايسى كتفيها بغير اهتمام ، واستدارت لتنظر اليه وجها لوجه ... وقالت : لديك قدرة تعيسة على جعلى احس اننى عدت طفلة من جديد 0
رد ، وهو يتفرس بها مفكرا : اه .. هذا امر مؤسف .. بخصوص ما حصل ليلة امس ، لقد اهنتك والمحت الى ان الين ليست امنة وهى فى رعايتك .. وانا اسف .. قلقى عليكما معا هو الذى دفعنى الى مهاجمتك بشكل اخرق ، فهل تسامحينى ؟
صمت قليلا ينتظر ، ثم اضاف بخشونة : اذا كانت الكلمات عالقة ، بامكانك هز راسك بالموافقة 0
بدا ارتياحها كاندفاع الحياة فى الارض خلال الربيع .. بامكانهما العودة الى صداقتهما مجددا ! افهم قلقك على الين ، وانا اسفة لاننى صفعتك 0
قال مقتربا منها فوق المقعد : لم اسمع هذا جيدا .. ماذا قلت حمراء ؟
رفع يدها المكسوة قفازا ووضعها تحت ذراعه .. فنظرت اليه بارتباك : قلت اننى اسفة لاننى ضربتك 0
-هذا ما ظننت اننى سمعته ، لكننى اردت ان اتاكد .. اعتذاران افضل من واحد .. دائما انفجرت ضاحكة وقالت مرنبة : انت مخادع لانس ، سوف اسحب اعتذارا منهما ، اذا لم يكن الاثنين معا !
-لن تستطيعى .. هذا غير مسموح ...
استقرت عيناه على وجهها مفكرا 0
-اسف للعناق ...كان طريقة ماساوية لاثبات وجهة نظرى .. ولم يكن مرضيا لى ابدا ...
انتزع القفاز من يده ، ملامسا خدها . كانت اصابعه دافئة على بشرتها الباردة ، ثم قرب وجهه ليقبل خدها بنعومة 0منتديات ليلاس
ارتعشت رموش مايسى وتصاعد لون زهرى رقيق الى وجنتيها ... وضحك لانس بخبث : اذكر اننى عانقتك مرة وانا .. اوه .. فى حوالى الرابعة عشرة كما اعتقد ، خلال حفلة عائلية ، وفى لعبة تحد ، اذا لم تخنى ذاكرتى ولقد صفعتنى يومها كذلك . كان يجب ان اتذكر هذا ليلة امس واتراجع 0
انفجرت فورة ضحك فى حلق مايسى .. وخف التوتر فى نفسها ... واكمل لانس : اعتقد اننى يجب ان اكون ممتنا لانك لم تركلينى على عظم ساقى ، وهذه عادة مبهجة من عاداتك .. قال لى بريسكوت انك لم تتناولى الفطور .. وهناك طرد بريدى يجب ان اتى به من مركز البريد ، لذا اقترح ان نبعد انفسنا عن هذا المقعد الخشبى غير المريح قبل ان نتجمد بردا .. السيارة متوقفة عند اسفل التل ، سنتوقف لتناول الفطور فى مطعم موفات ثم نذهب لناتى بالطرد فى طريق عودتنا 0منتديات ليلاس
وقف لانس يجذبها معه ، وسارا معا بخطوات سريعة نزولا عن التل . كانت مايسى ممتنة لذراعه التى تدعمها . لقد امضت الليل كله تتقلب توبخ نفسها اولا ، ثم لانس على الاشياء التى قالاها لبعضهما .. اما الان فكل شئ عاد على ما يرام مجددا يقع محل موفات فى شارع هاى ستريت ويقدم الخبز المصنوع يدويا ، الكايك والحلويات . فيه غرفة خلفية لوجبات الصباح .. كان دافئا فى الداخل وحميما . واختارا طاولة قرب الواجهة .. وساد صمت وهما ياكلان 0
على الاقل ، اكلت مايسى . بينما اخذ لانس يراقبها وهو يشرب الشاى .. وصبت مايسى لنفسها كوبا اخر وقالت : طيبة قلب منك انك تركت الين تحتفظ بكوميت .. واعتقد انك طلبت الاذن من بريسكوت ؟
ابتسم ولم ينكر .. دفع شيطان مايسى كى تكمل : يقول بريسكوت انك بحاجة الى زوجة 0
ارتشفت من فنجانها ، تتساءل الى اى حد تستطيع ان تتمادى : وانا اميل الى الموافقة معه 0
-هذا تفكير جيد منكما بمصلحتى .. يجب ان تضما جهودكما الى جهود امرأة عمى انجيلا .. ستكون مغتبطة لانكما فى صفها 0
-سيحل هذا بضع مشاكل لك ... اليس كذلك ؟
-لكن هذا ليس السبب الافضل .. فاذا قررت ان اتخذ زوجة لى ، فسابلغكم بهذا جميعا . حتى ذلك الوقت ، ساكون ممتنا لو ابعدتم انوفكم الحشرية ! منتديات ليلاس
ضحكت مايسى ومدت يدها تاخذ قطعة توست اخرى ، ووقعت عين لانس على رسغها فصاح مقطبا للعلامات المطبوعة عليه : هل فعلت انا هذا ؟ اننى متوحش !
