ضاعت بين يديه

6.9K 140 2
                                    


حسب راى الطبيب، كانت مايسى مصابة بالتهاب اللوزتين .. وفكرت ان هذه طريقة درامية فى الخلاص من لانس ، ولو انها غير ناجحة .. فقد اخذ يزور غرفة المريضة بشكل متواصل ، ليتاكد ان لديها ما يكفى من الليمونادة وانها تاخذ الدواء بانتظام .. تطلع مرة فى الغرفة قائلا : لماذا لدى انطباع وكانك روح غير مستقرة حمراء .. تنتقلين من مكان الى اخر دائما ؟ حتى ونحن صغار ، لم تتركى اى اثر لك فى هذه الغرفة مع انها كانت لك 0
لم تعد لى بعد الان .. فكرت مايسى بحزن .. لاتزال تعانى من مرضها الذى اضعف روحها المعنوية . لا اريد ترك المكان ابدا .. لكن من الجنون ان ابقى 0
ليلة الميلاد وجدت مايسى نفسها افضل بقليل ، لكن ليس بالقوة التى تكفى للذهاب الى حفلة العشاء عند اسرة كولينز .. انضم اليها لانس فى غرفة الجلوس قبل ذهابه .. كان يرتدى قميصا ازرق ، ربطة عنقه زرقاء وحمراء مرقطة .. وامعنت مايسى النظر فيه تخفى مشاعرها . كانت تجول فى العالم منذ سنوات عمياء البصيرة .. والان لا تستطيع رفع نظرها عنه .. قد يسمون هذا تجاذبا ، لكن الامر ليس هكذا فقط .. اذ لا يمكن فصل لانس الرجل عن مظهره وما كان عليه كشخص مستقل . انه لانس .. ككل .. فى اى رجل اخر ، شكل الاذن مثلا لن يهمها ابدا .. طريقة تفكيره بصمت .. الطريقة الجافة التى يقابل بها نكتها ، كلامه المتسلى .. كل هذا قد يثير شيئا فى شخص اخر ويوتره .. لكن لان كل هذا جزء لايتجزا من لانس ، فهى مميزة فيه0
سالها : هل انت واثقة انك لاتريدين ان ابقى معك ؟
ضحكت تتمتع بلهجة التوسل فى صوته 0
-لن تستطيع التخلص من الذهاب لهذا العذر .. ستشم العمة انجيلا رائحة شئ ما ! سوف ...
صمتت تكاد تعض لسانها سخطا .. فاكمل : اتعنين انها سوف تتاكد من صحة شكوكها ؟منتديات ليلاس
-مسكينة انجيلا .. كانت متاكدة اننى انشبت براثينى فى روى منذ سنوات .. ولانه الان اصبح امنا منى ، بدات تقلق عليك .. كنت امل ان لا تلاحظ اهتمامها بنا 0
-خلال السنوات اصبحت مدركا حقا لما تفكر العمة انجيلا به .. وقد لا تكون فكرة سيئة ان تشجعيها على تفكيرها .. نحن بحاجة الى شئ يبقى العائلة مشغولة التفكير كما اتفقنا ، اليس كذلك ؟ ما رايك بتمثيلية غرام مشبوب بيننا .. هه ؟
ونظر اليها مشجعا .. فهزت راسها : انه غير ممكن التصديق كثيرا 0
وصبت لنفسها كوب ليمونادة بارد 0
-اوه .. كان يمكن ان يكون مسليا 0
قال هذا بعدما بدا لمايسى صمت طويل .. وقاومت ميلا لرفع حاجبيها .. فاكمل : على اى حال .. اعتقد ان لدينا ما يكفى لبقائهم مشغولين الليلة .. ويمكن للضوء ان يتركز على جوهان بدلا منا 0
رفعت راسها بدهشة : اوه .. هل قال لك .. انا سعيدة لانس
-لقد اسر الى ليلة امس عن طموحه بان يصبح ممثلا ، ولسوف نلقى نقطة اللؤلؤ هذه خلال حديث العائلة هذا المساء . ولسوف تحرك كل شئ .. اليس كذلك ؟ سنريح مخيلة العمة انجيلا من الخيالات السخيفة 0
ضحكت معه .. لكنها كانت تشعر بالم كالجحيم .. اذن هذا هو الامر .. الحب بينها وبينه خيالات سخيفة .. حسنا .. هو هكذا بالفعل ...
