الفصل الثاني

37.8K 580 9
                                    

فتحت عينيها علي مهل وهي تشعر بخدر في جسدها بأكمله .... تمطت بكسل وهي تتنهد ثم نظرت لشعاع النور المتسلل من الستائر الهفهافه التي تغطي شرفتها الكبيره كل مشاهد الليله السابقه تتجللي أمام عينيها في تلك لحظه .... مشاهد استسلامها المخزي وهمساتها العاشقه التي باتت تشعرها بالعجز .... دوما يفعل بها ذلك ....! يبدأ بهمسات رقيقه.... يشعر في جمالها ونعومتها ...يجعلها كقطعة السكر الذائبه بين يديه الي أن تهمس هي باسمه ....!! تهمس بحبها له ...عشقها الدائم.... روحها المعلقه في روحه في كل مره تتمني أن تسكن في صدره ولا ينجلي الدجي أبدا ..... أصبحت تكره الصباح الذي يعري حقيقتها ..... فهو مرآتها التي تظهر تشوهاتها ...واحد تلو الآخر....! رفرفت بأهدابها الطويله وهي تحرك رأسها تنفض عنها تلك الأفكار التي باتت تخنقها كحبل مقوي حول عنقها يلتف في كل لحظه تعترف فيها بحبه .... لقد استسلمت لزوجها ...ما المشكله...؟؟ فهو ليس زوجها فحسب .... بل حبيبها وحلم مراهقتها .... ولكن ماذا تكون بالنسبه له...؟؟ هل هي حبيبته.....؟؟ أم أن الأوهام أكلت منها حتي شبعت ....حتي باتت حقيقه تصدقها وتعيشها ففي بداية زواجهما كانت تكتفي بمعاملته الرقيقه .... وكلماته وغزله لها ...إشادته بجمالها جوعه لهذا الجمال الذي ينهل منه متي أراد.....كان يغذي أنوثتها ..... وقد كان دوما جائع لها...!!... دوما يشتاق لبحر جمالها الملكي....!! ولكنه أبدا لم يعبر عن حبه لها .... فعلت المستحيل حتى تصبح   زوجته فقد كان تميم صعب تقييده كالطير الشارد الذي يأبي السكون في مكان .... حتي عندما كانوا جميعا يسكنون في قصر العائله ... كان دوما في سفرات هنا وهناك ..... كل يوم مع فتاه مختلفه وصحبه جديده تتذكر ألمها عندما كانت تري هؤلاء الفتيات ...كانت الغيره تتشعب في خلاياها حتي تخشي أن تقتلها وهو كان بعيد .... بعيد للغايه .... لا يراها الا ابنة عمه ولا شيء غير ذلك ... ولكنها لم تمل من المحاوله والسعي وراء ما تريد وقد كان لها زوجا وأبا لبنتها فهي أيضا سيلين الصواف سليلة الحسب والنسب .... يكفي أنها أخت ياسين الصواف حتي يتهافت عليها العرسان من أعرق العائلات ... هذا وأولا جمالها الأرستثقراطي الجذاب وكأنها إحدي الأميرات في القصص الخياليه ..كل شيء فيها يوحي بذلك ملامحها الناعمه الراقيه .... عيناها السوداوتان برسمتهما المميزه واتساعهما الجذاب وآآآآه منهما ...تملكان سحر الشرق ببراعه شفتيها المكتنزتين الصغيرتين ..... أنفها الملائم لوجهها ....وجهها الذي يمثل قلب أبيض رائق تماما بملامح مرسومه وشعرها الأسود بقصاته المتتابعه جميله... راقيه ... أنثي جذابه فقد كانت ومازالت صاحبة لقب....... "الجمال الملكي..." كما أسماها ليلة زفافهما .....!! ليلتها كانت ترتجف بداخلها ..... كانت قطه مرتجفه ومشتاقه ....! لم تخل نظراتها له من الحالميه والهيام الذي يقابله بابتسامه خشنه .... ابتسامه جذابه في ظاهرها أما في باطنها ....لا تعلم...!! وقتها كانت ترتجف وهي واقفه أمامه في غرفة الفندق الضخمه بطبقات فستانها المخملي الذي أخذ حيز من الغرفه بسبب كبره .... كانت جميله.....مبهره ..... بجمالها الأرستقراطي وحمرة الخجل التي تقاومها ببراعه .... كانت بهاء للعين كملكه متوجه أما هو فقد خطف أنفاسها منذ لحظة رؤيته ..... جعلها تشهق عدة مرات بخفوت علّها تهدأ من صدمة وسامته ..... دوما كان فارسها وما زال...! عيناها البهيتين كانتا تنتظران سيلا من كلمات الغرام والغزل وهي تنظر له باستجداء وخفر تحدثه بحوار النظرات عله يفهم ويريحها ولكنه اكتفي بنظره عميقه لموج عينيها وهي تدور علي ملامحه الوسيمه التي تجعل خفقاتها تشتد عليها كإعصار قوي وطالت النظره وطال معها الصمت بعض الشيء وهو يبحر بلا هواده ....وفي لحظتها شعرت أنه تائه لا يقوي علي الكلام .... ولكن لمحة من خوف أرقتها وهي تخشي أن يكون جمالها فقط هو ما يسحره ......سحر اللحظه ....!! ولكن صوته الأجش العميق دغدغ نبضاتها وهو يقول بخفوت "جمالك جمال ملكي ... ينقصه تاج مرصع بالذهب....يا ملكه" رقص قلبها رقصه عاشقه ....جديده ...بعيده تماما عن الرقصات التي تراها .... كانت رقصه متلهفه للمزيد..... فقد كان تميم يغازلها...!!! تلك كانت بحد ذاتها أجمل ما سمعت ... كما عيناه بالظبط....أجمل ما رأت ...!! وكأنه أسمعها قصيدة غزل مشبعه بالمشاعر الجمه فأسكرت حواسها ورفعت له عينين هائمتين عشقا ...تذوبان غراما وحبا بفارس طفولتها .... الشاب الوسيم الذكي ...الذي يجمع من حوله الفتيات كالمغناطيس ..... ابن عمها ...