-تظهر على الكدمات بسهولة .. ولطالما كنت هكذا 0
اجفلت قليلا لسماع صوت يقول من فوقهما : لانس ! مايسى ! لم اتوقع وجودكما هنا!
دون استعجال ، ترك لانس يد مايسى ووقف : عمتى انجيلا .. هذه مفاجاة .. اتودين الانضمام الينا ؟
كانت العمة انجيلا بلايوود امرأة محافظة جدا ونظراتها دائما تشوبها دلائل عدم الرضى . اصبح شعرها ، الذى كان يوما اشقر كشعر روى الان ابيض .. وكانت تنظر الى ابن اخ زوجها باستهجان ، والى مايسى بارتياب وكراهية لاتكاد تخفيها 0
كانت مايسى تعرف كراهيتها لها حتى وهى طفلة . وتعلمت ان تبتعد عن طريقها قدر المستطاع ، مع نظرة من البراءة المتسعة العينين ، تحاول بها صد اى اتهامات او تحذير او كائنا ما يكون يدور فى خلد العمة 0منتديات ليلاس
رفضت انجيلا الدعوة للشاى ، وطافت عيناها بالطاولة ثم عادتا الى لانس بتعبير من يطلب تفسيرا .. لكنه لم يكن ممن يهول عليه بسهولة ، وخيب املها بان لم يقدم لها اى تفسير ... رافقها الى طاولتها حيث قدمته الى صديقة منتظرة ، وهدا من مشاعر العمة ببضع كلمات مختارة 0
حين عاد ، كانت مايسى قد انهت كل التوست وشربت الشاى .. فوقف الى جانبها ، يميل الى الامام ، ويد على الطاولة والاخرى على ظهر الكرسى ، وتمتم : هل نذهب ؟ سادفع الفاتورة بينما تودعين العمة انجيلا وابتسم لها بخبث .. كانت مايسى تحس بعينى العمة انجيلا الثاقبتين كعينى النسر تنظران اليهما .. لكنها تمنعت عن الرد على تلك النظرة ، وتقدمت اليها على مضض . قدمتها العمة الى صديقتها على انها ابنة اخت هيلارى ، لكن انجيلا ، بالرغم من الاسئلة العديدة التى طرحتها ، لم تسال مايسى عن سبب وجودها مع لانس ، وهذا ما كانت مايسى ممتنة له فهى لم تكن قادرة على التفكير بتفسير واحد قد يبدو مقبولا 0
حين انضمت اخيرا الى لانس ، سالها وعيناه ترقصان خبثا وهو يرفع ذراعه وداعا لزوجة عمه 0
-هل خرجت دون اصابات ؟
وخرج معها من المحل الى الشارع . فاجابت معترفة : بالكاد 0
قال مسرعا فى خطواته : بامكانك اخذ الطرد من البريد بينما استعيد سيارتى ، فهى متوقفة قرب حدود التوقف المسموح 0
سالت بدهشة : طردى ؟منتديات ليلاس
فى مكتب البريد اعطيت طردا بلفافة بنية ، محولة على عنوانها الاصلى بخط يد ستيلا .. اخيرا اصبح كتاب كودنايم فوكس فى حوزتها !
