الفصل الخامس والعشرون و الأخير .... أنت بذاكرة قلبي

14.1K 438 32
                                    

أطل مارك من الباب ببطء و أخذ يتأملها و هي تنظر له بإرهاق، كأنه ينتظر منها أن تطرده، شعرت بأنها لا تعرف ذلك الرجل الذي يقف ينتظر منها كلمة و قد غادرته الثقة كما ، بدا لها أكبر بعشر سنوات، أشارت له أن يدخل...جلس على طرف الفراش: - هل... هل أنتِ بخير؟
أومأت برأسها، فتابع: - لا أعرف من أين أبدأ... أعلم أن أبي و جدي أخبراكِ بالكثير لكنني مدين لك بالأكثر.
تفاجأت عندما سمعت نفسها تسأله: - هل أحببتني قط؟
اقترب منها و قد ألقى بكل الحذر الذي كان يستولي عليه: - عندما أفكر في الأمر أشعر أنني أحببتك منذ الأزل.
أشاحت بوجهها لتخفي دموعها: - أرجوك لا أريد أن أسمع أشعاراً... قاطعها بحدة: - ليست أشعار، لقد كلفني الاعتراف لنفسي بأنني أحبك الكثير... حاولت كل الطرق لأن أمنع ما حدث، تشاجرت معك، هاجمتك، فعلت كل شئ و لم أفلح.
حاولت أن تخفي ابتسامتها التي حاولت الظهور عندما تذكرت صراعاتهما الماضية: - لكنك تزوجتني لـــ....
قاطعها: - أجل... لقد تزوجتك لسبب غبي... غبي، لكن إلى الجحيم بكل الأسباب طالما كانت النهاية أنني حصلت عليكِ، لا يمكنك تخيل عدد المرات التي فكرت فيها بإخبارك بكل شيء لكنني في كل مرة كنت أراك و أنت تتركيني و تختفي من حياتي بعد معرفة الحقيقة فأتراجع و لا أستطيع إلا أن أضمك إلي بقوة و كأنني بهذه الطريقة أضمن أنكِ لن ترحلي.
تذكرت سالي تلك المرات التي كان يعتصرها فيها بين ذراعيه شارداً ، و وقتها كانت تخبره هامسةً_حتى دون أن تعرف ما يفكر به_ أنها بجواره... كانت تنبهه إلى أنها موجودة بجواره و لن ترحل لكنها لم تكن تظن أنه فعلا كان يخشى أن تتركه، قال: - أجل... كنتِ تخبريني أنك بجواري لكن هذا كان يزيدني قلقاً و ألماً فكيف أطمئن و أنتِ لا تعلمين كل شيء، كيف لي أن أتقبل مواساتك تلك و أنا أشعر أنني خدعتك.
صمت قليلاً ثم قال: - أما موضوع الأطفال...
قاطعته بتفهم صدمه: - يمكنني أن أتفهم عدم رغبتك في الأطفال، و الغريب أنني عرفت ذلك في الفترة التي كنت فاقدة للذاكرة فيها، حديثك الغارق بالمرارة عن والدتك، إحساس عدم الأمان المتأصل بك، لكن كان يجب أن تخبرني، فأنا لست أوليفيا، لم أكن لأُشعر طفلنا بالإهمال... لا تعرف ما شعرت به عندما أخبرتني فيكتوريا بتبجح أنك لا تريد أطفال إلا منها...
قال من بين أسنانه بغضب: - تلك الكاذبة، ، إنها تعرف جيداً أنني كنت أرفض فكرة الإنجاب من الأساس، لكنها قالت لك أنني لا أريد الإنجاب إلا منها لتغضبك...
- و لقد نجحت... يكفيني ما كنت أعانيه من تخبط عندما اكتشفت أنني حامل، و أخذت أهدئ مخاوفي بعد أن عرفت أنني حامل... أخذت أحدث نفسي أنك أصبحت تحبني و أنك لن ترفض ذلك الطفل.
قال بحدة: - إذا ظننتِ أنني كنت سأتركك لأنك حامل فأنتِ غبية، و أنا كنت أغبى منك لأنني لم أشعر بخوفك و لم أقف بجانبك، بل كنت السبب في زيادة هواجسك بطلبي الغريب منك بعدم الإنجاب.
قالت بعتاب: - ليس موضوع الإنجاب فقط بل فيكتوريا أيضاً ذلك الموضوع الذي تحوّل إلى لغز كبير في حياتنا.
قال معترفاً: - غلطتي أنني لم أصارحك بأمر فيكتوريا، فهي لم تتعدى كونها بطاقة التمرد التي كنت ألوح بها في وجه جدي و أمي، و عندما اختفت كل ما أصابه الأذى هي كرامتي و رغبتي في الفتك بها لخيانتها لثقتي و سرقتها لأموالي التي جعلتني أكون تحت رحمة جدي.
- و هذا أكثر شئ تكرهه في الحياة.
تجاهل تصريحها المرير: - لماذا لم تسألي نفسك لماذا لم أكمل اتفاقي مع جدي، بعد مرور 6 أشهر على زواجنا لم أسأله عن مكان فيكتوريا لأن الأمر لم يعد يهمني، لم تعد مسألة انتقامي منها تعنيني، كل ما كنت أهتم به أن أحافظ عليكِ في حياتي.
- لكن لماذا لم تخبرني...
- و أخاطر بأن ترحلي، انظري ماذا حدث عندما عرفتِ... كيف تريدين مني أن أخبرك أنني تزوجتك لأصل إلى فيكتوريا، أنا لا أبرر موقفي، أعلم أنني مخطئ و كان يجب علي أن أخبرك بطريقة أو بأخرى لكنه الخوف يا عزيزتي، الخوف من اختفائك من حياتي مثلما هبطتِ عليها فجأة و حولتِها لحياة حقيقة لم أكن أحلم بها حتى.

‎أنت بذاكرة قلبي -  للكاتبه فاطمه الصباحي (زاهره)Where stories live. Discover now