المقدمة

44 2 6
                                    

      ها هي واقفة في لحظة وكأن الزمن متوقف عندها، تتذكر كيف كانت قد رأته في أول مرة، ومدركةً ان هناك بعض المواقف التي تسكننا اشباحها رافضةً تركنا، وكلما تذكرناها تخدش قلبنا بلا رحمة. فكرت كيف ان شيئاً كان يشبه الورد ينبت في صدرها وهي تنظر اليه، أما الآن، فأصبح كل ماتفكر فيه ليلاً هو: ما الذي سوف اطلبه صباحاً؟ شاي ام قهوة؟. كل هذه الافكار الفوضوية خرقت تفكيرها بسرعة الصوت. استعادت رباطة جأشها وقالت في نفسها" وكأني لن اعشق احداً غيره " . فجأة، ترددت بعض الكلمات في كهوف رأسها محدثةً صدىً مزعجاً جداً يكاد يبكيها من الحنين عندما افتكرت موقفاً قال لها فيه " إني أُحرق الدنيا إذا كان سواي سبب ابتسامتكِ، وقد أُشعل حرباً ان كانت غير عيوني سهيرتكِ ".
      كل هذه الذكريات خرقت فكرها عندما التقت بهِ صدفةً عند احد الشوارع. حدقت اليه ، وشعرت بنفس الشيئ، بدأت الورود تنبت في اعماق صدرها بالقرب من القلب، تماماً كأول مرة.قالت في نفسها
" بعد كل هذا الوقت ؟ "
     عندها اقترب منها والقى التحية قائلاً:
-" مرحباً "
فأجابته وكأن الكلمات لم تعرف سبيلاً للخروج منها :
- "......... مرحباً "
- "لقد مضى وقت طويل، ولا زلتِ تشبهين قطعة الحلوى " .
        ها هي تتذكر موقفاً آخر لها معه، عندما كان يشبّهها بقطعة حلوى وردية اللون في ايدي احد المارّة.
        عندها عاد صوته ليكسر تلك الذكرى قائلاً:
- " كيف هي الحياة معك ؟ "
- " لا بأس بها ". بعدها قالت مبتسمة: " اوه، من هذه الطفلة الجميلة التي تمسك بيدها؟ ". كانت الطفلة التي يمسك بيدها تشبهه كثيراً مما خلق شعوراً مرعباً في قلبها حيث قالت في نفسها " هل يمكن ان تكون ..... ".
أجابها: " إنها ابنتي سيلين " .
     لحظة، هل قال تواً ( سيلين )؟ عندها تذكرت مرةً وعدها هو قائلاً: " إن لم احصل عليكِ، فسأُسمّي أول إبنة لي بإسمكِ " .
أبعدت تلك الافكار عن ذهنها قائلةً :
- " أسأل الله ان يديمها لك ".
- " شكراً لكِ ".
- " أعتذر حقاً، عليّ المغادرة "
- " إلى اللقاء "
     
تركتهُ ونشت مع شعورٍ بإنكسار وفخر شديدين وهي تتسائل عن كيفية اجتماع شيئين متناقضين لهذا الحد معاً.علمت في مكان ما داخلها انه يحبها حتى هذه اللحظة . وهي ماشية، رأت إمرأة جميلة، ذات شعر اشقر امسكت بيد الرجل ومضيا في دربهما معاً مع إبنتهما؛ علي. " لابد انها زوجته، عليها ان تعلم كم من الحظ تملك ل لإمتلاكها رجلاً كهذا " هميت قائلة ومضت مكملةً طريقها، شعرت لوهلةٍ بأنهُ مصنوعٌ من ذهب. أستترجعت سيلين لحظات لقائهما الاولى على نحو شديد الإرباك، على نحو جميل وقد احسّت بأنها الملكة لكونها تعرفت عليه، لكونها أحبّته، وكانت عشيقته، تذكرت الحب الذي كان يشبه اللانهاية .......

اللانهاية -Endless Where stories live. Discover now