لم تعرف غيره ولم تحب غيره علي الرغم من جمالها وأناقتها ... الا أن كل ذلك كان لأجله .... لأجله فقط...!! أجابته برقه جميله "حقا تميم ؟...." أومأ برأسه دون كلام وهو يتشرب من ملامحها الجميله فهمست بصوت أغن جميل "أنت لم تخبرني بهذا من قبل...." اقترب منها ورفع يده الكبيره يتلمس وجنتها الناعمه بحميميه وقال بنبره ثابته "تعلمين أنك جميله جدا سيلين .... فلما نظرة عدم الثقه تلك...." اقتربت وجنتها رغما عنها تتلمس يده وهي تهمس بحب "ولكنك لم تقلها أبدا تميم ..... حتي يوم عقد قراننا لم تقل شيء وبعدها سافرت لأكثر من شهر دون أن أراك...." التوت شفتيه بابتسامه وأنامله تأخذ دورها في تلمس ملامحها الناعمه بحميميه أذابتها وقال بصوت أبح من فرط العاطفه "لماذا تقلبين في الماضي سيلين .... لقد مرت تلك الأيام ونحن الآن في ليلة زفافنا إذ أنه هناك كلام أهم من ذلك...." انسكبت ملامحها الهائمه في بحر عينيه الأزرق تخبره بكل لغات العالم أنها تعشقه وتلونت ملامحها بخجل نضر وقد رقت نظراته وتمتعت بجمالها وهو يتابع "كما أنني لا أتقن الكلمات وأنت تعلمين ..." لم تقتنع وهي ترفع حاجبها كدليل وأكدت بهمسها العذب "وماذا عن الفتيات اللاتي كن يركضن خلفك .... لقد كن يتقاتلن عليك ...وأنا شاهده علي ذلك" ابتسم بغرور وحاجبيه يرتفعان سويا بعجرفه ذكوريه بحته وهو يجيبها بصوته الأجش " أنا لم أفعل لهن شيء .... ولم أمطر واحده بكلمات غزل أو ما شابه ...." ثم تابع بنبره حميميه أربكتها "الا أنت فأنت تستخلصين مني الكلمات رغما عني ...." لم تفهم ....أهذا مدح أم ذم ..... هل هو فرح بهذا ....أم أنه غاضب منه...؟ ولكنها اعتبرتها جملة غزل متداريه فهمست بصوت يذوب بخجل فطري ونعومه تلازمها "تميم...أنا...." قطب جبينه وهو يلتهمها بنظره واحده .... كانت في تلك الليله تحاكي القمر بجمالها بل وتفوقه جاذبيه وسحر....كانت أنثي .....كما هي دوما...!! انتظر أن تكمل جملتها دون حتي أن يطلب بعيون ذئبيه تنظر لفريستها بفوقيه حيث أنها الأقوي .... هي الآمر الناهي في الأمر ..... وما للفريسه الا الإتيان طواعيه ..... حتي المقاومه ..لا تجوز....! تابعت همسها بأكثر رقه....أكثر خفوت وهي مسدله أهدابها السوداء علي عينيها الكحيلتين "أنا أحبك...." ابتسم نصف ابتسامه وكأنه متوقع ما سمعه .... فسيلين لم تخف يوما حبها له ...سرا وعلانيه كانت نظراتها كفيله بأن تكشف كل شيء .. ارتعاشها الظاهر في وجوده ... ابتسامتها التي لا تفارقها وغيظها من كل فتاه تقترب منه ...بل واختراع طرق لإبعادهم عنه .... نظرتها لأي فتاه كانت عباره عن قنبله توشك علي الانفجار....! كانت دوما عاشقه بملامح أنثي جذابه...! أردف بصوت مبحوح مزيج من الرقه والغموض "أنا أعلم..." أطرقت برأسها في تلك اللحظه ... وقد بدأ الخوف يشب في قلبها .... تعلم أنها فعلت الكثير لتحصل عليه ..... فعلت ما لم تكن تتوقع يوما أنها ستفعله من أجل رجل .... فدوما عند تميم ... ينمحي خجلها .... ينمحي كل شيء .... الا أنها تريد أن تتربع في قلبه ..... الملكه الأولي والأخيره ....!!! ولكن الآن وهي واقفه أمامه بفستان زفافها الخارق الجمال ... تنتفض خوفا واشتياقا...!! وانتظارا للمعرفه ..... تريد أن تعرف ....أن تطمئن ..... لم يستكين لسانها رغم أوامر العقل في تلك اللحظه أن يصمت ولكنه أبي وانطلق السؤال الذي يؤرقها "وأنت تميم...؟" رفع حاجب واحد بغطرسه وهو يقول بصوته الأجش " وأنا.....ماذا..؟؟.." ابتلعت ريقها بصعوبه وهي تتوسله بنظرتها أن يريحها بكلمه حانيه وقالت بصوت متحشرج وقلبها يخفق بقوه تكاد تصل لأذنيه "هل تحبني...؟؟..." اقترب تميم منها ببطء وهو يتفرس في ملامحها مكتملة الجمال برغبه رجوليه تفيض من عينيه جعلتها تعض شفتها السفلي وهي تحمر خجلا ...عيناه تخبراها بأشياء كثيره تجهلها .... ويداه حاوطتا وجنتيها الناعمتين ثم قال برقه تذيب الحجر "لماذا كل تلك الأسئله يا سيلين ...؟؟...ألم تقولي من قبل أنه يكفيكي أن نكون سويا وها نحن سويا في غرفتنا ... في ليلة زفافنا (ثم غمز بعينه بوقاحه ) وهو يكمل ونضيع الوقت في الكلام.!...." عضت شفتها وهي تبتسم بخجل واللون الوردي لوجنتيها يتحول لقرمزي وأخذت تفرك أصابع يديها بتوتر الي أن أمسك يديها وفكهما من بعضهما برقه ثم رفعهما الي فمه وقبلهما ببطء وهو ينظر في عينيها الكحيلتين ثم قال بنبره غريبه "وأنت معي لا تفكري كثيرا يا سيلين .... فكري أنك مع تميم ...وفقط..." أومأت برأسها بوداعه وهي ترفرف بأهدابها الطويله ببراءه ثم همست برقه "أنا لا أفكر وأنا معك تميم .... أنا أنظر لك فقط...." اقترب منها أكثر وهو يداعب وجنتها الناعمه "حسنا يا ملكه ... لا مزيد من الكلام......" وانتهي الكلام وقتها وهو يخبرها بطريقته كم هي جميله وجذابه ....وصاحبة جمال ملكي...!! وعت سيلين الي شرودها وهي ما زالت مستلقيه علي ظهرها في السرير الكبير ... تنظر للسقف بتمعن وهي لا تري منه شيئا .... وشيء واحد يراودها أن تميم للآن لم يجاوبها علي سؤالها هل حقا يحبها ....!! وما زالت للآن لا تفكر في وجوده .... بل تحبه فقط ... كما حدث الليله الماضيه .. سلمت مفاتيحها ليده الخبيره ولم تفكر حتي بالسؤال .... عندما اقترب منها وهي نائمه فكرت أن تكمل في نومها ولا تنظر له ولكنه يعرفها كما يعرف خطوط يده .... يعلم تماما متي تكون مستغرقه في نومها ومتي تدعي النوم .... ولكنه بهواه ..... أحيانا تكون تدعي النوم ولا يقترب ولا يظهر شيء .... بل ينام قرير العينين ..