الفصل الثامن عشر

18.6K 740 122
                                    

وقفت أمام باب غرفته بينما يدها تضغط على بطنها تحاول أن تسكت الألم ..

همست بإسمه بصوت منخفض .. لا تدرى كيف سمع همسها ..ورغم الباب ..انفتح بينما يخرج ..

كان مرتديا منامه وشعره مشعثا ..

لاحظ لأول مرة شحوبها وهو يسأل بلهفة :" ماذا هناك ؟ ..ما بك "؟

ركعت على الارض تود لو تضرب رأسها بالارض حتى تفقد الوعى فينتهى الالم .

فلقد تقيأت طول اليوم حتى خيل اليها أنه حتى لو كان الأكل فاسد فلقد أخرجت ما أكلته منذ سنين ..

وشعرت وكأنها فى ساحة حرب ...

مد يده يرفع شعرها الذى التصق بوجهها الشاحب بينما يتحسس جبينها..

كانت هناك ارتفاعا طفيفا بحرارتها ...

نظر إليها ؛ فهمست :" الألم بجانبى الأيمن ".

سأل باهتمام :" منذ متى وأنت تتألمين ؟"

قالت لاهثة: " منذ الصباح".

صرخ بها :" ولماذا لم تخبرينى ؟"

لم ترد ولكن انهمار الدموع الجارفه جعله يتحرك ....

ارتدى ملابسه على عجالة ثم دخل ليضع عليها ملابس واسعة فوق ما ترتدى ..

كان يرفعها عن الأرض وكأنها طفلة صغيرة ..

فبين يديه وعضلاته كانت تبدو هشة للغاية.

كانا بالمصعد عندما وضع يده  برفق شديد على موضع ألمها فوضعت يدها فوق يده تضغطها أكثر.

وكأن بيده مسكن ..فأراحتها لمسته .وإحتضانه لجسدها المتألم ..

كان  يسير بالسيارة بسرعه قصوى بينما يحاول الإتصال بشقيقها الذى اجاب أخيرا موضحا انه مازال بالمشفى بانتظارهم .

حدث الأمر بسرعة ...

ففى دقائق دخلت المشفى وحملت على حمالة المرضى و جاء يوسف إليها راكضا ..

استمع إلى حسام المتوتر بينما يفحص  موضع الألم ثم سألها :" هل تقيأتى "؟؟

همست وقد جف فمها كسائر فى الصحراء لأيام  :" كثيرا".

أشار يوسف إلى ممرض هاتفا :" إلى الأشعة ".

هتف به حسام نافذ الصبر :" ماذا هناك يا يوسف "؟

قال يوسف باختصار: " الزائدة الدودية "ثم هتف بممرض آخر :" قم بتجهيز غرفة العمليات ".

شكك حسام قائلا  :" أنت لم تتأكد بعد حتى تأمر بجراحة".

قال يوسف :" أولا الأشعة ستأكد ما اقول .. وأنا أعرف أعراض الزائدة جيدا ولدى خبرة ... ثم يا صهرى العزيز ..لا تنسي انها شقيقتى ... وأخاف عليها مثلك ".

كان ينظر إلى عقرب الدقائق بترقب ..بينما هو مندهش من هدوء يوسف الكبير..

خرجت من الأشعة و مازالت متألمة ..

الطريق الى  قلبك حيث تعيش القصص. اكتشف الآن