إيلينا:
استيقظت بتكاسل شديد وجفون مغلقة وتحركت كالرجل الآلي مصطدمة بكل ما حولي من أشياء وحقاً لا أدري كيف وصلت إلى الحمام.
أخذت حماماً سريعاً منشطاً لإبعاد النعاس الشديد الذي أشعر به بسبب سهرتنا الطويلة في حفلة البارحة.
أشعر أنني كنت أحلم ولا أستطيع تصديق ما حدث حتى الآن. ارتفعت يدي بشكل تلقائي إلى شفتي وأنا أتذكر ما حصل بيني وبين ويليام في الحفلة.
كان شعوراً لا يوصف في تلك اللحظة.
هززت رأسي يميناً وشمالا ًونفضت تلك الأفكار عن عقلي وأنا أشعر بنبضات قلبي المضطربة. أنا حقاً لا أزال تحت تأثير تلك القبلة حتى الآن.
ارتديت ملابسي واتجهت إلى المشفى وأنا أشعر بالتوتر من الطريقة التي سيعاملني بها الآخرين في المشفى بعد أن علموا أني زوجة ويليام.
لقد بقي ويليام في المشفى البارحة كي ينهي أعماله بينما عدت إلى البيت وحدي لأنه لم يكن لدي مناوبة البارحة.
بعد أن انتهيت من تجهيز نفسي اتجهت إلى موقف الحافلات ولسوء حظي لم تكن الحافلة موجودة وأخبروني أنها غادرت قبل قليل. يا إلهي لا أريد أن أتأخر مجدداً. إنها المرة الخامسة هذا الشهر ولابد أنني سأعاقب.
بدأت بالسير باتجاه المشفى وأنا أتمنى أن أعثر على أي سيارة توصلني إلى هناك ولكن حظي كان مصرّاً على موقفه السلبي اليوم. الشارع كان خالياً تماماً في هذه الساعة المبكرة والجو باردٌ جداً ولذا فقدت الشعور بأطرافي التي تجمدت.
بينما كنت أسير رأيت آلة بيع للقهوة الساخنة ورغم أنني لا أحبها قررت أن أشتري كأسا كي يدفئني في هذا البرد القارص.
كان هناك شخص يشتري القهوة أيضاً ولذا وقفت بجواره أنتظره حتى ينتهي. كان يتحدث على الهاتف مع شخص آخر وقد كان حديثه كالآتي:
-حسناً انتظريني عند تقاطع الشارع السادس والسابع سأكون هناك بعد قليل ولا تتأخري. إنّ الموضوع مهم جداً ولا يمكن تأجيله أبداً وإلا ازدادت الأمور سوءاً.
كان قد انتهى من شراء القهوة وابتعد عني حينها ولم أعد أسمع ما يقوله. وضعت النقود في الآلة وطلبت كوباً من القهوة وانتظرته حتى يمتلئ.
لفت نظري شيءٌ ما ملقى على الأرض ولذا التقطته وقد كان عبارة عن ظرف متوسط الحجم أسود وعليه ختم باللون الأحمر. شعرت بأنني رأيت هذا الختم من قبل في مكان ما ولكني لا أتذكر أين.
ولكن لمن هذا الظرف الذي يبدو من مظهره أنه مهمٌ جداً. تذكرت الرجل الذي كان يشتري القهوة وأدركت أن هذا الظرف له. يا إلهي ماذا سأفعل!!
هل علي أن ألحقه وأعطيه إياه؟؟ ولكني سأتأخر عن الدوام كثيراً.
إذا هل علي أن أتجاهل الموضوع فقط وأترك الظرف في مكانه؟؟ ولكن ماذا لو كان الأمر مهماً جداً وتسببت أنا بكارثة دون قصد. لابد أنني سأشعر بالذنب لبقية حياتي.
أنت تقرأ
القدر أم الحب؟؟ || Fate or Love
Romanceلن أتخلى عنك ما دمت أتنفس.... كانت هذه كلماتي عندما وعدته بالبقاء معه دائما.... ولكن لم أعلم أن القدر كان يسخر مني حينها... كان العالم كله يتأمر ضدي... وبالفعل كان لهم ما أرادوا... وها هي حياتي تحولت إلى جحيم مجددا... أنا إنسانة ولدت لتشقى وعاشت طفو...