خالي البال يكتفي بتقبيل وجنتها ...! أما أمس كانت تشعر أنه بحاجه لها ... بحاجه لحضنها ولمشاعرها الخاصه به وحده وهذا ما جعلها تعطي له دون سؤال بعد جفاء أيام لا تعلم سببه ...يأتي بعاطفه متأججه ..ولم تستطع مقاومته ومنذ متي هي تقاوم....!! نهضت من فراشها بمزاج غريب ..لا هو سعيد ولا هو حزين .... فقط مزاج لا يفكر! توجهت للحمام كي تغتسل بعدما أخذت بنطال من الجينز الأسود الضيق وبلوزه ورديه من الحرير بدون أكمام من خزانتها كي تلحق ليان فأكيد جننت مربيتها .... عندما انتهت ووقفت أمام مرآتها تمشط شعرها ..... نظرت لملامحها مليا ... شفتاها منتفختين من ليلة أمس ..... عيناها باهته لا يوجد ذلك البريق الذي يزينهما عندما تكون مع تميم هناك شيء خاطئ ...شيء يكدر ملامحها يشعرها أنها ليست علي ما يرام مشاعرها مختلفه عن كل مره تكون فيها معه ..... ألا يجب أن تكون كزهره متفتحه بملامح منتعشه وخدين مزدهرين .....حسنا ...لما لا تظهر تلك الملامح الآن لما تشعر بالوجوم يلفها ويلف مشاعرها فيجعلها ساكنه .....وإشراقتها باهته زفرت بعنف وهي تنتهي من شعرها فتتركه ناعم منسدل علي ظهرها وعلي جانبي وجهها بجمال ثم أغمضت عينيها وفتحتها أكثر من مره كما هو الحال عندما تشعر أنها ليست علي ما يرام..! .............................. توجهت سيلين لغرفة ابنتها واقتربت من الباب كي تفتحه ولكن ما أوقف دقات قلبها هو صوت ضحكات تميم من الداخل .....هل يعلم أن ضحكته هي أجمل ما سمعت في عمرها ..أجمل من كل أغنيات الحب ...وأجمل من موسيقي الغرام ....هل أخبرته بذلك ...! حسنا هي أخبرته بالكثير بالفعل ..... فلتحتفظ بتلك الملحوظه لنفسها ولكن عقلها بدأ في العمل وهو يتساءل لماذا لم يذهب لعمله ...!!.... لم يفعلها منذ وقت طويل ابتلعت ريقها وأخذت نفس عميق وهي تفتح الباب بهدوء وتقول بابتسامه مهتزه... "صباح الخير...." سمعت صوت تميم الأجش العميق يداعب نبضاتها "صباح الورد...." تضخمت دقات قلبها حتي أوشكت علي الانفجار وهي تسمع صوته المداعب لها .... وابتسمت برقه تخصه...! بينما هللت ليان وهي تري والدتها تدخل و ركضت عليها تحتضنها وتهتف بحماس "لين....لين..." ضحكت سيلين برقه وهي ترفع ابنتها وتقبلها علي وجنتيها وتنظر للغرفه المليئه بالألعاب ثم قالت بضحكه "ماذا كنتما تلعبان .... لم تتركا لعبه الا وخرجت من مكانها...." ثم نظرت لدميه صغيره ذات عيون سوداء وشعر أسودملتو بلفات مهمله...كانت غريبه بالمقارنه بمعظم الدمي الطبيعيه ... ففي الغالب تكون شقراء ذات عيون ملونه ... أما هذه الدميه فتتذكرها جيدا ....! ذلك اليوم عندما كانت العائله جميعها مسافره وهذا شيء يحدث قليلا .... وكان الشباب والفتيات في إحدي الأماكن للتبضع وتناول الطعام فعندما مرت من أمام محل للهدايا ورأت تلك الدميه خطفت قلبها فنادت علي تميم كي يشتريها لها ..... وقتها تذمر وسألها لماذا لم تنادي أخيها ياسين لشرائها ولكنها ابتسمت برقه وهي تقول "أريدك أنت تشتريها لي يا تميم...." ورضخ لرغبتها واشتراها .... ومن وقتها وهي محتفظه بها الي أن رأتها ليان وأحبتها فأعطتها لها تلعب بها قليلا ثم تنوي أخذها مره أخري للاحتفاظ بها ...في قلبها ...!! أجابها تميم وهو يرفع عينيه يتملي من جمالها البهي المشرق "لقد أرادت أميرتي أن نلعب فرضخت ملبي أوامرها...." ابتسمت سيلين وهي تراه بملابس منزليه بنطال قطير باللون الرمادي وبلوزه قطنيه بيضاء دوما يخطف أنفاسها في أي ثياب ....مالك قلبها وأميرها هل هناك ما يماثله جمال ..... وهل تدق دقاتها هكذا في غير وجوده...؟ أفكارها رغما عنها تحولت لما تشاركاه أمس كيف كانت همساته في أذنها .... كيف كانت تطير في عنان السماء .... كيف وصلت مشاعرها لأوجها وهي تراه مفعم بمشاعره هكذا .... ؟؟؟ كيف فكرت برجاء أن يظل هكذا طوال العمر ...ولكنه يظل رجاء ..!! كان ينظر لها وهي واقفه هكذا ..... جمالها بهي كما هي دوما ..... نظرتها مشرقه ولكن بين طياتها حزن هو أكثر من يدركه .....أحيانا لا يفهم نفسه ..... أحيانا يتساءل هل هي مذنبه أنها تحبه كل هذا الحب....؟؟... بطباعه الغريبه ... والجنس الناعم المحيط به .... أحيانا تخنقه مشاعرها الجياشه وأحيانا يحتاج لها ..... تلك النظره في عينيها أنها ضحيه لحبها علي الدوام ولكنه لم يجبرها علي الركض وراءه لسنوات حتي أصبحت شيء لا يفارقه ....