تنهدتُ بعبءٍ، رغبتُ بإيجادِ بيون بيكهيون واقفا بجوار خزانته التي تحاذي خاصتي، يرتب أغراضه فيها فتسنح لي فرصة محادثته قليلاً. لكن هذا لم يحدث بطبيعة الحال، و تأملي العابث ذهب مهبّ الرياحِ.

- صحيح،  لم أطلعكِ بالمستجدَّاتِ!  أرسلتُ الدعوةَ لِسيِزَارْ، و هوَ قبلَ الحضورَ. إلهي،  هذه أول مرةٍ يحضُرُ حفلَ أحدهم !  أ ليسَ ذلكَ يعني شيئًا!  أ ليسَ ذلكَ يعني شيئًا    !!

- لأنها المرة الأولى التي يدعوه فيها أحدهم؟

فرقعتُ الفقاعة التي كانت تحملها بعيدًا عن الواقعِ. كانَ أمر انتباهي لثرثرتها بسبب رفعها لمستوى صوتها لا غير.

فَنانسي تحمستْ و الساعةُ لا تزالُ الثامنة إلا عشر دقائقَ، لا يزال اليوم طويلًا، الرحمةُ.

سونْ نَانْسِي تنتمي لِبِيفَرْلِي هِيلْزْ، لطالَمَا صدَّقتُ ذلكَ. إنها تَعشقُ الفخامة و التحدث عن آخر صرخات الموضة. عندما تأتي باسمها، سترافقه في ذهنك صورُ مجلات أزياء عالمية،صور أسابيع موضة، منِكَانَاتْ تصميمٍ، نماذجُ فساتينَ، ورشة خياطةٍ...

أجل، إنها النوع المجنون ذلكَ.

استغرقتُ وقتًا بفتحِ قفلِ باب خزانتي بسبب تحجر احد أزرار الرموزِ. لا أريد حقًا أن أتعب نفسي و أبتاع واحدًا جديدًا، إننا نشارف على نهاية السنة، ثم إن الخزانةَ هذه حقا لا تستحق الاعتناء بها. كانَ كما أي باب خزانة أخرى بالثانويةِ، مَطْلِيًّا بدرجةٍ ثقيلةٍ من الرماديِّ، ذلك الذي تطلى به عادةً جدران السجون. و يالِمَقتي للرمادي.

لسوء الحظّ، أزياؤنا المدرسية بنفس اللونِ أيضًا، بدرجةٍ أخفّ، لكن ليست بأحسن من سابقتها.

و بطبيعةِ الحالِ، لا نملك حق إضفاء أي تغيير، و إن طفيفٍ. حتى لشخص محب للألوان مثلي!

كنتُ أخالف هذه القوانين بسريةٍ، كأن أرتدي رباطَ عنقٍ بلونٍ بهيجٍ، أو كأن أزين الفضاء الداخلي لخزانتي بحريةٍ تامةٍ.

- وَ بقدومِ سِيزَارْ، قد يأتي رفيقه جَاك ْ...

أخرجتُ كتب الأدب الكوريّ من حقيبتي و وضعتها بالرفّ العلويّ بشكل عشوائي، فلا مزاجَ لي لتنظيمها الآن. حشرتُ يدي بين كومة الكتب التي تصطفّ بالرفّ الثاني بحثا عن قلمي الذي تركته بالأمس هنا عند مغادرتي،لكنني و من دون إدراك أسقطتُ دمية الفهد الوردي المحشوة التي تسكنُ هذه الرفوف منذ السنة الفارطة.

قبل أن أنحني أرضا و أدسها بالخزانة من جديد سبقتني نانسِي تلتقطها، معلّقةً:

- أ لا تزالين تحتفظين بها؟ يا فتاة !

انتشلتُ الدميةَ تلكَ من يدها لأزجهُ بسجنه الحديدي مرةً أخرى.

- لستِ يائسةً لهذه الدرجةِ، هل أنتِ كذلكَ؟!

لآبرازو ؛ الحُضنُ المفتوحُ حيث تعيش القصص. اكتشف الآن