-وماذا تشعر نحو جوهان ؟
هز كتفيه : قلت له اننى سادعمه .. ولا استطيع التفكير لماذا ترك نفسه يصل الى هذا الحد .. لقد توصلت الى استنتاج انه كان يخاف منى 0
-اوه .. هيا الان لانس .. انت لاتصدق هذا حقا ؟ جوهان يحترمك كثيرا ولايريد ان يخيب املك .. هذا كل شئ 0
نادت الين : لانس نحن جاهزان 0
بقى لانس جامدا يفكر بكلمات مايسى ثم ابتسم بخبث : سابلغ حبك للعمة 0
وقف يلوح لها قبل ان يخرج 0
دخل بريسكوت بعد قليل يحمل باقة ورد حمراء فى وعاء زجاجى ، وقال : هاك .. هدية لك .. من الحاكم 0
ووضعها على طاولة صغيرة قرب مقعدها ، فانحنت تشمها : انها جميلة .. هذا لطف منه 0
-اجل .. فكر انك قد تحتاجين الى شئ من البهجة ، كيف تشعرين ؟
-افضل مما كنت .. بريسكوت .. هل تملكك احساس انك فى قطار سريع لا تستطيع النزول منه ؟
تفرس بريسكوت بها بضع لحظات : لااستطيع القول .. لكننى كنت سابقى لو كنت مكانك مايسى .. فقد يكون خطرا القفز منه 0
وهو يغادر الغرفة ، اسندت مايسى راسها الى الخلف وفكرت باحساس متخدر : وقد يكون البقاء فيه اكثر خطورة !
اتصلت نانسى صباح عيد الميلاد .. واكدت لها مايسى انها بخير ، ثم اكملت تخبرها انها ستترك بريدون هاوس وتعود الى الشقة .. وساد صمت قصير ، تابعت مايسى بعده : لا استطيع البقاء هنا الى اجل مسمى امى .. لا اعتقد ان هذا انصاف لالين فهى تعتاد على وجودى ، ولاوفر عليك السؤال اقول لا لم اتشاجر مع لانس .. وهذا ليس السبب !منتديات ليلاس
قالت نانسى : حبيبى .. انت متوترة ! انا سعيدة جدا لانك متفقة مع لانس هذه الايام .. ولطالما فكرت انك لو اعطيت نفسك فرصة معه ، لوجدت ان هناك اشياء كثيرة مشتركة بينكما .. مايسى ، نحن قادمان الى اوروبا فى الربيع .. فهل تاتين لنراك ؟
-طبعا ...
-عظيم .. لدى وايد ارتباط فى روما ، ويحاولون ترتيب شئ ما اما فى فرنسا او فى المانيا . لكننى ساخبرك بما سيجد .. من الافضل انهاء المكالمة الان . اعتنى بنفسك مايسى حبيبتى .. وعام سعيد . ابلغى حبى للجميع 0
-عام سعيد لك ايضا امى .. وحبى لوايد
اعادت مايسى السماعة مكانها ووقفت مفكرة بعمق .. كان لديها رغبة عارمة فى الافضاء لامها بما يشغل بالها ، لكنها قاومت الاغراء المتهور 0
رفعت عينيها الى الجدار ، لتقعا على صورة اخذت فى صيف ما فى الحديقة وتستطيع تذكر ذلك اليوم بوضوح 0
فى الصورة ، كانت الخالة هيلارى تجلس على مقعد خشبى والين ذات الثلاث سنوات فى حجرها .. وجوهان فى السابعة يستند الى ركبتيها .. كان العم نيكولاس يجلس الى جانب زوجته وخلفهما لانس ، مايسى ، وروى .. كان لانس يحمل مضرب تنس وذراع روى حول كتفى الين .. والتقطت الكاميرا الصورة فى اللحظة التى استدارت فيها مايسى لتضحك لشئ قاله روى ، هكذا بدت تنظر اليه 0