أصبح معروف أنها معه دوما ..... حتي عندما يسأل عليها أحد فالمعروف أنها مع تميم .... وكل هذا وهو لا يدرك الا أنها ابنة عمه الصغيره اللطيفه نعومتها وجمالها غير موجود في أي من النساء التي يراها ..... دوما سيلين لها جزء خاص غير قابل للمساس.... ولكنه ببساطه لا يستطيع أن يكون كما تريد ....!! فقد اعتاد أن يعيش هكذا ...!! أفاق من أفكاره وهو ينظر لصغيرته مره أخري بحنان ثم تصنع الحزن وهو يجلس علي السرير بجانب الألعاب التي تفترش السرير والأرضيه "هكذا إذا .... تركضي علي سيلين وأنا من الصباح ألعب معك ...." أطرقت ليان برأسها وقد بدأت تفهم بعض كلمات من والدها خاصة مع منظره الحزين ثم أخذت يد سيلين وتوجهت بخطواتها المتعثره اتجاه والدها ....الحزين! ومدت يدها الصغيره المكتنزه علي ساق تميم برقه ..أذابته وهمست " تميم ...ميم...." فرفعت نفسها علي السرير كي تصل لطوله وهو جالس واقتربت منه وقبلته علي وجنته جعلته يبتسم وينقض عليها يرفعها يقبلها ويدغدغها وصوت ضحكات ليان يملأ الغرفه مما جعل سيلين تبتسم وهي تنظر للاثنين....كم تشبه والدها تلك الفتاه ...بعينيها الزرقاوتين وروحها ولكن شعرها وباقي ملامحها لها هي .... حبيبتها الصغيره عندما تنظر لها تشعر بأن كل شيء بخير .... تشعر بأن تميم أمامها تملي عيناها منه شردت قليلا ثم همست بصوت خافت متباعد " لقد كبرت..." تابع تميم دغدغه لابنته غير منتبه لما يثور داخل زوجته وقال بصوت مبتهج "كبرت وأصبحت طفله جميله .....ستكون أجمل الصبايا ...وسيأتي الخطاب يقبلون يدي لزواجها...." تغضنت عيناها بابتسامه باهته لا تمت للابتسام بصله وهي ترتد للخلف بمراحل تشرد.... تبتعد..... ثم تعود بابتسامه أخري تناقض سابقتها وكأنها لم تكن بينما روحها معلقه بجمله مؤلمه لا تُنسي أبدا مهما مرت الأيام "سيلين أنا لا أريد أطفال الآن..." جمله قد تكون عاديه في وقت من الأوقات ولكنها مؤلمه ... جارحه ... وقد تكون قاتله للمرأة المرأه بطبعها الأمومي ... الحالم ... الجميل ..... تعتبر الأطفال ورود زواجها ترويها يوميا بحبها وإخلاصها لهذا الزواج.... ترعاها وتضعها في قلبها والزواج هو التربه الخصبه التي تحافظ عليهم آلمها قلبها وهي تتذكر ...وتتذكر.... ولكن وجهها الجميل تغاضي عن الألم وهو يستقبل الابتسامه بأمر من قلبها العاشق ويعاود الابتسام بإشراق وصوتها الناعم يدغدغ ذرات الهواء من حولها "ألا يكفيك أنها تنطق اسمك صحيح أما أنا فتقول لين وأنا معها طوال اليوم..." أنزل تميم ابنته علي السرير وهو يحضر إحدي الألعاب أمامها كي تلتهي فيها ثم نظر لسيلين بتمعن ببنطالها الضيق الذي يحدد قوامها الأنثوي وبلوزتها الورديه التي تليق ببشرتها المشربه باحمرار طفيف إثر ليلة الأمس .....! . تلك الأنثي الفاتنه الممتلئه بالمشاعر الجياشه ..... هي زوجته ! أما شعيراتها السوداء الكثيفه المبلله المنطلقه علي كتفيها بحريه زادتها بساطه وسحر ابتسم بمكر و غمز بعينه الزرقاء وهو يقول " لأن تميم أسهل من سيلين جميلتي....ثم أنني متمكن مع الجنس الناعم" مطت شفتيها بغيظ ورفعت حاجبها باستنكار وهي تقول "حقا..!!.." أومأ برأسه ببطء وهو يقترب منها ويهمس في أذنها بوقاحه "ألم أثبت لك بالأمس أنني متمكن يا ملكه ....." شهقت باستنكار وهي تضربه علي كتفه وتقول بحرج "تميم ..لا تكن وقحا..." رفع حاجبيه بغيظ وهو يبتسم ابتسامه واسعه زادت من وسامته " ولما ...أنت زوجتي ....أم أنك لم تدركي بعد أنه لا حرج بين الأزواج..." احمرت وجنتيها رغما عنها وهي تطرق برأسها و تفكر في كلماته ...... زوجته ... نعم زوجته وقتما يريد لم تستطع لجم لسانها وهي ترفع عينيها مقابل عينيه تفصل بينهما شعيرات بسيطه تحمل مزيج بين عطره وعطرها وقالت بهمس لائم "وكلمة زوجتك هذه تشمل الاقتراب وقتما تريد والابتعاد وقتما تريد...." انقلبت ملامح وجهه الوسيم وهو يمحي تلك المسافه الصغيره للغايه التي تفصل بينهما منها ويقول بصوت جامد أوقف شعيراتها الصغيره في مؤخرة عنقها "هذا أنا يا سيلين .... وأعتقد أنك لم تجبري علي الزواج مني .... فلا تفتعلي المشكلات..." غصة حارقه ابتلعتها بصعوبه وهي تستمع لكلماته المبطنه بمعاني مهينه ورأته وهو يقبل وجنة ليان ثم يقوم من مكانه ويقول من علو " ماذا ينقصك حتي تقولي تلك الكلمات مرارا وتكرارا حتي شعرت بالاختناق ..." كانت تريد أن تصرخ في وجهه وتخبره أنها تريده هو ... تريد أن تتأكد من أهميتها في حياته سنوات وهي متحمله هذا الزواج ..... سنوات وهي متحمله سفراته الطويله الكثيره سنوات وهي تريد بشده أن ينجح زواجها وهي تنحي كل شيء جانبا حتي لا ينتهي هذا الزواج...!! ولكنه تابع مره أخري غير منتبه للحزن الذي ظلل عينيها الجميلتين "كنت مقرر أن نفطر سويا ولكني تذكرت عمل هام .... سأذهب للشركه...." امتلأت عيناها بالحزن وهي تنظر له يتجه للباب ولسانها يحاول إيقافه "تميم لماذا تغضب من أقل كلمه..." وقف قليلا ولم يستدر لها بينما هي تكمل بصوت متحشرج علّه يلامس دقاته الحنونه المختبأه في مكان ما ..... وتعود الرقه "أنا لم أخـ....." قاطعها وهو يقول بخفوت قاسي "يكفي يا سيلين لقد أفسدتي النهار فعليا ...