فى غرفتها ، فتحت اللفافة البنية لترى امامها النسخات الخاصة بها .. كان الغلاف الاحمر ، براقا وملفتا للنظر ، مع احرف يابانية سوداء على الغلاف الامامى بشكل خنجر .. مررت يدها فوقه تبتسم ببلاهة ، وفتحت الغلاف تقلب الصفحات 0
كان احساسها لا يصدق .. وكانما شخص اخر كتبها ! اعادت النسخات الى المغلف الاسمر لتخبئها فى اسفل الخزانة 0
وصل شهر كانون الاول بطقس سئ وثلج متساقط .. بعد اسبوع من الصقيع القاسى تجمدت البحيرة واخرجت مايسى الزلاجات من مخازنها ، وجرت تجربة الثلج لاختبار سلامته .. كان جوهان والين يعيان اخطار البحيرات المتجمدة بعد سماعهما كيف كان روى ولانس على وشك فقدان حياتهما ، حين انكسر الجليد وتشقق فى احدى السنوات .. وسالت الين حين ذكرت القصة مرة اخرى وهم يتجهون الى البحيرة : هل كنت معهما مايسى ؟
هزت راسها نفيا : لقد حدث هذا الشتاء الذى سبق قدومى ، ولم اكن مسؤولة عن كل حادثة وقعت لهما فى الماضى جوهان !
ابتسم ابن خالتها وسال ببراءة : اوه ... الم تكونى مسؤولة ؟
صاح روى ضاحكا وكان يجلس فى المقدمة مع لانس الذى كان يقود الفورد ، والتفت لينتزع قبعة مايسى الصوفية 0
-ارايت تلك السمعة التى لك مايسى ؟
كان بعد ظهر كله حنين . واحست مايسى انها عادت الى السادسة عشرة من عمرها0منتديات ليلاس
بدا كتاب فوكس فوق الصخور ينطلق وحين سافر لانس فى عمل له الى امستردام ، كان لديها ثلاثة ايام راحة لتعمل عليه
كان جوهان يشارك فى دور مسرحى فى الكلية ، وذهبت مايسى مع الين لمشاهدته ، كان دوره احد الادوار الرئيسية .. فيما بعد وجدت مايسى نفسها تتحدث الى مدرب المسرحية واخبرته انها رائعة ، وان جوهان فاجاها باتقان دوره .. رد المدرب : شكرا لك .. انا سعيد لانك تمتعت بالمسرحية . لقد عمل الجميع بمشقة وقاموا بافضل ما يمكنهم خاصة جوهان .. لديه موهبة ، وابن خالتك هذا ..ويريد ان يتخذ التمثيل مهنة له 0
-ياخذه مهنة ؟ التمثيل ؟
-اجل هذا ما كان يقوله فى الاسبوع الماضى 0
ابتسمت مايسى 0
-... انها اول مرة اسمع فيها ان جوهان يريد امتهان التمثيل 0
-العائلة فى ميدان النشر .. اليس كذلك ؟
-احد فروعها فقط .. ومن المتوقع ان ينضم جوهان الى المؤسسة العائلية .. شقيق جوهان الكبير محامى 0
-قد تكون هذه مجرد مرحلة .. مع اننى لمعرفتى بجوهان ، اشك فى هذا . ها هو قد جاء الان ...
حيا جوهان وهناه على ادائه مكملا : اخشى ان اكون ذكرت اهتمامك المهنى بالمسرح جوهان .. وانا اسف 0
نظر جوهان الى مايسى بسرعة وقال : لاباس بهذا سيدى ، لاامانع فى ان تعرف ابنة خالتى 0
ابتسم المدرب ارتياحا : عظيم .. الان اعذرانى ، اعتقد اننى مطلوب 0
هز راسه بطريقة ودية وابتعد 0
نظر جوهان بشئ من التحدى الى مايسى : تعرفين الان 0
-الهذا كنت كالدب الهائج فى الاسابيع الماضية ؟
ابتسم بخجل : لا اريد ان اخيب امل لانس 0 منتديات ليلاس
-حسنا .. لا اظنه يريدك ان تعمل فى مهنة لايرغبها قلبك .. وهو يعرف هذا تماما .. اليس كذلك ؟ هو ايضا اختار الابتعاد .. ومن المؤسف انه لم يرك اليوم . لقد كنت ممتازا حقا جوهان !