كانت يومها تقارب الثامنة عشرة .. والصبيان فى اوائل العشرينات .. سن الغرور ! كانت تشكل فريقا مع لانس ضد ابيه وروى وكسبا لتوهما مباراة تنس . كانت مباراة مثيرة مرهقة ، حتى انهما لحظة فازا بها ، رمت ذراعيها حول عنق لانس تصيح مبتهجة .. فضحك وحملها يدور بها ، وسارا عائدين ذراعا بذراع ، بانتصار . نحو الخالة المعنفة وامها . تذكرت الاحساس بالسعادة ، تلك الصحبة مع لانس الذى كان فى الثالثة والعشرين ويدرس المحاماة ، بدا فجاة كبيرا ناضجا . دام هذا الاحساس طوال اسبوع العطلة تلك .. لكن حين التقت به بعد بعض الوقت ، فيما بعد ، كان قد عاد الى بروده المعتاد ، وتصرفه المتباعد .. وفى دفاع عن النفس ، اصبحت عابثة متحدية وعادا الى ما كانا عليه من خصام 0منتديات ليلاس
رفعت مايسى يديها لتسوى وضعية الصورة قبل ان تستدير مبتعدة .. لكنها توقفت مسمرة حين رات لانس يراقبها من على الباب .. ارتبكت للنظرة على وجهه وقالت متعلثمة : انا .. كنت انظر الى الصورة 0
طال الصمت الغريب .. فاكملت : انها تعيد بعض الذكريات السعيدة .. اليس كذلك ؟
-حقا ؟ لا تضيعى حياتك فى العيش فى الماضى حمراء ، فهذا لن يفيدك ابدا 0
وخرج من الغرفة 0
نظرت مايسى الى الباب الفارغ ، ونظرة كلالة على وجهها .. انها لا تنوى العيش فى الماضى .. فالحاضر صعب عليها بما يكفى 0
بحلول امسية راس السنة كانت مايسى قد استعادت عافيتها وامضت اليوم تساعد بريسكوت ، وفى وقت مبكر من المساء اوصلت كلا من الين وجوهان الى حفلتيهما المنتظرتين .. لكن مايسى لم تستطع ان تشعر بشئ من الاثارة لا للحفلة ولا لراس السنة . فكلاهما كما يبدو مرتبطان بتخليص نفسها من لانس .. بعد تكاسل فى المغطس ادارت اهتمامها الى ما سترتديه ، واختارت اخيرا بنطلونا واسعا اصفر براق ، مع قميص بلون القهوة .. ومشطت شعرها الى الاسفل عابسة . وفى النهاية استدارت عن صورتها ساخطة 0
وصل دون وستيلا باكرا وقدمتهما مايسى الى لانس .. كان دون محبوبا لكنه خجول ، وانتظرت مايسى بلهفة لترى كيف سيتفق مع لانس ، تريدهما ان يعجبا ببعضهما 0
كان الطابق الاسفل مشغولا بالحفلة . بعض الضيوف دعاهم لانس ، والبعض روى ، والبعض الاخر اصدقاء مشتركين .. ودخلت مايسى وخرجت من والى الغرف ، تبقى عينها على راحة المدعويين ، تغير الشرائط المسجلة حين تتوقف الموسيقى ..
كانت روزالين هناك طبعا مع روى ، لم تختلط كثيرا بل بقيت مع مجموعة من اصدقاء ، لاحظت مايسى بينها راس دوللى الاشقر الناعم .. ووجدت مايسى نفسها تكلم رجلا له صوت تعرفت عليه عبر الهاتف ، المحامى جالك ماك افر بلهجته الاسكتلندية الجذابة .. كان مرحا ، وله طول يماثل طول مايسى لو كانت دون حذاء .. هكذا خلعتهما ، وبعد قليل راقت الفكرة لبضع فتيات حذون حذوها 0
مع فتح غرفة الطعام وتدفق الجميع اليها ليعودوا باطباق مليئة بطعام بريسكوت اللذيذ ، امسكت ستيلا بمايسى : لااظن اننى قادرة على الانتقاء بين الرجلين . لكننى اعتقد ان لانس ياتى اولا .. انه يذكرنى ببطل قصتك ، فوكس .. لكن خطيبة روى تجعلنى احس بالبرد .. انها تبتسم بشكل بشع بينما عينيها تلاحقان كلما تفعلينه 0
-لانس ؟ يشبة فوكس ؟ لاتكونى سخيفة !