فلا تزيديها...." ابتلعت غصه حارقه ألهبت حلقها وهي تنظر لظهره .... تود هزه قليلا حتي يكف عن كلماته البسيطه .... المهينه...!!..... يكف عن بروده الذي يقتلها يوما بعد يوم دون إدراكه ... أنت بتوجع وهي تهمس "أنا أفسدت نهارك يا تميم...؟..." زفر بعنف وهو يلتفت لها ويقول من بين أسنانه "ليس في وجود البنت يا سيلين...." ولكنه بهت لمنظر شحوبها المفاجئ بعدما كانت مشرقه كشمس في قلب السماء بتوهج نابض بالحياه .... كانت هي شمس المكان ..... ولكن الآن ... الشمس انطفأت....!!! اقترب منها ولمس وجنتها برقه وهو يهمس "ليس الآن سيلين ...ها...." أومأت برأسها وهي تبتلع ريقها بصعوبه ودمعه متحجره في عينها ابتلعتها معها ثم أومأت برأسها بهدوء وهي تدفن كل شيء داخلها.... قبل جبينها برقه وخرج تحت أنظارها المتألمه ولسانها يريد البوح بكل ما يعتمل في داخله .... ولكن اللسان عجز والعقل يخبرها أنها لم تخطئ ...والقلب ظل طوال اليوم حزين...! .................................................. .............................................. تصلبت مكانها وهي تري تلك الصوره التي محتها أمس تتجسد أمامها حيه .... بكل ما فيه بهيبته التي تملأ المكان .... بوسامته الوحشيه .... بنظرته القويه الثاقبه ....وابتسامته المائله المستفزه ..... كل هذا وهي ما زالت علي باب المكتب لم تدخل خطوه أخري..!! لمحة من كره بغيض لونت مشاعرها وهي تنظر له وكأن العمر لم يمر ..وكأن السنوات توقفت عند ذلك اليوم علي شاطئ البحر بين الموج والرمل ....ووجهه ولكن مهلا مياس... لقد تغير كثيرا عن آخر مره رأيته فيها ...... وجها لوجه.....صحيح أنك كنت ترينه في الصحف بين فتره وأخري ولكن الواقع مختلف ....! فالشاب الوسيم ...الجذاب ..ذو الشعر الطويل المتدلي علي رقبته بنعومه..وجسده الطويل المتناسق وقتها ....وابتسامته الرقيقه والتي تحولت لشراسه آخرمره رأيته فيها أصبح أقوي...غامض في نظرته .... أضخم في جسده ...بشعر أقصر مشذب للغايه وتلك الشراسه لم تفارقه للآن...بل زادت...! لقد مرت سنوات...!! وها هي مرة أخري تقف أمام شبح ماضيها ..... ذلك الشبح الذي قتلته أمس ...حتي تسير قدما يظهر أمامها من العدم .... يكشر عن أنيابه .....!! ياسين الصواف....!! "مياس....مياس...." انتبهت علي صوت حازم يناديها بقلق وهي واقفه مكانها كالغراء في الأرض ...لا حراك..! أغمضت عينيها لوهله علّه يكون كابوس مزعج وسرعان ما سيختفي من أمامها ولكن....! فتحت عينيها.... لا كان كابوس .... ولا انتهي شيء ....! "صـ...صباح الخير " صوتها كان متلعثم وهي تعلم .... ترتجف ... تعلم أيضا ... ولكن يجب أن تكون قويه يجب أن تحافظ علي قسمها أمس ومنذ سنوات ..... ذلك القسم الذي استنزف كل قواها حتي تجد نفسها مجددا ..... ولا تضيعها مره أخري....! سمعت تمتمه أنيقه خشنه هادئه من جانبه وعينين تتفرسان فيها بتمعن ... بينما حازم يجاوبها "أعتقد أن هيبة مكتبي الجديده ألجمت لسانك الطويل...." خرجت من صمتها الطويل وهي تبتلع ريقها بصعوبه وتحاول مشاكسة حازم كما المعتاد ولكنها فشلت وهي تقول بتلعثم " هممممممممم ...آه .....مكتب أنيق ..." رفع حازم حاجبه بحيره وهو يستشعر شرارات كهربيه في الأجواء ولكنه لا يفهم ..! حاولت صنع ابتسامه فاشله وهي تتقدم بخطوات ثابته نوعا ما .... محاوله منها لشحذ قوتها وفي نفسها تلعن اختيارها لثيابها البسيطه وقد تظن أنها لن تري الا حازم ...ولكن كل هذا ذهب هباءا وهي تري قطب من أقطاب البلد الآن..... قطب ذئبي...! تكلم حازم في محاوله منه لتخفيف الموقف الشائك والذي لتلك اللحظه لا يعلم سببه...! " سيد ياسين ...هذه مياس ابنة خالتي...." ضيق ياسين عينيه وهو يلتقط المعلومه الجديده وهي أن حازم يقرب مياس .... منذ دخولها للغرفه وجمله واحده تتراوح في عقله حتي كاد أن يهمسها "الجمال في جمالك يعاتبني...." تري هل هناك أجمل من هذا ..... وجه صبوح يشع تحدي وقوه... ملتف بغيمه حمراء تزيده لهبا.....! وقد أحس بفرقعات تجوب عقله وقلبه .... صحيح أنه كان يعلم عنها من وقت لآخر الا أن تلك المعلومات الدقيقه لا يعلمها تري هل كان يراها هكذا من قبل ...؟؟.... هل كانت جميله هكذا من قبل بتلك الروح التي انتشرت في المكان سنوات مرت لم يرها فيها ..... كم تغيرت ...!!.... هي لم تتغير بل أصبحت إنسانه أخري أنثي بجمال لاهب .... بشعر أحمر غامق مثير بتموجات جذابه .... كم بدي رائع علي بشرتها جسد المراهقه الصغيره فيما مضي اختفي تماما وحل مكانه جسد أنثي مثير وفتي فستان طويل ملتف حول جسدها الممشوق مظهرا حناياها الأنثويه بنعومه شديده بتفصيله بسيطه .... يضيق عند صدرها وخصرها ثم ينزل بتوسع قليل لأسفل .... وشعرها ...! ...