الحلقة العاشرة

1.2K 134 17
                                    



.. إن الله قد أذِن لي بأن أُكلِّمه متى شئت، وأن أطلب منه كل ما أحبّ.. فلماذا هو لا يُكلِّمني ولا يطلبُ مني ما يحبه؟

🔹تبسّم الشيخ فؤاد قائلاً : ❄️ومن قال لكَ يا صغيري أن الله سبحانه وتعالى لا يُكلّمنا ؟

🔸توَجّه نحو مكتبة المسجد وأخذ بيَده القرآن الكريم، تقدَّم من علي رضا وقال له: ❄️هذا هو كلام الله، هذه رسالة من الله إلينا أرسلها لنا مع حبيبه ورسوله محمد (صلى الله عليه وآله) فإذا أحببتَ أن تستمع لكلام الله فأقرأ آيات القرآن الكريم، أمّا إذا أحببت أن تتكلم مع الله فتوجه إليه بالدعاء..

ثم أعطاه القرآن الكريم وقال له :
❄️ أرأيتَ تلك الرسالة التي أرسلها لك والدك وأوصاك بكل ما يُحبه ويرضاه منك؟ أرأيت كم تحبها وتفتحها وتقرأها مِراراً وتكراراً حباً وتعلقاً بوالدك ؟

▫️نعم يا عم!

❄️هذا القرآن هو كذلك رسالة حبٍّ ورحمةٍ من الله إلينا، فيه من الحبِّ والرحمة أكثر بكثير من حبِّ والدك لك ! بل من حبِّ جميع البشر.. ولقد تحمَّل الرسول وأهل بيته (صلوات الله عليهم) الكثير من الآلام والتضحيات من أجل أن تصِل هذه الرسالة إلينا..

🔸قبّل علي رضا القرآن الكريم، ثم نظر إلى الشيخ وقال :▫️ سأفتح القرآن الكريم لأرى ماذا يريد أن يقول الله لي !

🔹بعد التسمية، فتحَ علي الرضا القرآن الكريم، نظر إليه ثم تلا بصوته البريء قوله تعالى {وَأَنَا اخْتَرْتُكَ فَاسْتَمِعْ لِمَا يُوحَىٰ * إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي}
ثم نظر إلى رقم الصفحة وقال :▫️ إنها الصفحة ٣١٣ يا عمّ.

🔸تنهَّد الشيخ فؤاد تنهيدةً غريبة، ثم انحنى على رُكبَتيه، فقدماه لم تعد تحملانه، مُحتارٌ في أمر هذا الطفل اليتيم..

🔹تابع علي رضا كلامه مندهشاً وكان يرتجف بشدّة :▫أنظر أنظر يا عمّاه..! لقد قال لي أنا الله لا إله إلا أنا.. ! لقد قال اعبدني ماذا يعني ؟ قل لي يا عمّ !!

🔸أجابه الشيخ وهو ينظر إلى جماله النوراني وهو مندهش من قلبه النقيّ : ❄️ إهدأ يا حبيبي، ثم احتضنه وقبَّل رأسه وقال: ❄️ هل شعرتَ الآن كم أن الله قريبٌ منا.. ؟

❄️إعلم يا حبيبي أن قوله تعالى "اعبدني" يعني كُن كما أحب، إعمَل بكل ما أمرتُك به لأني أحبك وأحب سعادتك، وابتعد عن كل ما نهيتُك عنه لأني أحبك وأخاف عليك من الضياع، أنا شفيقٌ عليك أكثر من أمِّك وأبيك.. وإذا سمعتَ ذكري "الله اكبر الله اكبر" توَجّه إلى لقائي أيضاً لأني أحبك وأشتاق للقائك.. أقِم الصلاة لذكري..

🔹ثم نظر الى الوقت فوجده مُتأخراً، فقال له : ❄️يجب أن أوصِلك إلى المنزل يا حبيبي كي لا تقلق والدتك عليك، وإن شاء الله سأكمل لك غداً، لكن أريد منك أن تفكّر الليلة في كلماتي التي قُلتها لك..

🔸ودَّعه بحرارة الوالد العطوف على ولده، إلا أن هذه العاطفة كانت لله وفي الله لِمَا رآهُ من قابليةٍ وحبٍّ في قلب هذا الطفل إتجاه الله ومرضاته.

🔹نزل علي رضا من السيارة، مشى بِضعَ خطواتٍ إتجاه المنزل، ثم توقف فجأةً في مكانه !
إستغرب الشيخ فؤاد من ذلك فهو كان ينتظر دخوله الى البيت ليطمئن عليه.

🔸إلتفَت علي رضا إليه ثم عاد يركض إتجاهه، إلتقط انفاسه السريعة ثم قال له : ▫️عمّاه، هل يمكنني أن أسألك سؤالٌ أخير ؟

😊 إبتسم الشيخ فؤاده وأجابه : ❄️سَلْ يا عزيزي..

▫️عمّاه، انا جداً مُشتاق لذلك الشخص الذي أعطاني رسالة أبي ! هل تدّلَني كيف يُمكن لي أن ألتقي به مرة ثانية !!

تابعوا  كلمة من القلب

كنت في أنتظارك 💔Where stories live. Discover now