وجدت عيناها لانس واستقرتا عليه وهى تفكر بفوكس : اوه .. يالهى ! اظنك محقة ستيلا .. كيف اتفق هذا ؟
ضحكت ستيلا ثم سالت : هل لهذه الشقراء حقوق ملكية بالنسبة له ؟
نظرت مايسى الى دوللى التى كانت تتحدث مع لانس بطريقة حميمة .. وردت بخفة : لها حقوق ... طبعا 0
كشرت ستيلا بخيبة امل 0
مع تقدم الامسية ، اصبح الجميع اكثر صداقة وتصاعدت موجات الضحك اكثر فاكثر .. وتدفقت القصص والنكات .. واخذ روى مايسى الى الردهة وبدا يراقصها على وقع انغام جذبت المتفرجين ، ولم تنته الا بعد ان اصبحا مرهقين . وجد جاك معدا لمايسى جلست فيه تلتقط انفاسها .. كان لمعان الاعجاب فى عينى جاك بارزا ، وتحدثا عن الكتب والمسرحيات .. كان كثير المجاملة لطيفا ، لكنه ليس لانس .. بعد قليل اعتذرت مايسى وتركته مع احساس بالذنب 0منتديات ليلاس
فيما بعد دخلت المطبخ حيث كان بريسكوت قد بدا التنظيف ، وقالت : المرطب والعصير ينفد .. اتعتقد ان علينا تحضير شئ احتياطا ؟
دخل بريسكوت غرفة المؤن لاخراج ما يلزم ، ونظرت مايسى الى كوميت متوترا بسبب الضوضاء والناس .. وقالت له باشفاق : لاباس عليك .. غدا نعود الى المعتاد0
رفعت راسها وباب المطبخ ينفتح ودهشت لرؤية روزالين امامها 0
-اهلا روزالين .. هل اقدم لك شيئا ؟
ردت روزالين وكان الفكرة سخيفة : لا .. شكرا ! اريد الحديث معك فقط 0
سالت بعجب : نتحدث عن ماذا ؟
قالت روزالين بصوت قاس محدد : عنك .. وعن روى . اظن ان عليك ان تعرفى مايسى اننى امرأة متملكة جدا واكرة اى شئ له علاقة بروى ولا يشملنى .. لذا ، احذرك اننى يمكن ان اكون عدوة لارحمة فيها ولاشفقة اذا لم احصل على ما اريد . لذا يجب ان تتوقف العلاقة مع روى .. كذلك اللقاءات السرية فى مطعم زيغفريد 0
فكرت مايسى بغضب : من ابلغها هذا .. لانس ام دوللى ؟
-.. او فى اى مكان اخر .. هل تفهمين ؟
ردت مايسى بحرارة : اعتقد اننى فهمت ، روزالين .. وانا ارفض بكل شدة ما تلمحين اليه !
-عزيزتى .. لا يهمنى ابدا ما تشعرين به .. انت لا اهمية ابدا لك بالنسبة لى .. وانا احذرك فقط ان تبتعدى عن خطيبى وزوج المستقبل 0
ابتسمت بقسوة : انا لا احب المشاركة 0
مع ان مايسى كانت تعرف انها تضيع انفاسها فقد ردت بصوت متوسل : لا تفسدى صداقة دامت لاكثر من عشرين سنة روزالين .. فعلاقتنا صداقة فقط .. الا تثقين بروى ؟
ضحكت روزالين بنفاذ صبر ورفعت حاجبيها الرفيعين : انا لااثق باى رجل ، وروى ليس استثناء . لكن اذا لم تستطيعى الفوز به بعد عشرين سنة ، فانت لاتمثلين الكثير من الخطر الان .. صحيح ؟
-اذن لماذا تزعجين نفسك بقول كل هذا ؟
-لقد قلت لك ، لا احب المشاركة 0منتديات ليلاس
استدارت على عقبيها لتخرج ، ثم توقفت : انت تتمتعين بدور المضيفة الليلة ، اليس كذلك ؟ لو كنت مكانك لتمتعت الى اقصى حد فلانس مرتبط !
