الحلقة السادسة عشر

1.1K 126 9
                                    


.. وبكل خجلٍ نظرتُ ناحية الأضواء المتلألئة من بعيدٍ وهمست :
▫️ هل إلى رِضا قلبك يا مولاي من سبيل ؟

🔹إنهمرَت دموع الحسرة على خدَّيْ، وكان الندم يعتصِر فؤادي والآهُ بحرقةٍ تخرج من صميم قلبي..
😔 أريدُ أن أعود إلى كنف صاحب الزمان، فأنا منذ أن هجرته لا أعرف طعمَ السعادة والأمان..

🔸هبّ نسيمٌ لطيفٌ في وجهي، خشعَ قلبي، فكلامي ليس محجوبٌ عن إمام زماني..
💔وَيحي! كيف عصيتُ ربّي ! كيف آذيتُ قلب إمامي ! أمَا تكفيه غُربته بيننا ! كيف ظلمتُ نفسي.. !

🔹عند ذلك الشُّباك إستيقظتُ من غفلتي وعزمتُ على التوبة.. أدركتُ أنَّ الشيطان كان يلُّفُ حباله حول عُنقي ويجرّني بحقده إلى الهاوية.. لكن الأوان لم يفُت ! فما زال باب التوبة مفتوحاً، وربّي هو الله التوَّاب على المُذنبين، الرحيم بعبادِه المُسيئين، غفّار ذنوب العاصين !

🔸في لحظة الحبِّ تلك، الممزوجة بالندم والخجل من صاحب الزمان عليه السلام، عزمتُ على التوبة وإصلاح أمري..
في سُكُون هذه الليلة، أَنذُر نفسي لخدمة بَقيَّة الله في أرضه ❤️ سأترك كلّ أمر وكلّ لهوٍ ولغوٍ يحجبني عن مرضاة الله..

🔹إغتسلتُ غُسل التوبة، لا أدري أكان الماء يُطَهِّر جَسدي أم دموعي التي إمتزجَت به😔 ثم صلَّيتُ ركعتين لوجه الله تعالى بنِيَّة التوبة..
بعد التسليم سجدتُ لله ربِّ العالمين، كان الندم يشتعِلُ في قلبي وعلى ظهري ثِقلُ الذنوب أجهَدَني، أقرَرْتُ له بِما جنَته يداي ولسان حالي :▫️فَهَلْ يَنْفَعُنِي يَا إلهِي إقْرَارِي عِنْدَكَ بِسُوءِ مَا اكْتَسَبْتُ؟ وَهَلْ يُنْجِيْنِي مِنْكَ اعْتِرَافِي لَكَ بِقَبِيْحِ مَا ارْتَكَبْتُ؟ أَمْ أَوْجَبْتَ لِي فِي مَقَامِي هَذَا سُخْطَكَ؟ أَمْ لَزِمَنِي فِي وَقْتِ دُعَائِي مَقْتُكَ؟ سُبْحَانَكَ ! لاَ أَيْأَسُ مِنْكَ وَقَدْ فَتَحْتَ لِيَ بَابَ التَّوْبَةِ إلَيْكَ💔

🔸بعدها صلّيت صلاة الليل، هدأَت نفسي وإطمأَنَ قلبي في إستغفار قُنوت الوَتر، بقِيتُ مُستيقظاً أنتظر آذان الفجر خَشية أن أغفو ويفوتني أول وقتها..

🔹في هذه الأثناء، أحضرتُ دفتر المراقبة والمحاسبة، نفَضتُ الغُبار عنه، فتحتُ صفحةً جديدةً منه ودوَّنتُ عليها الخطوات التي يجب عليَّ إتباعها ومراقبتها لتكون توبتي توبةً صادِقة، فكان هذا #برنامج_التوبة :

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم

❄️ تجنّب الأسباب التي أوقعَتني في الذنوب، والعَزم على عدم ارتكابها أبداً
❄️آداء حقوق الآخرين التي ضيَّعتها (حقّ أبي بِبرِّه وزيارته وإهدائه الأعمال / حقّ أمي ببِرِّها ورِضاها / حقّ الصلاة بقضاء ما فاتني....)
❄️إستشعار الندم والإكثار من الإستغفار، وتكرار التوبة على الأقل كل ليلة جُمعة
❄️قيام وقت السحَر ومناجاة الله تعالى بالأدعية لا سيّما دعاء التوبة للإمام زين العابدين (عليه السلام) ومناجاة التائبين..
❄️ أداء صلاة الليل، والإستغفار ٧٠ مرة بهذه الصيغة "أستغفر الله وأتوب إليه" في وقت السحَر
❄️الإستغفار كل يوم عند العصر ٧٠ مرة
❄️صيام ٣ أيام مُتتالية وهي الأربعاء والخميس والجمعة بنِيّة التوبة، على الأقل في كل شهر مرّة.
❄️التوَجُّه من كل قلبي إلى صاحب الزمان (عليه السلام) في كل يوم على الأقل ٥ دقائق ومناجاته والدعاء له
❄️الصلاة في أول الوقت
❄️الإكثار من الأعمال الصالحة والمُستحبات لأعوِّض الخُسران العظيم وأيام الغفلة التي وقعتُ فيها.
❄️مراقبة نفسي ومحاسبتها قبل النوم.

🔸في صباح هذا اليوم إستيفظتُ متأخراً على مدرستي، نهضتُ مُسرعاً، بدَّلتُ ثيابي ووضعت هاتفي الجديد في محفظتي، ثم  توجهت إلى غرفة أمي..

دخلتُ عليها لأُخبرها أنني قد أتأخر اليوم في العودة من المدرسة خَشية أن تقلَق عليّ، لكني وجدتها نائمة، إقتربتُ منها بهدوء، قبّلتُها في جبينها، ثم كتبتُ لها على ورقة اني سأتأخر اليوم في العودة.

🔹في طريقي إلى المدرسة، كنتُ أفكِّر يتلك الفتاة "ريم" : ▫️ هل أتركُها ؟ لكنني ربما أنا أحبُّها ! أي حبٍّ هذا من الحبِّ الأسمى والأقدَّس، حبُّ صاحب الزمان عليه السلام❤️ .. نعم لا شكَّ أن علاقتي بها تُبعدني عنه.. يجب أن أتركها !

🔸وصلتُ إلى الصف، إستأذنتُ الأستاذ ليسمح لي بالدخول واعتذرتُ له عن تأخري، دخلتُ وإذ بِريم تنظُر إليَّ متبسِّمة..

سيد حسيني

كنت في أنتظارك 💔Where stories live. Discover now