الفصل التاسع عشر

19.2K 759 75
                                    

كان يقف فى غرفتهما ..أو على الأصح غرفتها لا يعرف أين يبحث عن الأشياء التى  طلبتها منه حماته .

فها هو فراشها المبعثر  والذى يتضح منه تقلبها من شدة ألمها ..

غرفته ..أو ما كانت غرفته يوما  .. أصبح فى كل ركن لها فيه أثر..

ملمس أنثوى هنا وهناك ..

تبدو فوضوية إلى  حد ما ..

ابتسم ..

فهو المنظم والمرتب والدقيق ..وهى  فيما يبدو العكس ..

و رغم ذلك لا يزعجه فوضويتها وعدم ترتيبها ... وهذا ما يدهشه ..

فهو غالبا لا يتحمل وجود أى شئ فى  غير موضعه ..

لكم يغير الحب من طبيعة البشر!!

فتح خزانتها يبحث عن بعض الملابس القطنية التى أكدت الأم على وجودها ..

مد يده يبحث فى  أعلى الخزانة ؛ وجد نفسه يخرج قطعة كانت فى أعلى  قطع أخرى خفيفة مرتبة  شبيهة لها ..

حريرية ...مذهلة ..
كانت مطعمة بالدانتيل ..

بحمالتين رفيعتين ..

قصيرة للغاية ..
و مغرية ..

لا يعرف لما تخيلها ترتديها .. له.

ضرب رأسه فى طرف الخزانة بينما يهمس  :" توقف عن تعذيب نفسك ".

ملقيا بالمنامة بعيدا فى الخزانة  بلا ترتيب  فى غيظ .. بينما يضع بلا اهتمام ملابسها فى حقيبة صغيرة ...

وضع ملابس له أيضا فى أخرى ..

هذة أول مرة ينام فيها خارج منزله..

و لم يتوقع أنه إذا نام بجوار زوجته للمرة الأولى أن  يكون ذلك فى منزل أهلها .

عبس لتفكيره وتوتره ..

لماذا لم يرفض بشكل أقوى ؟!

لم يكن ليقبل على نفسه أن ينام بجوار امرأة لا تريده حتى لو كانت تحل له .

*****

دخل المنزل فهتفت به الخالة عليه :" هيا يا حسام فلقد برد الطعام ".

كانوا حول المائدة ..الأب والأم والأبن ..

سألها :" أين ندى ؟"

قالت الأم بينما تبتلع ملعقة من الشوربة :" نائمة .. بعد قليل سأوقظها لتأكل ".

ثم استطردت متحدثة إلى  يوسف :" يوسف .. لقد صنعت لها دجاجة مسلوقة وبعض من شوربة لسان العصفور .. أمناسب لها هذا ؟"

أومأ يوسف الذى كان منشغلا بالطعام متناولا قطعة من صدر الدجاجة الشهى .

ثم سأل :" أتناولت دواءها؟"

نفت الام :" ليس بعد ...بعد أن تتناول طعامها ".

سأل الأب حسام الذى كان يجلس على  يمينه :" أاحضرت ملابسك يا حسام ؟"

الطريق الى  قلبك حيث تعيش القصص. اكتشف الآن