الفصل الثاني والثلاثون والاخير

30.6K 552 6
                                    

بعد أيام

كانت تنظر له بين برهه وأخري تحاول الارتواء منه فقد اشتاقت له حقا..
اشتاقت لنبرته الخشنه الموجهه لها ... نظراته الملتهمه برجوله لملامحها ..
فمنذ أخبرته بطلبها الخاص بالدراسه والعمل ورفضِها العوده اليه وهو يتجنبها 
كأنما يحميها من غضبه البادي علي ملامحه خاصة وهي تشاركهم هذا الاجتماع بأمر من جدها 
أحيانا تغتاظ منه بسبب تعنته هذا بل وتشعر بالنقص لرفضه أشياء كثيره خاصه بها 
وكأنما يستكثر عليها شعورها بالاستقلاليه والحريه
عضت شفتها بخجل من نظراتها نحوه وأخفضت وجهها تستمع لجدها ينهي الاجتماع بعمليه بحته بعد مناقشات طويله مع حمزه 
جدها ... هي حقا تستغربه جدا .... لقد مكث معها هنا تلك الفتره في بيت العائله الكبير دون كلمة تأفف واحده ... لم يطلب منها يوما أن تعود لزوجها بل علي العكس ... دوما يحدثها عن العمل .. عن دواخله حتي تفهم ... يخبرها أن مالها هي وشقيقتها يجب أن يكون هناك من يحافظ عليه بعد وفاته ..هو بالفعل يأمن حمزه فبالنهايه تلك أعمال العائله وهي وشقيتها لا تملكان سوي شيء بسيط من والدهما ولكن جدها لا يتركهما أبدا وكأنه متخوف دوما من فكرة أنهما فتيات فيريد الاطمئنان علي الأمانه 
. وربما يعلّمها كيف تكون قويه وهي بالفعل تحاول والله وحده يعلم كم تحاول 
الا أن الرأس الصلب لزوجها لا يترك لها مجال للمحاوله الحقيقيه 
تنهدت بتعب وهي تري الجميع ينهض من مكانه يغادر المكان وجدها يقول بهدوء صلب
" ابقيا مكانكما ...."
كان يوجه لها الحديث وحمزه معها بينما جدها يقطع نظرات الحيره بسؤال خشن
" متي سينتهي هذا اللعب .... أنا أريد قرار الآن ... الله عز وجلاله يقول ( فإمساكٌ بمعروفٍ أو تسريحٌ بإحسان ) وتلك اللعبه طالت حقا وأنا لست متفرغ لها ..."
تكلم حمزه بخشونه مفرطه
" أنا طلبت منها العوده لمنزلها يا جدي ولكن حفيدتك لها شروط وقد لا تعود حتي إذا تمت تلك الشروط ...."
نظر لها جدها بسؤال فقالت بخجل تداري غضبها وجرحها منه ... هل يمكن أن تفصح عن السبب الحقيقي لرفضها ... أتخبره أمام جدها أنها تريد معرفة مشاعره حقا 
" ليست شروط يا جدي ولكنه طلب ... أنا أردت إكمال دراستي التي لم يتبق لها الكثير حتي تكون معي شهادتي كي يفخر بي طفلي وطلبت أن أعمل ... هل هذا كثير ... أنا لم أطلب شيء غريب ..."
قال جده بهدوء
" وماذا فيها يا حمزه ...؟؟... لقد حُرمت من إكمال دراستها والأمر ليس صعب فيمكنها الذهاب بسياره والعوده بها .... أما عن عملها فيمكنها العمل متي ما أرادت فهذا المكان للجميع ..."
انتفض حمزه يسأل
" وماذا عن ابني ... ألم تفكر هي فيه ... قد يتأثر حملها بسبب الإرهاق أو أي شيء من هذا القبيل ..."
ضربه أخري لقلبها الفتي تتلقاها بهدوء علي يده ....!
أي قلب قاسي يحمل بين طياته هذا الرجل ...!!
قاطعت جدها الذي أوشك علي قول شيء بعينين ملتمعتين من الدموع وصوت متهدج ألما وتلك القوه تتلبسها من مكان ما 
" هل تعلم يا حمزه لقد ظننت للحظه أنك تخشي عليّ أنا ... ولكنك كالعاده لا تأبه لي من الأساس ... وهل تعلم شيء آخر لقد تأكدت الآن أنك أبدا لن تكون مثل أبي 
وأنا لن أكون شيء مهم في حياتك ...."
لملمت أشياءها بيدين مرتجفتين وخرجت من الغرفه تحت أنظار جدها الغاضبه وحمزه المتوسعه
" أنت متي ستتغير وتتوقف عن تصلب عقلك وغرورك هذا ... لقد أردت الزواج علي الفتاه وكأن ليس لديها أحد يقف أمامك .. حتي لم يتنازل غرورك لتصالح قلبها المكسور ... لعلمك يا حمزه أنا لن أصمت طويلا .. فكما تعلم الفتاه يتيمه وأمانه في عنقي وما أراه أنك لا تحافظ علي أمانتي ..."
انتفض حمزه كليث حبيس يهتف بخشونه
" وماذا فعلت يا جدي ...؟؟... كل هذا لأنني أرفض ذهابها هنا وهناك لأنني أغااااار عليها ...أنا أغاااار .... لا أطيق ما تفعله هذا ...."
وقف جده هو الآخر أمامه يقول بثبات
" وهل أخبرتها بأي شيء من هذا ...؟؟... الفتاه أصبحت موقنه أنك لا تريديها وأنك مجبور عليها ..."
زفر حمزه بحنق يقول من بين أسنانه
" بحق الله يا جدي لو أنني لا أريدها هل سأكون متمسك بها لتلك الدرجه ...؟؟..."
رفع جده حاجبه ليجيبه بسخريه
" هي لا تعلم ما تقول ولن تعلمه إذا لم تخبرها .. إلحق بها وأخبرها يا حمزه حتي لا تخسر كل شيء ..."
زفر بضيق .. يكز علي أسنانه غيظا وغضبا وخرج من الغرفه تلحقه شياطينه لتتوقف قدماه قليلا لا يعلم ماذا يفعل ...؟؟... يريد اقتلاعها من مكانها وهزها حتي تفهم ما تتفوه به وشعور آخر بالضيق من نفسه 
لماذا الأمر صعب لتلك الدرجه ...؟؟... لماذا... وهو من يتلذذ بكلمة أحبك من بين شفتيها ... لماذا يشعر بقوه تكبله عن فعل شيء ....؟؟
أغمض عينيه لوهله بتعب ليسمع آخر صوت يريد سماعه في تلك اللحظه
" السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..."

سلسلة قلوب شائكة /الحزء الاول(متاهات بين أروقة العشق) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن