الفصل السادس عشر

Start bij het begin
                                    

" أنا موافقه ..."
اهتزت عضله في فكه ونبضه قفز فجأه وهو يشعر بالحيره والتوجس
صوتها لا يبشر بالخير أبدا 
أجابها بصوت هادئ صلب
" ماذا تقصدين...؟؟..."
شمخت برأسها أكثر وضيّقت عينيها بشر لذيذ وأردفت بنبره مصممه فاقده لكل شيء
" موافقه علي ما قلت .... أنا سأتزوجك ..."
انتصب واقفا بهيبه وعيناه تنظران لها ... داخلها ..يسبر أغوارها التي بدت في تلك اللحظه
قمة الغموض ..
سألها بصوت أجش قوي لم يخل من الاستغراب
" موافقه .....!!..."
أومأت برأسها ثم وقفت تمسد ملابسها بعمليه .. يدها رتيبه كما كل شيء في تلك اللحظه
وأغمضت عينيها برهبه وهي تشعر به أصبح قريب وصوته يؤلمها أكثر وأكثر
" ميااااس....."
الا أنها لم تنظر له .... بل تابعت قولها بكل برود ... برود ثلجي يحيط قلبها في تلك اللحظه
وقلبها يود الانفجار باكيا الا أنها تعصره بكل قوتها
" .. لو استطعت اقناع والدي فأنا ...... جاهزه ...."

ابتلع ريقه بصعوبه وعيناه تتشربان من ملامحها الحزينه .. الشاحبه 
يا الله .... هو من فعل بها هذا .....!!
أجابها بهدوء رقيق كان سيمس قلبها حقا لو في موقف آخر ولكنها الآن ...كالجليد ...!
"أنا بالفعل سأذهب له مياس ...."
علي رغم دقات قلبها التي زادت وأخذت في القفز بجنون الا أن صوتها أجابه ساخرا ..لاذعا
".. هل ستهدده هو الآخر ....؟؟؟..."
لم يتأثر بسخريتها .... بل كل ما يشغله تلك الارتعاشه الخفيفه التي ما زالت تتملكها 
ولكنها عنيده ... صلبه .. ولن تعترف أبدا بخوفها ..

" لا مياس سأتحدث معه فقط ...."
عضت شفتها السفلي بقوه حتي تتحكم في نوبة البكاء القادمه ... لابد أن تتحمل تبعات حبها
الغبي له ... ذلك الخائن الذي استخدم مشاعرها بنذاله ... لن تنهار ... أبدا ..لن تنهار أمامه
الآن ..
سمعت صوته يقترب أكثر وبحته تصبح حميميه ..دافئه
".. مياااس .... أنا لن أؤذيكي ما حييت ...."
رفعت وجهها بابتسامه ساخره ..متألمه ... حاقده .. غاضبه
عيناها في عينيه تقص ألف حكايه .... ذلك البريق الزجاجي الصلب الذي ما زال
يغطي عينيها فيزيد لونهما جمال ..... مسّه في الصميم .... مسّته دموعها الصلبه 
التي تظهر مدي ألمها .... مدي جرحها منه ...... ارتعاشة شفتيها التي يود التهامها كي يهدئ
تلك الارتعاشه المثيره لعينيه .... كل شيء فيها كان يؤلم قلبه في الصميم 

وصوتها يلسعه أكثر .. بهدوء
" لقد آذيتني ..وانتهي الأمر ..."
ثم تركته واقفا مكانه وخرجت من المكتب بشموخ كاذب وداخلها يتهاوي أكثر وأكثر
وهو يشعر بمراره لم يحسب حسابها
مرارة ألمها ..!
.................................................. .......

عندما خرجت من المؤسسه حامله حقيبتها بملامح بائسه وقلب مكلوم ... لقد آذاها ...آذاها
فوق تخيله ... آذي قلبها العاشق .... علي رغم رفضها لذلك الحب الا أنه صدمها اليوم ..
صدم قلبها الذي رسمه بقلم خاص .... ويا ليته ما رسمه ولا رآه يوما ...!!
دموعها انسابت رغما عنها وهي تسير دون وجهه محدده ...فقط تسير .. لأي مكان
والدموع المكبوته داخل قلبها تصاحبها ... تخفف عنها ... تمسد جرحها .. لكن دون فائده
فالجرح غائر للغايه 
وقفت أمام حديقه عامه وقد شعرت بالتعب من كثرة السير دون هدي فقررت الجلوس لوقت.
دخلت المكان الذي ضج بالأطفال هنا وهناك يلعبون بـ كُره وأخرون يركضون خلف بعضهم
توجهت نحو مقعد مسطح فجلست عليه ووضعت حقيبتها في حجرها وأخذت تنظر أمامها
بشرود ودموعها التي توقفت لدقائق عادت مره أخري تشعرها بالخزي 
فاليوم غريب في كل شيء .... لأول مره تقع فاقده للوعي ولأول مره تبكي بغزاره هكذا
كانت الأصوات تشع حيويه حولها ...كل ما حولها حيوي منعش الا هي 
حتي شعرت بيد صغيره تربت علي يدها وجسد صغير يستند علي ساقيها دون استئذان 
فتمعنت بعينيها المبلله للصبيه الصغيره التي تستند عليها وتنظر لها بتركيز
طفله ذات عينين سوداوتينن بريئتين للغايه الا أن فضولهما قاتل 
ثم سمعت صوت ناعم بنبره متعجبه
" هل هذا شعرك ...؟؟.."
يا الله .... وها قد أتينا لفضول الصغار .... فهي تكره بشده فضول الصغار اللزج هذا
زمت مياس شفتيها وهي تمسح وجهها بعنف قائله
" .. نعم ..هل عندك مانع ....؟؟..."
لم تهتم الطفله لأسلوب مياس الجاف وهي تستند علي ساقيها أكثر وتلعب بقدميها في الأرض
قائله بنبره لذيذه مستاءه أكبر من عمرها
"... يمكنك قول نعم دون صراخ .. أنا أسمع جيدا ...."
اتسعت عينا مياس بدهشه ولكن الصغيره لم تنتبه 
و تابعت بنبره عاديه مضحكه
"لماذا تبكين ...؟؟...هل سرق أحدهم شطيرتك ...؟؟؟"
لم تستطع مياس كبح ابتسامتها من تلك الفتاه المصممه التي تتعامل بأريحيه وكأنها والدتها
التي أنجبتها ونسيتها
فأجابتها بحاجب مرتفع 
"لا ...لماذا تقولين ذلك ....؟؟..."
أجابتها الصبيه بشفاه ملتويه باستياء
" لأنني أبكي دوما عندما يسرق شطيرتي علي وعلاء في الروضه ... فهما يفعلان
ذلك لأنني طيبه ...."
أطلقت مياس ضحكه مستمتعه وهي تسألها بمناغشه
" أنت متأكده أنك طيبه ....؟؟.."
أومأت الصبيه وجديلتها الصغيره تتحرك معها وقالت
" أكيد ... أنا طيبه وجميله ...."
رفعت مياس حاجبها باستمتاع ثم سألتها بمشاكسه
" وما اسمك يا طيبه ...؟؟..."
برقت عينا الصغيره بفخر وقالت
" أنا اسمي جنا ...."
فسألتها مياس بفضول محبب
" ومَن علي وعلاء .....؟؟..."
جعدت الصبيه جبينها بغضب برئ وقالت 
" هما أخوان يشبهان بعضهما للغايه ... ولكنهما بغيضان ويسرقان شطيرتي...."
تمتمت مياس
" توأمان..."
فرفعت الصغيره حاجبها قائله
" وما معني توأمان ...."
هزت مياس رأسها بيأس من الأسئله الطفوليه التي تبغضها 
ولكنها قالت باختصار
" كما قلتِ أنت ...أخوان يشبهان بعضهما ...."
هزت جنا رأسها وبعدها سألتها 
" وأنت ما اسمك ..؟؟..."
هزت مياس كتفها بغرور مصطنع مشاكس وقالت
" أنا اسمي مياس ...."
جعدت الصبيه أنفها باستياء حقيقي وهي تقول
" ما هذا الاسم الغريب البشع ...؟؟...."
ارتفع حاجبا مياس وحدهما غيظا وهي تنظر للصغيره المستنده علي ساقيها كليا وتلاعب 
الأرض بقدميها .... هذا ما كان ينقصها ... صبيه صغيره فضوليه بلسان أطول منها
برمت شفتيها بغضب وقالت تغيظها بطفوليه
" علي فكره أنا اسمي أجمل من اسمك وشعري أطول من شعرك...."
ولكنها تراجعت تقول بهدوء وهي تري الملامح الطفوليه توشك علي البكاء 
"حسنا اسمك جميل يا جنا ... هل سعيده هكذا ...."
أومأت الصغيره بابتسامه مشعه وهي تقول بتأكيد محبب 
"وشعري أيضا جميل ...."
ابتسمت مياس بحلاوه شقيه وأردفت
" هل يمكنني أخذ قبله الآن ..؟؟...."
زمت الصغيره شفتيها للحظه ثم قالت بطفوليه جميله
" لقد أخبرتني ماما ألا أجعل أحد يقبلني سوي أقاربي ...لذا يمكنك تقبيل يدي...."
لم تملك مياس الا أن تطلق ضحكه منعشه من الصغيره المشاكسه التي تتكلم بجديه
شديده وكأنها تملك الحق والأمر وتمد يدها لها فتجاهلها وهي تمسك وجهها وتقبلها عنوه علي 
وجنتها قائله بصوت يشبه صوتها الناعم 
" وأنا ماما أخبرتني ألا أقبل يد أحد سواها هي وأبي ...."
نظرت الصغيره في اتجاه آخر ثم قفزت فجأه قائله
" أنا سأذهب لأن ماما ستغضب مني ..."
ثم دون انتظار للرد ركضت بعيدا وهي تهتف بشقاوه
" أراكِ لاحقا مياس..."
ابتسمت مياس وهي تراقب الجسد الصغير يركض بخفه وشقاوه وشعور غريب بالراحه اجتاحها
وأفكارها تأخذها ... لـ..كرم الخالق .. الله كريم بعباده للغايه ... ربما تلك الصغيره
من تدابير القدر فوالدتها لا تستحق رؤيتها بوجه بائس ودموع مخزيه 
فهي الآن علي استعداد للعوده للبيت

سلسلة قلوب شائكة /الحزء الاول(متاهات بين أروقة العشق) Waar verhalen tot leven komen. Ontdek het nu