كان بلونه الأحمر القاتم حكايه بأسرها .... حكايه متوهجه بلفائف حمراء نوع خاص من الجمال ... جمال آسر بملامح بارزه أنثويه وكبرياء عنيد وفكر.... كيف تتغير الفتيات هكذا ....؟؟... بين عام وآخر يتغير كل شيء ...!! يصبحن أكثر أنوثه ونضج.... ومياس أصبحت ذات قد مياس حقا شعوره في تلك اللحظه لا يعلمه ..... مشاعر مختلطه بين بهجه لرؤيتها وبين انقباض لا يعرف سببه... ياسين الآن غير ياسين الماضي ..... ظهورها الآن قد يؤذيها ... وهذا ما يخشاه...! انتفض بصمت وهو يسمع جملة حازم العفويه "مياس ...سكرتي... هذا السيد ياسين ...سيكون بيني وبينه ما شراكه ستشرفني بالتأكيد....." اغتاظ بقوه وهو يسمع كلمة ...سكرتي...!!... من سكرة من ...!! " يبدو أنني سأغير رأيي فيك يا حازم..وسأنهي تلك الشراكه التي لم تبدأ بعد" ساد صمت للحظات وعينيها الكهرمانيه المتقلبه تقابل عينيه الثاقبه ....أنفاسها المتلاحقه المتوتره ... خديها اللذين تلونا بحمره خفيفه أحرقتها من الداخل وهي تحاول إخفاؤه أما هو فكانت ملامحه لا تظهر شيء .... ملامح مبهمه جعلتها تئن من الداخل ولكن ما استفزها حقا تلك الابتسامه الرجوليه الجذابه التي ظهرت علي ملامحه الحاده وصوته الأجش وهو يقول بثبات " أنا أعرف مياس من قبل يا حازم .. لا داعي للتقديم....." ثم وقف بهيبه كادت تخنق أنفاسها ..... هيبه ملأت المكان وفاضت مد يده الكبيره كي يسلم عليها وهناك تحدي مبطن في عينيه أنها سترفض ذلك السلام ولكنها فردت يدها وقبضتها في الخفاء.... خلف ظهرها بتوتر... ودقات قلبها تنتفض بعنف وهي تشعر باختفاء الهواء من الأجواء تماما من حولها ولكنها حاولت تمالك نفسها وهي ترفع يدها الرقيقه كي تلامس أصابعه الخشنه المتحديه....!!... ارتجافتها وصلت له وهو يلامس أناملها الناعمه .... نعومه مرت في أعماقه ... تخبره أن القادم لن يكون خطرا عليها فقط بل عليه أيضا...!!..... كان ينظر لقامتها الصغيره بجواره بتمعن أرهقها وهي مطرقه رأسها ... لا يشيح نظراته عنها وكأنه يحتفظ بكل خلجه تصدر عنها ثم همس في نفسه "ارفعي عينيك ...." لحظات مرت وهي مطرقه رأسها مسلمه له يدها بوداعه غريبه فكرر مرة أخري دون صوت "ارفعي عينيك.." وكأن الرجاء وصلها وهي واقفه هكذا ...صغيره ...جميله..بجانب ضخامته المهيبه فرفعت عينين بألوانهما المختلطه وبريقهما الكهرماني .....وتاه هو في البريق ...!! لحظات مرت وهو تائه في عينيها .... متعطش ...يرتوي منها قدر ما يشاء.... يحفظ انحناءة حاجبيها .... والتواء أهدابها الطويله وتغيرهما الكامل...!! عيناها الماضيه المراهقه ذات الابتسامه الولهانه ...تغيرت.... ! "من أنت وصحوا في عينيك يزف العمر لأغنية ....."....نزار قباني أصبحت أكثر جمالا بلونها الغريب وزينتها الرقيقه الخفيفه ولكن الابتسامه الولهانه اختفت وأصبحت ذات نظره قويه متحديه وإن كان فيها نوعا من الارضطراب....... ولكنها اختلفت ..!! أما هي فكانت تشعر بهيمنته عليها من علو .... ياسين ... حلم الماضي ...يقف أمامها الآن بكل هيبته وسيطرته .... بنظرته النافذه لداخلها .... كيف لها ألا ترتعش ...!! أرخت أهدابها علي مشاعرها المضطربه وهي تتمني ألا يري نظرتها التائهه في ملامحه الخشنه ..... وفي لحظه كانت تسحب يدها من يده بعدما أصابتها قشعريره في جسدها بأكمله ..... ! كانت لحظات ....لحظات فقط ما مرت من حولها وهي واقفه أمامه ... ثم بهدوء جلست في الكرسي المقابل له بتهذيب...... وهي تجيل نظرها في المكتب من حولها متظاهره بمشاهدته ولكن داخلها مفرقعات العيد تعمل دون هواده... حاولت الصمود بقوه ولكن ارتعشت يداها رغما عنها فقبضتهم علي حافة الكرسي بصعوبه ثم رفعت عينيها لحازم الصامت ينظر للمشهد بحاجبين مرتفعين وعيون ضيقه ماكره تنظر لها...!! رفرفرت بأهدابها عدة مرات علّها تخرج بضع كلمات من حنجرتها الجافه "احم ....آه ... أنا أعرف السيد ياسين من قبل يا حازم...." ضغطت علي كلمة السيد في رساله صامته له وقد التقط رسالتها بحاجب مرفوع وابتسامه تحدي وهو يجلس أمامها بهيمنه واضعا ساق فوق الأخري.. هز حازم رأسه وهو يشعر بالجهل يحيطه من كل جانب ثم قال بصوت مشاكس " وكيف عرفتي السيد ياسين يا سكرتي...." تملك الغضب من ياسين وهو يشعر بالألفه بينهم أو قد يكون أكثر...!!...ولكنه تحكم في نفسه بصعوبه وهو يرسم ابتسامه دوبلوماسيه علي وجهه وهو يسمع صوتها الرقيق المتلعثم فقرر إخراجها من هذا الموقف وهو يقول بثبات " أنا كنت صديق ابن عمها ......أيمن ..." قال الاسم وكأنه يبصقه من فمه بقوه ولكن مع ابتسامه متصنعه ..... عضت شفتها وهي تسمع نبرته والتي تعلمها جيدا.... ودقات قلبها تتقافز خوفا من أن يكمل الحديث ... تخشي بقوه من القادم .... من جملته القادمه ...!! ولكن ما زاد الأمر سوء هو جملة حازم العفويه " امممممممم ...حسنا ... أظن أن أيمن سافر منذ سنوات ...." أغمضت عينيها بقوه وهي تشعر بأنفاسها تسحب منها ببطئ مقيــت...... "الآن ....سيخبره الآن ...