احمر وجهه سعادة : شكرا ، اما بالنسبة للانس ، سانضم الى مدرسة التمثيل فى كانون الثانى واذا قبلت فساقول له ، لكن لا داعى لهذا لو رفضونى . لن تقولى له شيئا ... اليس كذلك ؟
-فقط لو وعدتنى بعرض افكارك امام لانس .. ليست غلطته انك تشعر بالارتباك والذنب ، ولن يستطيع مساعدتك اذا لم تقل له .. اليس كذلك ؟
ابتسم جوهان : انا سعيد لانك عرفت مايسى 0
فى الامسية التالية رفعت الين راسها عن كتبها وقالت : سيكون لانس فى البيت غدا .. اليس كذلك ؟
اجابت مايسى تلعق اصبعا وخزته بالابرة : هل اشتقت اليه الين ؟
هزت الين راسها ايجابا
-اكره ابتعاده عنا ... لكننى لا اقول له هذا بالطبع . فما الفائدة ؟
ابتسمت بحياء لابنة خالتها : رائع ان تكونى معنا مايسى .. لكن هذا لن يدوم .. اليس كذلك ؟
وعاد راسها مجددا الى كتبها 0
فكرت مايسى ان المرء يكون ضعيفا فى سن الرابعة عشرة .. انه عمر ما بين مرحلتين ، ليس بالطفل ولا بالناضج .. وقت متاجج ما بين القلق والتردد ، والكفاح للاستقلالية . فهل تسببت بالضرر بمجيئها الى هنا ؟ حين تغادر .. هل سيكون التغاير اكثر بروزا ؟
قالت بطريقة عفوية : اول يوم فراغ نحصل عليه ، سنذهب الى المدينة لنشترى لك فستانا لحفلة العمة والعم الياقوتية هه ؟
هزت الين راسها بسعادة 0
كانت ستيلا قد مضت قدما بمساعيها الزوجية بان دعت مايسى لتنظم الى دون واليها وزميل لدون ، الى حفلة عيد ميلادها ، فى دعوة للعشاء ثم الرقص .. وتمتعت مايسى ومع قليل من التشجيع ، اخذ الصديق يضغط عليها لموعد لقاء اخر .. لكنها لم تستطع ان تزعج نفسها بالقبول ، مع انه لطيف .. لكن ...
كانت مايسى قد تركت السيارة فى محطة قطارات اشويل .. وهى تعود فيها الى المنزل ، تذكرت ان لانس سيعود اليوم ووجدت نفسها توافق مع الين .. قد يكون مثيرا للسخط بعض الاحيان ، لكن وجوده مطمئن للنفس 0منتديات ليلاس
وجدته جالسا متمددا فى مقعد امام النار يقرا ، وكوميت مستلق عند احدى قدميه .. اعدت ابريق شاى وجلسا يتفرجان على برنامج وثائقى عن اليابان ، ثم اخبرته باخبار العائلة بقدر ما تمكنت 0
وهى تمد يدها الى فنجانه لتملاه مجددا ، اوقعت الكتاب الذى كان يقراه صدفة من على ذراع المقعد ، فالتقطته وانقطع اعتذارها فى منتصف الطريق عند مشاهدتها الغلاف .. واحست بنفسها تحمر 0
قال : هذا احد كتبنا الاخيرة .. مرره لى روى لاقراه ، انها محاولة اولى للكاتب .. هذا ما عرفته 0
اعطته الكتاب وشغلت نفسها بصب الشاى وهى تسال : هل تتمتع به ؟
انتظرت متلهفة بالم وترقب ، وكانما تخشى الرد .. قال لانس : لازلت فى منتصفه .. انه ليس من النوع الجاسوسى العادى ، بل ان للشخصيات بعض العمق ، اجل .. انا اتمتع به 0
اخذ منها الفنجان الذى قدمته له 0
اجتاحها احساس بسعادة غريبة وقالت : لم اكن اعتقد انك تحب هذا النوع من الكتب لانس 0منتديات ليلاس
نظر الى وجهها الممازح باتزان ، واجاب : احيانا يكون هذا النوع الوحيد الملائم للقراءة بعد يوم مرهق .. ذوقى فى القراءة متنوع .. كل ما اطلبه ان يكون الكتاب جيدا ، وهذا الكتاب جيد . يمكنك استعارته بعدما انتهى منه .. اذا رغبت 0
شكرا لك ، ساكون راغبة نظر الى الغلاف اللماع : روى يدعوه بالرجل الغامض .. م 0ن 0 ويرنر وهو يرفض المجئ الى المكتب ويبقى اتصالاته محصورة بالرسائل .. ويظن روى انه موظف حكومى معروف يريد البقاء مجهولا خوفا من ان يهز المؤسسة التى يعمل فيها !