كورت شفتيها وخرجت 0
خرج بريسكوت من غرفة المؤن واغلق الباب وراءه : لقد حصل روى على حظ سئ .. اقول لك .. عرفت هذا لحظة رايت يديها .. لها يدان شريرتان 0
نظر الى مايسى مفكرا : اسف ، لكننى لم استطع منع نفسى عن الاستماع .. سيدة سخيفة شريرة . ابقى بعيدة عن طريقها قدر المستطاع .. انها خطيرة .. اوه .. اجل .. يمكنك الابتسام ، انت كثيرة الثقة بالناس . والان اين يريد الحاكم ان يضع هذه ؟
رفضت مايسى ان تترك روزالين تفسد جو الحفلة لها ، فانضمت الى جاك ماك افر الذى كان له اصدقاء فى نيويورك وتبادلا ذكرياتهما . ولاحظت عينى لانس عليها بين حين واخر ، لكنها لم تهتم .. لقد فاض بها الكيل من رجال بلايوود 0
قال جاك : ايمكن ان اتصل بك فى وقت ما مايسى ؟ يمكننا الخروج لتناول الطعام او المسرح .. انا لست ادوس على اصابع قدم احد .. اليس كذلك ؟ لانس مثلا ؟
احمر وجهها قليلا ، وقالت بثبات : بالتاكيد لا .. لماذا تقول هذا ؟
هز جاك كتفيه وابتسم : لدى احساس انه يضع عينه عليك 0
-لقد اكتسب هذه العادة ونحن صغار ، ولم يستطع التخلى عن عادته .. لا .. لقد ترددت فى الاجابة لسبب اخر .. ساكون مشغولة جدا فى الاسابيع القادمة 0
قال يحاول اقناعها : لا احد يمكن ان يكون مشغولا الى هذا الحد ، ويجب ان نتناول الطعام فى وقت ما 0
ابتسمت معترفة : اعتقد هذا 0
-اذن .. استطيع الاتصال بك ؟
هزت راسها قبولا ، فتراجع الى الوراء مكتفيا
استقبل العام الجديد بالتحيات والتمنيات ، وبالتدريج بدات الحفلة تتلاشى .. ادخل بريسكوت القهوة وجلس من تبقى من الناس فى حلقات .. وبدا لانس يعزف البيانو بنعومة ، ووجدت مايسى وستيلا مقعدا على السلم ، لتقول لمايسى بشئ من الحزن وعيناها على لانس : عام اخر مضى 0
لحقت ستيلا نظرة مايسى باهتما ، ثم همست لها : اظن اننى وجدت من يحل مكانك .. انها ارملة فى الخمسينات ، لديها سيارة وتعيش فى اشويل .. لا تريد ان تعيش فى المنزل ، لكنها على استعداد ان تبقى لو دعت الحاجة ، كتب التوصية بها جيدة .. سجلت اسمها ورقم هاتفها .. يمكنك الاتصال بها بنفسك 0
واعطتها قطعة ورق مطوية : شكرا ستيلا 0
صمتت ستيلا لحظات وعيناها تتنقلان بتفكير عميق ما بين مايسى ولانس .. ثم قالت : انت لاتريدين ترك المكان .. اليس كذلك مايسى ؟
هزت مايسى كتفيها وقالت بقليل من نفاذ الصبر : لا استطيع البقاء الى الابد 0
-والسبب لانس .. اليس كذلك ؟
نظرت اليها مايسى مذعورة ، ثم دفنت وجهها بيديها 0
-بحق الله ستيلا ! هل يبدو هذا واضحا على ؟
قالت الصديقة ملاطفة : لا .. لا .. حقا .. ليس هكذا . الامر فقط اننى كنت ارغب فى لقاء لانس منذ زمن طويل .. كنت اشعر بفضول لاعرف شكله وكنت اعى ردة فعلك نحوه .. ولا اظنك نظرت اليه مرة واحدة كما يجب طوال السهرة .. ومنذ قليل سمحت لنفسك بهذه اللذة وضبطتك فى وقت لم تكونى فيه حذرة .. عزيزتى ، انا واثقة ان لا احد .. يشك فى هذا 0منتديات ليلاس
قالت مايسى متجهمة : اتمنى ان تكونى محقة 0
-هل الامر ميؤوس منه ؟
ضحكت مايسى ضحكة قاسية 0
-رايه بى سئ ستيلا ، وكان هكذا دوما .. ثم هناك دوللى وودز .. وهزت كتفيها 0
توقفت عينا ستيلا على لانس الذى كان يعزف البيانو ويشد اصدقاءه حوله ليشاركوه الغناء .. ثم قالت : كل ما استطيع قوله انك اذا لم تنظرى اليه طوال الامسية فهو كان يبقى عينيه باستمرارعليك 0