يا الهي....." فكرت بصعوبه وهي تنتظر صوت ياسين الأجش ينطلق في الأجواء ويصيب قلبها بسهامه القاتله....!! ولكن ياسين أنهي مخاوفها وهو يقول بهدوء واضعا ساق فوق أخري بهيمنه " أنا لا أعلم عنه شيء منذ مده طويله ...." "كاذب" هي موقنه تماما أنه كاذب ..... ولكنه يبدو بارع في الكذب ... فطريقته المسيطره جعلت حازم يومئ برأسه وهو يحول دفة الحديث لاتجاه آخر " مياس يا سيد ياسين واصله من الخارج طازجه ..." نظرت له مياس شزرا وهو يتحدث عنها هكذا وكأنها شوال بطاطا آتي قي شحنه ولكنه لم يبالي وهو يغمز لها بعينيه الماكرتين " مياس كانت تدرس في الخارج .... ممكن تعتبرها مستشاره ماليه اقتصاديه مستقبليه...." رفع ياسين حاجبه وهو ينظر لها بابتسامه مغيظه ويقول "أكملتي دراستك في الخارج إذا....؟" لحظات مرت وهي تنظر له .... ملامحه ....نظرته .... ثم يده التي تحركت أمامها لو رأت دبلة زواجه الآن ...فستكون القاضيه .....! ولكنها بدلا من ذلك رأت خاتم ذو خرزه سوداء أنيق في يده اليمني ..ضخم قليلا ولكنه أفضل...! تنحنحت بغضب من نفسها وهي تنظر بعيد ثم تومئ برأسها وهي تقول من بين أسنانها بغيظ من الاثنين معا "كانت منحه من الجامعه وأخذت معها بعض الكورسات بحيث أستطيع العمل في الجامعه أو في أي شركه كبيره ...." هز ياسين رأسه بإعجاب شديد ونظراته التي تتفحصها بقوه وتتلكأ قليلا علي شفتيها المزمومه بغيظ ثم تعود النظرات لعينيها بأهدابها الطويله...بهدوء قاتل نظر لها حازم بمشاكسه وهو يغمز لعينيها بخبث ويقول "وبما أنك عاطله هذه الأيام فأنا قررت الاستفاده من خبراتك يا سكرتي...." قطبت مياس حاجبيها بحيره وهي تردف "ماذا تقصد يا حازم...؟؟.." اعتدل حازم في كرسيه وهو يقول بجديه احتلته مره واحده " يعني أنا أحتاجك معي خاصة وأنه سيبدأ عمل مع مجموعة الصواف (وأشار لياسين برأسه باحترام ) فسيكون مجالك موجود...." زفرت بعنف ثم هزت ساقيها بتوتر... فرغما عنها اصطدمت بالساق الطويله المقابله لها بسيطره رجوليه .... انتفضت وهي تعض شفتها وترفع عينيها له وهالها ما رأت من تحول لون عينيه للون عاصف أذهلها وحيرها في نفس الوقت ...فتلون وجهها للون قرمزي بينما جفنيها يسدلا الستار علي حيرتها .... نعومتها التي لامست ساقه المغطاه بقماش بذلته السوداء أربكه .... جعله يبدو كمراهق يلامس لأول مره فتاه بالغصب .... وهو شعور لم يجربه ....ولا حتي معها من قبل ....! لا يعلم كيف تغيرت نظرته ومشاعره عندما رآها ..... كانت مشاعر غريبه عليه لا يريدها ....! وعند شعوره ذاك تلونت ملامحه من التهكم للجديه الشديده ولمحة قسوه ...لا يريد لقلبه التحكم فأصبح كالذئب المتربص لفريسته الناعمه المضطربه وهو هادئ بثبات لعين يستمع للحوار بهدوء ويتفرس في ملامحها الجذابه بتمعن يربكها .... وعندما علم بتخصصها اشتغل عقله سريعا بأفكار غامضه قبل أن ينحي الأفكار جانبا في هذا الوقت الي أن ينفرد بنفسه ثم يعيد انتباهه للجالسه أمامه الممتعضه للفكره الي أن اصطدمت الساق بالساق ولامست ساقه نعومتها التي سحبتها فجأه وهي تحمر بشده....! "أظن أنها فكره جيده يا مياس..." صوته الهادئ وابتسامته البغيضه الجذابه واسمها الذي استباحه وكأنها من بقية عائلته جعلت الدماء تفور في عروقها ... كيف لها أن توافق علي العمل مع هذا الكائن ....؟؟...كيف لها أن تعود لخطوات كبيره فكرت للحظه أنها تجاوزتها بقوه في تلك السنوات .... ثقتها وشخصيتها الجديده جعلتها توقن أنها تغيرت حقا ولكن دقائق مع هذا الـ ياسين جعلتها تمحي تأكدها وتشعر أنها لن تستطيع الصمود أكثر .... لن تستطيع أبدا أن تتواجد معه في مكان واحد....إنها تكرهه..!! نهرها عقلها وهو يخبرها أنها ستعمل مع حازم وليس ياسين بمعني أنها لن تتواجد مع ياسين سوي قليلا ولكن قلبها انتفض وهو يعلن ....لا ....صراحة....حتي لو كانت مره واحده فهي لن تتحمل ذلك ....! لن تتحمل نظرته الجديده هذه....نظرة رجل لأنثي...وإن كان يغلفها بمظاهر براءه الا أنها نظرة رجل خبير يجعلها كالفأر المذعور من القادم ...! بعدما كانت لا تلقي منه نظره ...نظره واحده في السابق ...الآن بعد تلك السنوات تكون بجانبه مره أخري ولكنها مياس أخري ...هي تعلم ذلك ...أصبحت أنثي وهو خطر بشراسته المتزايده عن قبل ...! ولكنه متزوج ....!! وقد يكون آمن .... ولكنها تخشي من نفسها أيضا ضيقت عينيها وهي تفكر مره أخري لن تتحمل تواجده الجديد حولها ...بل لن تتحمله هو شخصيا...!! بتلك الهيمنه الرجوليه المغيظه لحواسها وعند أفكارها انتفضت واقفه وهي تأخذ حقيبتها بعصبيه شديده وتوجه حديثها لحازم "أنا لست موافقه ...ثم عندما تريد مني شيء أخبرني قبلها لا تضعني أمام الأمر الواقع هكذا...." وبدون القاء نظره علي الشخص المواجه لها والذ سبب لها كل هذا التوتر بذكريات كانت اعتقدت أنها محتها من الذاكره ....توجهت ناحية الباب بخطوات غاضبه جعلت حازم يعقد حاجبيه بتفكير.... بينما ابتسامه ملتويه تتلاعب علي شفتي ياسين وهو يقول لحازم بهدوء ماكر " لا تقلق ستأخذ وقتها ..وتقبل..." هز حازم رأسه وهو يشعر أن الأمر تعدي غضب مياس المعتاد ولكن هناك شيء وهو لا يعلمه سينتظر قليلا لتهدأ ثم يفهم ما الأمر..؟؟...