حذرت نفسها : لا مزيد من الاسئلة .. هذا يكفى .. وشربت شايها ، تحس بدوار لذيذ .. لقد اعجب لانس بكتابتها ! واستقرت عيناها على يدى لانس الحاملتين للكتاب .. له يدان جميلتان 0
-حمراء ؟
انتبهت مجفلة ، تقول ضاحكة : اسفة ... كنت احلم 0
-اسال ما اذا كنت قد رايت عمى وزوجته او روى هذا الاسبوع ؟
-تناولت الغداء مع روى يوم الاربعاء .. لكن بسرعة . كان مضطرا للعودة للمكتب لموعد له 0
ووضعت فنجانها الفارغ على طاولة صغيرة 0
-هل هناك سبب للسؤال ؟ اظنهم جميعا بخير 0منتديات ليلاس
-همم .. ؟ لا .. لا.. لقد اقلنى روى من المطار وتناولنا القهوة معا .. كان على وشك لقاء والديه لوجبة طعام .. كانوا جميعا سينضمون الى اسرة كولنز كما قال لى 0
قالت ممازحة ، وهى تقف وتسمح لتثاؤبة ان تفلت منها : انهم يقابلون اسرة كولنز كثيرا هذه الايام 0
قفز كوميت على قوائمه يهز ذنبه 0
قال لانس : ساخرج الكلب فى مشوار 0
-حقا ؟ شكرا لك . لكن يجب ان تضع له الطوق فهو لا يعرف معنى الطاعة بعد 0
نظر لانس الى الكلب الذى انقلب الان على ظهره ، وقوائمه تلوح فى الهواء ، وقال : لقد اكتشفت هذا . فاللعين على ما يبدو يحب خفى .. ونحن على خصام حول ملكيته 0
ضحكت مايسى : انه ذكى .. وما يحاول ان يفعله هو ان يجئ به اليك 0
-حقا ؟ انت تفاجئينى بهذا مايسى .. ومن يعلمه ان يجئ بالصحيفة ؟ هل لك ان تطلبى ممن يعلمه التوقف عن هذا ، فانا لا استسيغ الطباعة المبللة الممضوغة 0
ضحكت مايسى بشدة 0
-انت مفسد للمتعة لانس 0منتديات ليلاس
-انتظرى الى ان يعبث بشئ لك 0
لحقت عينيه بها الى الباب : حمراء ...
توقفت تدير له وجهها متسائلا .. فنظر اليها بعينين موجهتين ، ثم هز راسه قليلا : لا يهم ... عمت مساء 0
لكن عيناه بقيتا مثبتتين عليها لحظات قبل ان تعودا الى الكتاب 0
-عمت مساء لانس 0
القت نظرة اخيرة على الراس الاسود الشعر المنحنى فوق الكتاب .. على النار المتاججة ، على عينى كوميت البراقتين المتطلعتين من خلف الكرسى .. وطبعت المنظر فى عينى فكرها كى تتمكن من تذكره فيما بعد0

*****