هل يمكنني العودة الآن!! (18)

7.1K 414 209
                                    

بدأت العملية في الوقت المحدد تماما وقد سار كل شيء على ما يرام ولم تحدث أي مشاكل معي أو مع ويليام حتى وصلنا للجزء الأصعب من العملية وهو قيامي بإزالة الورم الكبدي الذي يجب أن يتوافق مع فتح ويليام لمسار الشريان المغلق.

وبما أن إزالة ورم الكبد تستغرق وقتا أطول لذا علي أن أبدأ بإزالة الورم بسرعة قبل أن يبدأ ويليام بفتح المسار بحيث ننتهي معا كي يتدفق الدم من الشريان إلى الكبد ويعاود عمله بشكل كامل.

إن إزالة الورم ليس صعبا أبدا بل هو موضوع بسيط جدا ويستطيع حتى الطبيب المبتدئ القيام به.

ولكن المشكلة الوحيدة التي كانت ذريعة جميع الأطباء حول العالم للابتعاد عن هذا النوع من العمليات هو اختيار اللحظة المناسبة لكي يبدأ ويليام بفتح المسار بحيث ننتهي معا.

فأغلب العمليات المزدوجة قد فشلت بسبب خطأ في تقدير الوقت المناسب للبدء بالمرحلة الثانية بحيث تنتهي المرحلتان معا. وهذا التقدير يعتمد على خبرة الطبيبان وعلى معرفة كل من الطبيبين لأسلوب الآخر معرفة تامة كي يستطيع تقدير الوقت الذي يحتاجه للانتهاء.

وقد اتفقنا أنا وويليام أن أبدأ بإزالة الورم حتى أصل إلى اللحظة التي أشعر فيها أنه يجب أن يبدأ بفتح المسار فأخبره أن يبدأ فإن شعر ويليام أن هذه هي اللحظة المناسبة سيبدأ بفتح المسار فورا أو بالعكس إن شعر ويليام أثناء قيامي بإزالة الورم بأنه يجب أن يبدأ سيخبرني بذلك فإن اتفقت معه في ذلك بدأ بمهمته.

هذا هو الجانب البسيط للموضوع ولكن الكارثة هي ألا نتفق في التوقيت وعندها ستحدث مشكلة حقيقة وقد نوقف العملية.

هذه كانت الخطة التي وضعناها أنا وويليام للعملية بعد ساعات من الجدال طوال الليلة السابقة.

شعرت بالقليل من التوتر لأنني أعلم أن جميع أطباء المشفى يشاهدون هذه العملية في هذه اللحظة ولأن نجاح أو فشل هذه العملية سيعني نجاح المشفى أو فشله في تجربته الأولى وبما أن ويليام طبيب مشهور والجميع يقر بمدى مهارته فلن يجرؤ أحد على لومه إن فشلت العملية وبالتالي فإن كل اللوم سيقع على عاتقي وسأنادى بالفاشلة لبقية حياتي. هذا إن بقي لي حياة أنادى فيها بالفاشلة.

طردت كل تلك الأفكار من عقلي وقررت التركيز على العملية فقط. وقبل أن أبدأ بإزالة الورم نظرت إلى ويليام نظرة أخيرة لأستمد منه بعض الشجاعة وبالفعل كان ينظر إلي بنظرات واثقة تخبرني أن كل شيء سيكون على ما يرام.

أستطيع أن أعرف كل ما يريد ويليام قوله دون أن ينطق حرفاً. وأستطيع أن أقرأ سطوراً من الكلمات في عينيه الزرقاوين. شعرت بالثقة بنفسي وبقدرتي على النجاح ولذلك أخذت نفساً عميقاً وبدأت بإزالة الورم.

وهكذا بدأ الورم يتضاءل شيئاً فشيئاً حتى شعرت أن ويليام يجب أن يبدأ الآن ولذلك رفعت نظري إلى ويليام الذي كان يرفع نظره إلي أيضاً وقلنا في نفس اللحظة وبصوت واحد:
-الآن.

القدر أم الحب؟؟ || Fate or Loveحيث تعيش القصص. اكتشف الآن