18

1.2K 147 41
                                    

"عاد عمر من جديد"

في صباح يوم جديد كان عمر مهوما متعكر المزاج وقد اختفت البسمه من ملامحه وقد لاحظ الجميع ذلك

لااحد يعلم ان الاحلام التي كانت تراوده اصبحت اشد واكثر مرورا وهو يفكر بها ليلا ونهارا

كل من يجلس على المائده كان ينظر له باستغراب حتى نهض هو قائلا
:الحمد لله لقد شبعت

توجه الى غرفته وغير ثيابه وخرج متوجها الى الحديقه ليستنشق بعض الهواء
جلس على احد المقاعد فرأى مجموعه من الاولاد يلعبون فابتسم متذكرا كيف كانت حياته سابقا في صغره

لم ينتبه الا وهو يرى زوج من الاقدام امامه رفع نظره ليقع على الاخوين حسين وعباس
شعر عمر بالخجل منهما ولكن هما لم يريدا احراجه لذلك ابتسم كلاهما في وجهه

جلس حسين في الجهه اليمنى وعباس في الجهه اليسرى واصبح عمر يتوسط الاثنين
صمت ونسمات الهواء هي من تتحدث
قلب يخفق بخوف واخر بسعاده وقلب يدعو الله ان يتمم الامور على خير
تحدث اخيرا ذلك الصامت الخجول

:انا اسف ياعباس لم اكن اقصد ذلك صدقني

التفت الاخر اليه كانه انتظر منه بدايه الكلام
:لا ياصاحبي لاتقل ذلك، لم يحدث شيء،انت بمثابه حسين

:ونعم الاخ ،سامحني على فعلتي

وماان كاد عباس يجيب حتى هتف حسين ممازحا
: هل ستتغزلان ببعضكما الان، سيصبح لدي جفاف عاطفي

ضحك الثلاثه معا ثم تحدث حسين مره اخرى
لكن هذه المره تحدث بجديه
:اذا ياعمر لما انت هنا?!

انحنى عمر واضعا يديه على ركبتيه ودفن وجهه بين كفيه
وراح يخرج حسرات

تعجب عباس منه بينما بقي حسين هادئا منتظرا
حتى قال عمر
: مازالت اراه باحلامي

قال عباس بتعجب
:من هو ?!

نطق حسين بشرود
:صاحب الزمان ،كيف تراه ياعمر، ماذا يقول لك، هل تحدثه?

: كلما اراه بحلمي يدعوني للقدوم اليه، اجده يناديني ويقول انه بانتظار قدومي اليه ،لم ارى شكله ابدا فقط اراه من بعيد وكلما اقتربت زاد البعد بيننا ولكن انا …

توقف عن الحديث عندما سمع صوت انين وبكاء
كان الاخران يبكيان لكن حسين كان اشد بكاءا وتأثرا بكلامه
من شده بكائه راح يسعل بقوه وعادت اليه نوبه مرضه اسرع اليه عباس وهو يحمل بيده قنينه ماء وراح يمسح على ظهره ليهدئه

بينما بقي عمر ينظر لهما بصمت
بعد ان هدء حسين قليلا قال لعمر
:يااخي هل جربت زياره الحسين عليه السلام

اجابه نافيا
:كلا لم ازره في حياتي ابدا

تبسم الاخر وقال
: اذا تعال لنذهب لزياره جد الامام الحجه عليه السلام فستجد عنده جواب اسالتك

وفعلا في غضون ساعتين كان الثلاثه يقفون امام مرقد الامام الحسين عليه السلام
تقدم حسين الى باب الدخول وقبله وراح يهمس بكلمات لم يسمعها الاخرون لكن دموعه كان تجري بشده كانه كان مشتاقا كثيرا لهذا اللقاء

كان عمر معهم جسدا لاروحا اذ شعر ان روحه اسرعت قبله بالدخول وهي تنادي جسده للقدوم
تحرك جسده لااراديا متقدما بينما عيناه مدهوشتان بما يراه

اناس من مختلف انحاء العالم صحيح كان يسمع بمرقد الامام الحسين لكن لم يسبق له ان يتشرف بزيارته

ماان دخل حتى هب عليه ذلك النسيم العليل جميل الرائحه ينعش الروح والبدن
:رائحه الجنه

هذا ماتكلم به عباس بعد دخوله المرقد الشريف

:لنجلس اولا ونقرأ الزياره بعدها سندخل لنزور

قال حسين ووافقه الاثنان على اقتراحه
جلس الثلاثه متجاورين وكل واحد منهم يمسك بكتاب الزياره وانشغلوا بالقراءه

مرت دقائق معدوده وانتهى الجميع من قراءه الزياره
وقف حسين وقال
: سندخل الان ان حدث شي او ضاع احدكم فليقف عند خروجه بهذا المكان

اوما الاثنان بالموافقه
ودخل الثلاثه معا الى قطعه من قطع الجنه

لم يعلم عمر مايفعل فقد كان يرى بعض الاشخاص يناجون الامام وبعضهم يشكرونه لقضاء حوائجهم وبعضهم يبكي وبعضهم يتوسل لقضاء حاجته

وفي وسط كل هذا انتبه انه اضاع حسين وعباس ولم يعد هناك اثر لهما وسط الزحام

لكنه لم يبحث عنهم بل وقف بعيدا عن الزحام ينظر الى المرقد الشريف ينظر اليه وعينيه تتلالأ بالدمع

لم يعرف لما اراد ان يتحدث معه ان يخبره بما في قلبه لكنه لم يقل سوى كلمه واحده

كلمه هزته من اعلى راسه الى اخمص قدميه

حيث نادى باعلى صوته
:ياحسين

ثم اغمي عليه ……

"ناديته فأتاني"

سابحث عن امليحيث تعيش القصص. اكتشف الآن