دست اصابعها فى شعرها ولون احمر خفيف يتسلل الى وجهها .. حاولت جاهدة ان ترد بكلمات مناسبة : اجل .. فهناك تجاذب بيننا .. ولقد تطور بطريقة ما مؤخرا .. اعنى ، اننى اعرف ان هذا موجود من جهتى ، لكنه بالنسبة لى اكثر من مجرد هذا . بالنسبة له ، اعتقد انه منجذب الى بالرغم من عدم موافقته على ، كما انه يعتقد ان فى نفسى هيام كبير بروى ، ويستمر فى القاء المحاضرات بهذا الخصوص 0
ضحكت بمرارة .. وسالت ستيلا : ماذا قال حين ابلغته انك ذاهبة ؟
رفعت مايسى كتفيها دونما اكتراث : اخذ المسالة بهدوء كامر واقع .. وهو على الارجح يحس بالراحة فى اعماقه 0
عبست متنهدة : لايمكنك معرفة ما يفكر به حقا .. انه على قدر كبير من ضبط النفس ..حتى انه يدفعنى الى الجنون !
استقبل العام الجديد بالتحيات والتمنيات ، وبالتدريج بدات الحفلة تتلاشى .. ادخل بريسكوت القهوة وجلس من تبقى من الناس فى حلقات .. وبدا لانس يعزف البيانو بنعومة ، ووجدت مايسى وستيلا مقعدا على السلم ، لتقول لمايسى بشئ من الحزن وعيناها على لانس : عام اخر مضى 0
لحقت ستيلا نظرة مايسى باهتما ، ثم همست لها : اظن اننى وجدت من يحل مكانك .. انها ارملة فى الخمسينات ، لديها سيارة وتعيش فى اشويل .. لا تريد ان تعيش فى المنزل ، لكنها على استعداد ان تبقى لو دعت الحاجة ، كتب التوصية بها جيدة .. سجلت اسمها ورقم هاتفها .. يمكنك الاتصال بها بنفسك 0
واعطتها قطعة ورق مطوية : شكرا ستيلا 0
صمتت ستيلا لحظات وعيناها تتنقلان بتفكير عميق ما بين مايسى ولانس .. ثم قالت : انت لاتريدين ترك المكان .. اليس كذلك مايسى ؟
هزت مايسى كتفيها وقالت بقليل من نفاذ الصبر : لا استطيع البقاء الى الابد 0
-والسبب لانس .. اليس كذلك ؟
نظرت اليها مايسى مذعورة ، ثم دفنت وجهها بيديها 0
-بحق الله ستيلا ! هل يبدو هذا واضحا على ؟
قالت الصديقة ملاطفة : لا .. لا .. حقا .. ليس هكذا . الامر فقط اننى كنت ارغب فى لقاء لانس منذ زمن طويل .. كنت اشعر بفضول لاعرف شكله وكنت اعى ردة فعلك نحوه .. ولا اظنك نظرت اليه مرة واحدة كما يجب طوال السهرة .. ومنذ قليل سمحت لنفسك بهذه اللذة وضبطتك فى وقت لم تكونى فيه حذرة .. عزيزتى ، انا واثقة ان لا احد .. يشك فى هذا 0
قالت مايسى متجهمة : اتمنى ان تكونى محقة 0
-هل الامر ميؤوس منه ؟
ضحكت مايسى ضحكة قاسية 0
-رايه بى سئ ستيلا ، وكان هكذا دوما .. ثم هناك دوللى وودز .. وهزت كتفيها 0منتديات ليلاس
توقفت عينا ستيلا على لانس الذى كان يعزف البيانو ويشد اصدقاءه حوله ليشاركوه الغناء .. ثم قالت : كل ما استطيع قوله انك اذا لم تنظرى اليه طوال الامسية فهو كان يبقى عينيه باستمرارعليك 0
دست اصابعها فى شعرها ولون احمر خفيف يتسلل الى وجهها .. حاولت جاهدة ان ترد بكلمات مناسبة : اجل .. فهناك تجاذب بيننا .. ولقد تطور بطريقة ما مؤخرا .. اعنى ، اننى اعرف ان هذا موجود من جهتى ، لكنه بالنسبة لى اكثر من مجرد هذا . بالنسبة له ، اعتقد انه منجذب الى بالرغم من عدم موافقته على ، كما انه يعتقد ان فى نفسى هيام كبير بروى ، ويستمر فى القاء المحاضرات بهذا الخصوص 0
ضحكت بمرارة .. وسالت ستيلا : ماذا قال حين ابلغته انك ذاهبة ؟
رفعت مايسى كتفيها دونما اكتراث : اخذ المسالة بهدوء كامر واقع .. وهو على الارجح يحس بالراحة فى اعماقه 0
عبست متنهدة : لايمكنك معرفة ما يفكر به حقا .. انه على قدر كبير من ضبط النفس ..حتى انه يدفعنى الى الجنون !
