14

1.3K 155 18
                                    

هناك حيث لااحد يسمع صوتك اذا صرخت سوى الله
هناك في قعر تلك الزنزانه المظلمه
او لنقل ذلك المكان الصغير الذي اتخذه صاحبه محرابا ومسجدا للتعبد
يجلس وتجلس بجانبه زوجته
احد عشر سنه مرت على زواجه بها وكانت له نعم الزوجة
كانا يحلمان بالكثير لكن غلبت مشيئه الله على احلامهم

كان حلمهما ان يرزقا بطفل ليزيد عليهما سعادتهما
لكن كما نعرف كلنا "المؤمن مبتلى"

بعد ان عم الصمت المكان نادت ايمان زوجها بنبره اقرب للهمس
:باقر هل سيستجيب?

استدار وعيناه امتلأت بالرضا على مشيئه الله وعدم معارضته
اجابها بنبره زرعت في داخلها الامل
:سيستجيب صدقيني سيستجيب

ماكان منها الا ان تنهمر دموعها دون توقف وهي تردد يالله

:هيا ياعزيزتي لنقف ونصلي صلاه الاستغاثه بسيدتي الزهراء عليها السلام

وقفت وقالت
:عليها السلام، توكلنا على الله
ساجدد الوضوء واعود اليك لنصلي

صعدت السلم المؤدي الى غرفه جانبيه في المنزل ومنها اتجهت الى والده زوجها لتطمئن عليها

:السلام عليكم هل يمكنني الدخول ياامي ?
قالت بعد ان طرقت الباب لتسمع بعدها ردا للسلام واذنا بالدخول

:وعليكم السلام والرحمه يابنتي، تفضلي حبيبتي

دلفت الى الغرفه واتجهت لتلك المرأه ذات العقد الخامس وجلست بجانبها

:كيف حالك ياامي

:الحمد لله حبيبتي، اتعلمين انا اسعد شخص في الدنيا لان الله جعلني اختارك زوجه لابني

نظرت لها بزعل قائله
:وهل انا زوجه ابنك فقط!

تبسمت ضاحكه وسحبتها لحضنها قائله
:كلا ياحبيبتي انتي ابنتي

ضحكت الاخرى
:هذا ماكنت اريد سماعه،والان استاذنك ساذهب الى باقر

:اذهبي يابنتي كان الله في عونك

خرجت وجددت وضوئها وعادت الى تلك الغرفه الصغيره التي يتواجد بها زوجها
فوجدته جالسا يقرء القران بصوت جميل
اغلق القران الكريم مقبلا اياه
ثم وقف مشيرا اليها انه حان وقت اداء الصلاه
فوقفت خلفه وبدءا في صلاه الاستغاثه

---------------------------
:احمد اعد لي هاتفي

كان عمرا منزعجا جدا بسبب اخيه المشاكس الذي اخذ هاتفه وراح يقفز هنا وهناك

:لكن انا اريد ان العب

ماان اتم كلامه حتى رن الهاتف
ويال حظ عمر كان المتصل هو عباس

:السلام عليكم

:وعليكم السلام اهلا اخي عباس كيف حالك

:الحمد لله وانت

:الحمد لله اشتقنا لك يااخي لما لم تتصل منذ فتره

تنهد بحزن قائلا
:اسف ياصديقي ولكن كنت مشغولا مع حسين
حالته حرجه ويحتاج الى عنايه

صمت قليلا ثم اردف
:هو لا ينفك يردد بلسانه ياصاحب الزمان
انا اشعر بالحزن من نفسي واتمنى لو كنت عاشقا مثله

شعر عمر بالحزن هو الاخر
فرغم محاولاته للتقرب من صاحب الزمان
الا انه لايعلم عنه الكثير
ويشعر انه يبتعد بدلا من اقترابه

:عباس هل لك ان تسدي الي معرفا

:بالتاكيد يااخي، ماذا تريد?

:ساخرج بعد ساعه واذهب الى الحديقه العامه واريد ان القاك هناك
لدي الكثير من الامور التي اجهلها واريد معرفتها عن صاحب الزمان

:لك ذلك يااخي ساكون هناك ان شاء الله تعالى

:ان شاء الله ابلغ سلامي لحسين

:وعليكم السلام، في امان الله

:في حفظ الرحمن

اغلق هاتفه واعتصره بيده
وراح يردد
:لماذا لست مثلهم! مافرقي عنهم لما لااعرف من يكون واين يكون ?لما لاتساعدني ياصاحب الزمان 

نزلت دموعه رمى هاتفه جانبا وراح ليتوضا ويقرء القليل من القران لعله يهدء

-------------------------

:ابي لقد حلمت حلما غريبا البارحه

قالت فاطمه وهي شارده الذهن

:وماذا كان حلمك يافاطمه

:حلمت كانني في منزل ليس بمنزلنا وكنت في غرفه مظلمه
خرجت من تلك الغرفه وانا لااعلم اين اذهب لكني رايت احد الغرف يشع منها نور عظيم
وعندما اقتربت رايت رجلا يرتدي السواء وكان يقرء زياره عاشوراء بصوت جميل وحزين وكان يبكي
وماان اردت ان احدثه استيقظت من حلمي

تنهدت بحزن نهايه حديثها
اردفت قائله
:ليتني عرفت من هو

رد والدها عليها قائلا
:ربما انتي تعرفينه

سابحث عن امليحيث تعيش القصص. اكتشف الآن