الفصل التاسع عشر

14.8K 337 4
                                    

في عيادة يحيي .. قاعد يحيي علي كرسيه وقدامه ندى وسارة ..
سارة بتعيط وبتمسح دموعها بايديها ، وماسكة ندى ايديها الثانية وبتطبطب عليها وبتبص لسارة بحزن وضيق ...
يحيي : وقت ما تحسي انك ارتاحتي تقدري تتكلمي .. متوقفيش عياط ..
حاولت سارة تهدى عشان تتكلم ...
سارة بصوت مخنوق : وفاة سمر ومنظرها مش كان صعب علي سيف بس ، سمر كانت اختي ، كانت روحها طيبة وجميلة ونقية ( اتخنق صوت سارة اكتر ) ، كنت بفرح اوووي لما سيف كان بيجيبها معاه، عمري ما كنت اتخيل ان عاصم ياخدها مننا كده ...
يحيي : انتوا عرفتوا منين انه عاصم ؟ ما يمكن حد تاني ، شغل سيف بيخليه ليه اعداء كتير ..
سارة بنفي : لا ، هو عاصم ، آسر زميل سيف جاب له ورقة كان مكتوب فيها ((واحدة بواحدة ، انت اللي بدات والبادي اظلم )) انا مفهمتش حاجة ساعتها ، بس ابية سيف قال انه عاصم ، لانه قتل واحد اسمه شادي ويبقي مساعد عاصم الاقرب ..
شهقت ندى بفزع : انتي بتقولي شادي ؟!! اللي ابية سيف قتله ؟ يبقي مساعد عاصم ؟!
يحيي بتعجب : في ايه ندى؟؟
ندى بضيق : ده الزفت اللي كان جوزي ..
اتفزع يحيي وسارة من اللي اتقال ، وبقوا يبصوا لبعض بتعجب شديد ..
ندى بحزن : انا كنت متجوزة مجرم ؟!! انا كان قلبي حاسس ، ده مستحيل يكون بني آدم طبيعي ..
يعني انا السبب في اللي حصل لابية سيف ، انا السبب ، ( بدات ندى تعيط )
يحيي : ندى ، انتي مش السبب ، ده شغلهم ، وبعدين سيف مقتلش شادي ، اللي عرفته من اخواتك انه اتقتل وهو مقبوض عليه ومعرفوش مين اللي قتله ، اهدي كده ومتحمليش نفسك حاجة مالكيش ذنب فيها ...
طبطبت سارة علي ندى وبتواسيها .. بص يحيي لسارة ..
يحيي : سارة ممكن تكملي ..
سارة : دكتور يحيي ، هو ازاي الشخص يقدر يستغنى عن اللي حواليه ؟! ازاي يقدر يتعود انه يعيش لوحده ؟!!
يحيي : وانتي عايزة تستغني عن اللي حواليكي ليه ؟
بصت سارة للارض وبضيق : عشان انا الشماعة بتاعتهم اللي علقوا عليها مشاكلهم ، ابدا لحضرتك من مين ؟
من اول ما دخلت عيلة عمي ابراهيم ، كرهني محمد عاملني اسوا معاملة ، الفاظه طريقة كلامه كرهتني في نفسي ..
بعدها شهد وكرهها ليا عشان خاطر خطيبها ، ومش عارفة ان انا ومحمد اصلا مكناش طايقين بعض ..
عمي شاكر ضربني وطردني برا البيت بهدوم البيت ، وبهدلني وجرحني عشان حاجة اصلا معملتهاش عمتي رفضت اخويا انه يرتبط ببنتها ، خافت لبنتها تكون زيي ، او يطولها اللي انا فيه وعاصم يبص لياسمين ...
حسام واللي عمله معايا ، اللي كسرني بجد ، اللي كلامه لسه بيتردد في وداني ، ان محدش هيحبني غير لما يكون بيبص لي بشهوة او اني متاحة للكل ...
عاصم وماجد واللي عاملينه فيا ..
واخيرا اكتر ثلاثة كسروني بجد ، لانهم اكتر ثلاثة قلبي اتوجع منهم ...
بابا ابراهيم وقت ما ضربني قدام العيلة كلها ، عشان قولت رايي بصراحة فيهم ، مقدرش يتحمل انهم فعلا سبب الكارثة اللي انا فيها ..وان الحقيقة دايما بتوجع..
اسلام اللي شاف اني سبب اللي احنا ، موت اهلي انا السبب فيه ، القلق والخوف انا السبب فيه ، بعد ياسمين عنه انا السبب فيه ، انا السبب في كل حاجة وحشة في حياته ..
واخيرا وليس اخرا ... سيف ..
يحيي : انا ملاحظ انك بطلتي تقولي ابية سيف ،، ليه ؟!!
سارة بصوت مخنوق وبتقاوم انها تعيط ...