قالت ستيلا انهما مقربان جدا .. لانس وروى اعنى .. اليس كذلك ؟ .. انهما كالاخوة .. اعنى لو ان لانس احبك ، واعتقد انك تحبين روى .. فلن يتقدم اليك .. اليس كذلك؟
ردت مايسى بغضب : لكننى لم احب روى يوما ...
-حسنا .. لكن لماذا يظنك لانس تحبينه ؟ الان ، وقد خطب روى روزالين .. فهذا يترك الميدان خاليا .. المسالة هى ، باية شروط تريدين لانس ؟
ردت مايسى بهدوء : لااعرف 0
صاح روى من قرب البيانو : هاى .. مايسى .. تعالى وشاركى فى الحفلة !
وقبل ان تدرك ما يحدث ، اخلى لها مكان على كرسى البيانو بين روى ولانس ، ودفعت الى هناك بين الهرج والمرج والضحك من الجميع 0
بدا روى الاغنية : سنركب الدراجة .. منتديات ليلاس
اكملت مايسى : لكن لا دراجة لدينا ..
اضاف لانس بصوته الاجش : لكن السيارة تنتظر فى النادى ..
ومع اكمال الاغنية الشعبية المرحة ، ثم انتهائها وسط الهاتف والتصفيق ، رات ان هناك ضيفان غير راضيين .. روزالين ودوللى . كلاهما كانت تبتسم بشفتيها ، وترسل رسائل بعيدة عن الود بعينيها .. ابعدت نفسها عن المقعد .. لقد ان لها ان تبتعد0
بدا المنزل هادئا بعد اغلاق الباب الامامى خلف اخر الضيوف .. كان بريسكوت قد ذهب الى فراشه منذ وقت طويل .. ونظرت مايسى الى اكوام الطعام والشراب المنتشرة فى كل مكان .. والتقطت طبقا من على السلم لتاخذه الى المطبخ .. حين عادت كان لانس يقف قرب البيانو واحد اصابعه يعزف لحنا 0
لقد انتهت الحفلة .. وحان وقت الراحة ..
رفع لانس راسه وسار نحو الردهة .. وقالت مايسى متوترة : لقد اخرجت كوميت وعدت به .. طلب بريسكوت ان نترك التنظيف الى الصباح .. كانت حفلة جيدة .. اليس كذلك ؟
هز لانس راسه ببطء وعيناه على وجهها تطوفان عليه وكانهما ترسمان صورة لها . كتمت انفاسها واحست باللون الاحمر يتصاعد الى وجهها ، لكنها ابقت العينين الزرقاوين على عينيها ، وهدوء غريب يستقر فى داخلها 0
-لماذا تنظر الى هكذا .. لانس ؟منتديات ليلاس
ابتسم ببطء وكسل : لان هذا يجعلنى مسرورا 0
زاد عمق لون خديها ووجدت انها ترتجف فاخذت نفسا عميقا .. ثم ضحكت بنعومة : اظن هذا مديحا .. الم يكن بالامكان ان تقول لى هذا فى بداية الامسية ؟
تقدم خطوتين نحوها ، حتى اضطرت الى رفع راسها لتنظر الى وجهه : صدقينى .. حمراء .. تبدين .. جميلة الان اكثر بكثير 0
رفع يده يلامس شفتيها : رغم زوال احمر الشفاه وانفك اللماع ، وظلال التعب تحت عينيك .. لكننى كنت استطيع ان اقول لك منذ البداية ، ان هذا اللون الاصفر يجعل عينيك بصفاء التوباز 0
تحركت يده الى شعرها ليلف خصلة منه حول اصبعه ، ثم تركه 0
-لا اعتقد اننى تمنيت لك سنة جديدة سعيدة ، حمراء
