القدر أم الحب؟؟ || Fate or Love

حفلة (23)

-ويليام أنا آسفة حقاً. لم أقصد أن أفعل ذلك.

-إنها المرة الرابعة إيلينا وهذا لا يغتفر.

ترقرقت الدموع بعيني وقلت بنبرة منكسرة:
-آسفة جداً. صدقني لقد بذلت كل طاقتي ولكني لم أنجح. لقد أفسدت كل شيء.

شعرت بويليام يحدّق بي بصدمة. أخفضت رأسي للأرض بسرعة وأنا أعلم أنه سيوبخني ولكني لم أستطع أن أمنع نفسي من الشعور بالذنب.

تقدم ويليام حتى وقف أمامي. شعرت بيده ترفع رأسي بهدوء لتتلاقى نظراتنا.

شعرت بحرارةٍ تسري في أنحاء جسدي وأنا أرى نظرة ويليام المعاتبة قبل أن يقول:
-أيتها الحمقاء. لقد كنت أمزح فقط. لا تأخذي كلامي على محمل الجد. أنا أسف حقاً. لم أكن أظن أنك حمقاء لدرجة البكاء لسبب سخيف كهذا.

ثم بدأ يمسح دموعي بإبهامه وتابع قائلاً:
-أخبرتك أنني لا أريد أي شيء منك. يكفيني أنك بذلتِ جهدك.

حاولت أن أكتم حزني وأنا أقول:
-ولكني أردته أن يكون يوماً مميزاً.

رد علي بابتسامة دافئة جعلت قلبي يغوص عميقاً بين أضلاعي وقال:
-صدقيني يا فراشتي الجميلة كل لحظة أقضيها معك مميزة جداً.

ذممت شفتي وأنا أقول بإحباط:
-ربما كان علي ألا أصر على صنع الكعكة بنفسي. وإلا لما أفسدتها أربع مرات وتسببت بخسارة كل هذا الوقت من هذا اليوم المميز.

إنه عيد ميلادك ورغم هذا لا أستطيع أن أصنع لك كعكة بسيطة احتفالاً بهذه المناسبة المهمة.

عادت تلك الابتسامة إليه وهو ينظر إلى تلك الكعكة المحترقة الموضوعة على الطاولة.

ثم اتجه إليها وتناول قطعة صغيرة تحت نظراتي المستغربة قبل أن يقول:
-إنها ليست بهذا السوء. إنها محترقة قليلاً وينقصها القليل من السكر فقط.

ثم تناول قطعة صغيرة أخرى ثم أضاف بنبرةٍ مازحة:
-إنها قاسية قليلاً أيضاً ولكن لا بأس بها كمبتدئة.
وأظن أنك بعد خمسين محاولة أخرى ستتقنينها جيداً.

نظرت إليه بامتعاض من سخريته من كعكتي رغم أنني أعرف أنها أسوأ من وصفه بكثير.

ولكني حاولت أن أدعي الجدية وأنا أتقدم إلى الكعكة بكل ثقة وأقول:
-أنا طباخة ماهرة جداً ولكن أنت لا تدرك موهبتي.

تناولت قطعة من الكعكة لتظهر ملامح الامتعاض جلية على وجهي من طعمها اللاذع. ونظرت باستسلام إليه وأنا أقول:
-أظن أنك محق. ربما بعد مئة محاولةٍ أخرى سأنجح في صنعها.

ضحك قائلاً:
-أرأيتِ؟؟ لذا عليك ألا تفقدي الأمل.

ابتسمت تلقائياً وقلت بتهديد:
-إذاً عليك أن تكون مستعداً لتذوق كعكاتي في كل مرة.