سارة : بكل بساطة ، لان ابية دي يعني اخويا ، يعني سندي ، يعني اماني وحمايتي ، ايام ما كنت بعتبره زي اسلام ومحمود ، بس من الواضح اني طلعت بتخدع في كل الناس صحيح ...
يحيي : طيب اللي قلتيه ده كله هو فعلا سيف بالنسبة لك ، كنتي دايما تقولي عليه امانك وسندك وحمايتك وبتطمني بوجوده جنبك ، كفاية ان عاصم مش بيجي ناحيتك طول ما هو معاكي ..
سارة بضحكة حزن : كنت ، حط مليون خط تحت كلمة كنت دي .. بعد ما قالي الحقيقة ، بعد ما عرفني انا ايه بالنسبة له ...
فلاش بااااك ...
بعد موت سمر بايام ،، اللي قضاها بيت ابراهيم كله حزن ، ووجعهم الاكبر علي سيف اللي كان مش بيعيط ولا بينهار ولا بيتكلم اصلا ، صمت في صمت ، بتاكد النار اللي جواه ، ومحدش عارف يهون عليه ... سارة كمان مش بتتكلم مع حد خالص في البيت بسبب اللي حصل مع ابراهيم ، مبتقعدش معاهم علي اكل ولا بتتعامل معاهم خالص ، وخاصة بعد تجنب خالد ليها بسبب انها خبت عليه موضوع حسام ، حست ان الدنيا كلها ابعد ما يكون عنها ، حست بان ظهرها انكشف ، ان كل الحب والسند اللي حواليها اختفي ...
صباح يوم جديد ، قامت سارة لبست اسدالها وطلعت للورد بتاعها اللي كان كله مات من قلة المتابعه والاهتمام ، وجابت بذور جديده تزرعها بدل اللي ماتت .. طلعت لقت سيف واقف سارح في الفضا ، بيشرب سيجارته بضيق ومديها ظهره ، قربت منه بهدوء .. جت تتكلم قاطعها سيف ...
سيف : عايزة ايه ياسارة ؟
اتخضت سارة : انت عرفت ان انا منين ؟
سيف : حسيت بيكي ، الهدوء ده بتاعك انتي ..
قربت سارة من سيف وحطيت ايديها علي ذراعه ..
سارة بحزن : انت هتفضل كده لامتي ؟!
سيف بجمود : وانتي مالك ؟
اتصدمت سارة من الرد .. حاولت للحظات تفهم ..
سارة بتعجب شديد : وانا مالي ؟!! يعني ايه وانا مالي ؟! انت مهم بالنسبة لي ، انت اخويا ..
سكتت سارة لحظات بتفكر فيهم ..
سارة : اوعى انت كمان تقولي اني السبب في اللي حصلك زي اسلام ؟! بجد تكون بتفكر كده ؟!!
سيف بنبرة جامدة من غير ما يبص لسارة : محدش السبب في اللي حصل لي غير عاصم ، ووالله لاوريه له العذاب الوان ، بس كل شئ باوانه ، عشان يبقى اخد التار بحق ..
مسكت سارة سيف من ذراعه وشدته عشان يبص ناحيتها ..
سارة : طيب انت بتعاملني بجمود وجفاء كده ليه ؟!
شال سيف ايد سارة من عليه ،، مسك ذراعها بعنف ..
سيف بعنف : انا اعاملك ليه بجفاء او كويس ليه اصلا ، سارة فوقي لنفسك ، انتي بالنسبة لي قضية ، حالة وبس ، واجب وشغل ، الكلمتين اللي كنت بضحك بيهم عليكي اني سندك وحمايتك وامانك ، عشان بس تهدي وتقدري تستحملي اللي انتي عايشاه ، بس انتي من الواضح هبلة وبتفهمي الناس اللي حواليكي غلط وبتتعشمي بزيادة ،سارة اسمعيني عشان مش هقول الكلام ده تاني ، انتي مش اكتر من قضية ولما تخلص مش هتشوفي وشي تاني اصلا ..
سابها سيف ورجع تاني يبص قدامه .. دخلت الكلمات دي علي قلب سارة قبل ودنها ك سهام حرقتها ، عصرت قلبها ، وقفت سارة تبص له ، تتامل ملامحه ،هل فعلا ده سيف ، سيف اللي بتأمنه علي نفسها وروحها ، حست معاه بكل لحظة امان ...
وقفت سارة سندت بايديها علي السور ، بتحاول تستجمع قوتها ، بتحاول توقف دموعها اللي بقت زي السيول ، مشيت سارة بعيد عن سيف وقعدت قدام الورد بتاعها ، وبقت تشيل الورد الميت عشان تزرع مكانه جديد ..
باااااااااااااااك ***

تائهة بين دوائر الانتقام الجزء الثانى - الكاتبه اسراء احمدOpowieści tętniące życiem. Odkryj je teraz