ارتجفت رموشها قليلا .. لكن عينيها ، وبالرغم من حذرهما ، لم تتحركا عن عينيه وهى تقول : ربما كنت تنتظر الى النهاية 0
انفرجت شفتاه : اوفر الطبق الشهى المختار 0
ولمعت عيناه الزرقاوان بالتسلية 0
-عام سعيد حمراء 0
ولفتها ذراعاه فى عناق شديد 0
من السهل اشعال فتيل قنبلة .. لكن البقاء ممسكا بها امر مختلف تماما .. وحاولت مايسى التمسك بالتعقل . لكنه لم يكن فعالا امام الاندفاع المبتهج الذى اجتاحها .. كان لانس قد عانقها من قبل ، غضبا او سخرية . لكن لاشئ حضرها لهذا .. وبادلته عناقا بعناق ...منتديات ليلاس
اخبرته مايسى بتصرفها هذا اكثر بكثير مما كانت تنوى .. كانت تظن نفسها قادرة على السيطرة على نفسها .. لكنها احست بالضياع . المشكلة مع الاحلام انها تدفع المرء الى الايمان انها واقعية 0
تمتم لانس والضحك فى صوته : قلت لك ان هذا سيكون بهيجا 0
وابعدها عنه يمسكها لحظات بيديه وهى تستعيد توازنها 0
هل ستتمكن من صعود هذا السلم اللعين دون ان تظهر حماقتها ؟ كيف يمكنه ان يحشو هذه الكمية من الخدر فى عناق واحد ثم يقف هكذا دون ان يبدو عليه اى تضرر ؟ هل تخيلت ضربات قلبه المتسارعة ؟ ربما تكون ضربات قلبها هى ...
قالت لنفسها بخشونة : تمالكى نفسك ايتها الحمقاء !
وردت بخفة : وهو هكذا ، اليس كذلك ؟
مدت يدها تعيد خصلة شعر من على جبينه الى الوراء ، ثم انزلت اصابعها الى شفتيها وقبلتها ، ثم وضعتها بلطف على شفتيه .. وقالت بابتسامة املت ان تبدو واثقة : تصبح على خير لانس 0
واستدارت تصعد السلم . تركها تصعد ثلاث درجات ثم قال لها : قالت لى ستيلا انها وجدت بديلة عنك 0
استدارت تنظر اليه بذهول ثم استعادت وعيها : اوه .. اجل .. اعتقد هذا 0
-امل ان تكون متعقلة .. هه ؟ لابد انك مسرورة لابتعادك عنا جميعا 0منتديات ليلاس
بدا جادا تماما .. كيف يجرؤ على عناقها هكذا ثم يبحث بهدوء مسالة رحيلها ؟
اكمل : لكن لابد ان نراك احيانا ؟ انت لن تعتزلى الناس .. اليس كذلك ؟ سيفتقد الولدان اليك .. على اى حال ، سنتقابل جميعا فى يوم العرس 0
صمت قليلا ، ثم اضاف وكانها نسيت عرس من : عرس روى وروزالين 0
كان هذا كحلم راته من قبل . فى الحلم كانت فوق مسرح ضمن تمثيلية . ولم تكن تعرف ماذا يجب ان تقول ولا دورها فى الرواية ، مع ذلك كان الجميع لطيفا .. يبدو انها ولانس يمثلان دورا فى مثل هذه المسرحية التى فيها عدد كبير من الممثلين ، ولها على الاقل ثلاث نهايات مختلفة ...
استدارت : اجل .. بالطبع .. فى العرس 0
ثم عادت لتصعد السلم بثبات دون ان تنظر الى الخلف ، وصوت لانس يلاحقها .. وصلتها تحيته من بعيد وهو يرفع يده : تصبحين على خير .. حمراء 0

*****

الفجر المرّ" جاكلين جيلبرت "Tahanan ng mga kuwento. Tumuklas ngayon