خرجت من المكتب وهي تشعر بانهزام كامل في مشاعرها .... كيف قابلته بهذا الهدوء...؟؟
لماذا لم تنقض عليه بأظافرها كي تخلص منه ما مضي ..؟؟...أيعقل أنه سيكون من المسلمات 
الجديده في حياتها ...!.... بعد كل تلك السنوات يأتي كي يخرب إيمانها بنفسها 
ذلك السلام الذي حاولت لسنوات بثه في نفسها ومشاعرها ..... كله ضاع في دقائق
زفرت أنفاسها وهي تشعر بالاختناق ..... خطواتها خارج البنايه أصبحت أقل سرعه وغضب
بينما دقات قلبها تتقافز في غضب مستعر .....!
أي ريح أتت به اليها مره أخري ...لا وهذه المره علاقته بحازم صديقها وابن خالتها 
يا الهي ما هذه الورطه ...؟؟
نسمات مشبعه بغبار خفيف كما حال موسم الزيتون عادة حركت خصلاتها الحمراء 
وجعلتها تغمض عينيها للحظات قبل أن تفتحهما وهي تقف فجأه تنفس عن غضبها قليلا
بحركه طفوليه من قدمها بضرب حجر صغير في الأرض جعل الماره تنظر لها بتعجب 
مما جعلها تحمر وهي تطرق برأسها قليلا في حرج ....
ثم نظرت يمينا وهي ترفع يدها محاوله إيقاف سيارة أجره..... توقفت السياره ودخلتها
وهي تزفر بغضب مما جعل الرجل يخاطبها بلهجه ممطوطه خفيفة الظل
" ما بك يا أستاذه ..؟؟..ما هذا النهار الذي كل من فيه غاضبين ...؟؟.."
ضيقت عينيها في توجس فهي غير معتاده علي التعامل السلس مع الغرباء وقالت بهدوء
ونبرة احترام فقد كان رجل في الخمسينيات 
"لماذا تقول ذلك يا عم ....امممممم بالمناسبه ما هو اسمك...؟.."
رد عليها الرجل بموده 
"اسمي جلال يا أستاذه..."
ابتسمت نصف ابتسامة وهي تشعر بخفة ظل الرجل ثم قالت بصوتها الرقيق
"اممممم حسنا يا عم جلال لماذا تقول أن الجميع غضبان...."
أردف الرجل وهي ينظر للطريق أمامه 
"ركب معي شاب تزوج منذ أربع سنوات يعمل بدوامين كي يحسن من الدخل وأمس
كان نائم بعد الغداء استيقظ علي صراخ زوجته فيه ....."
قطبت جبينها وهي تسأله 
"ولماذا تصرخ فيه زوجته طالما الرجل يتعب بهذا الشكل...."
ضحك الرجل بقوه وهو يتذكر الموقف
"لقد أخبرني أنها كانت تشاهد مسلسل تركي ... اممم...لا أذكر اسمه ...وشاهدت البطل
يساعد زوجته في أعمال المنزل لأنها كانت متعبه ثم بعد ذلك صنع لها مفاجأه بأن 
دعاها للعشاء بأن ملأ المنزل ورود وصنع لها العشاء بيده ....."
ثم تابع الرجل بقهقهه مرحه 
"المرأه تركت كل ما فعله الرجل لأجل زوجته وصرخت في زوجها تخبره أنها منذ زواجهم
انتظرته يملأ المنزل ورود ولكنه لم يفعل ...."
مطت مياس شفتيها باستغراب ثم همست بجديه زائفه
" وأنا كنت أتساءل عن سبب حالات الطلاق الكثيره ... حتي الدوله يا عيني لم تنفك
عن ذكر الأمر حتي بات من المسلمات كنشرة التاسعه ..... وتكون الورود السبب 
ونحن لا نعلم..."
ضحك الرجل وهو يقول 
" تقريبا يا ابنتي الزهور هي السبب .... لو كان أخبرني لأحضرتها له..."
ضحكت مياس بقوه علي خفة ظل الرجل ثم قالت هي الأخري باستغراب
"أنا كنت أتوقع أن تطلب منه مساعدتها في أعمال المنزل ...."
ابتسم الرجل بحنكه وهو يقول
"النساء يا ابنتي لا تتوقعي مزاجهن ولا أفكارهن ... من يفهمهن يجب أن يكون ذو حنكه
وصبور ويعلم كيف يتعامل مع النساء...."
شعرت مياس بتغير كامل في مزاجها من محادثة ذلك الرجل وأردفت بعفويه
"وأنت يا عم جلال كيف تعامل زوجتك...؟؟..."
تنهد الرجل بسماحه وهو يردف 
"التعامل مع النساء لا يحتاج لعقل ذري يا ابنتي ....فقط عندما تكون أم محمود متعبه
أساعدها قليلا .... عندما تقدم لي الطعام أقول لها سلمت يداك...فتشعر أن تعبها لم يضع هباء....
عندما أغضب تمتصني بهدوء وعندما تغضب هي لا أصرخ بها بل أسمعها لأنها
قليلا ما تنفس عن غضبها .... الأشياء التي أستطيع صنعها لنفسي أفعلها كي لا أكلفها 
بزياده عن طاقتها ...والأهم من ذلك يا ابنتي ...الاحترام أمام الغرباء ...فلا يمكن
أن أعلي صوتي عليها أمام أحد ولا أناديها الا بأم محمود ....وهي أيضا في كل صلاة 
أسمعها تدعي لي بالهدايه والرزق....."
اغرورقت عينا مياس بالدموع وهي تستمع لأقل مظاهر المشاعر وتذكرت لسان والدها
الطيب الذي لا يعيب والدتها أبدا ..... ولكن كم رضوان وجلال في بلدنا....!!!
كم بدت كلمات هادئه بسيطه ولكنها مفعمه بالموده ..... تنهدت برضا وهي تنظر للرجل
الذي لم ينظر لها من بداية الطريق .....
وصلت للمنزل وهي تعطي للرجل أجرته وتشكره وتأخذ هاتفه من أجل اذا احتاجته فجأه
تتصل به ... فقد ارتاحت له ...!!
.................................................. .................................................. ..
دخلت من باب المرآت وهي تشعر أن الجو أصبح أفضل ونسمات الهواء أكثر انتعاشا
تلاعبت بالحقيبه علي كتفها وهي تفكر فيما حدث اليوم ...
هل ستوافق حقا علي العمل ...؟؟
اممممم يبدو أن الأمر سيأخذ وقت طويل في التفكير ...يبدو أن الأمر أصبح أصعب مما 
تتصور ولكن ذلك الرجل الطيب الذي قابلته منذ دقائق أثر فيها بشكل معين 
قد تكون طيبته أو إخلاصه في الحديث عن زوجته .... كل هذا أث فيها
ولكنها عادت لتتمتم بعجز
"يا رب ألهمني الصواب..."

سلسلة قلوب شائكة /الحزء الاول(متاهات بين أروقة العشق) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن