الفصل السابع

17.5K 827 65
                                    

كان قد مر على وجود ماهيتاب أسبوعان بينهم ؛عندما طلبت منها ندى تصاميم كانت قد أوكلتها لها من أول يوم عمل لها ..

مطت ماهيتاب شفتيها وهى تجيب ببساطة :" لم أبدأ العمل به بعد ".

ردت ندى باندهاش:" ما ..ماذا؟..ماذا تقصدين ب( لم أبدأ العمل به بعد؟)"

ردت ماهيتاب ببرود :" أعنى أنى نسيت ."

كادت ندى أن تجن من برود ماهيتاب ؛فقالت بصوت عال وعصبية :" ولكنك أخذت الملف منذ أسبوعان .. ولا تعملى على أى تصميم اخر ..ما معنى أنك نسيت ؟ .. إذن ماذا كنت تفعلين طيلة الفترة الماضية .. العميل على موعد معنا بعد ساعتين من الآن ..ماذا سأقول له؟؟..أقول المهندسة نسيت!!""

كانت وقفة ماهيتاب مستفزة وهى تقول بذات الثقة والبرود :" إعتذرى له ".

زاد قولها من غضب ندى وودت لو تضرب ماهيتاب على قلة إكتراثها و وقاحتها .. فردت وهى تكاد تغلى من الغضب :" أعتذر له؟؟ وما هو العذر المناسب من وجهة نظرك .. لم تكن المهندسة المسئولة متفرغة لمشروعك ... لقد نسيت ؟؟"

كان حسام مارا بجوار مكتب ندى عندما سمع الحديث الدائر .

دخل يسأل :" ماذا هناك ؟"

وقبل أن تفتح ندى فمها لترد على سؤاله .. حدث التحول فى شخصية ماهيتاب .. فبعد الثقة والعجرفة والبرود .. إمتلأت عيناها بالدموع وقالت بصوت امرأة مجروحة :" المهندسة ندى أعطتنى بالأمس ملف لتصاميم شركة الهدى واليوم تسألنى عنه ..وعندما أخبرتها أنى لم انتهى منه ؛إنفعلت بشدة ".

شهقت ندى من قدرة ماهيتاب على الكذب وهى تقول باستنكار :" الأمس؟؟!!"

لم تدرى ندى ماذا تقول ؛فلقد أذهلتها قدرة ماهيتاب على التمثيل والإقناع .. فلولا أنها طرف فى هذة القصة لصدقتها وصدقت العبرات التى تنهمر من عيونها..

تنقلت نظرات حسام بينهما بشكل غامض ..

إذن ؟

لقد اقتنع لا ريب بما قالته ماهيتاب ..

فندى نفسها تكاد تصدقها ..

الآن فقط ..

الآن فقط فهمت لماذا لم يوقف تقرب ماهيتاب منه طيلة الأسبوعان الماضيان ....

فهمت من أين جاءت ثقة ماهيتاب وهى تتحداها قبل دخول حسام ..

هذة القضية تم حسمها لصالح ماهيتاب ..

لم تعرف كيف تدافع عن نفسها .. فشفتيها إلتصقتا ببعضهما ..

مرت لحظة و كأنها الدهر .. أغمضت ندى عيونها فى يأس ..عندئذ تحدث حسام أخيرا :" أظن أنه من غير اللائق يا آنسه أن تكذب؟!"

فتحت ندى عيونها على إتساعها .. من يقصد؟

كان ينظر إلى ماهيتاب بينما يكمل :" منذ أسبوع تقريبا سألت السكرتارية إذا كنت قد إستلمت الملف و اخبرتنى رحاب بأنها رأت المهندسة ندى تسلمه لك من أسبوعين ..أنا أعرف ندى جيدا ..و أعرف أنها صادقة دون أن تتحدث وثقتى بها بلا حدود ".

الطريق الى  قلبك Where stories live. Discover now