الجزء 07

3.2K 19 0
                                    


سار سعد بن ورقة من ديار صيعر .. حتى وصل الى ديار ملك الجن المسلم .. عبدالجليل الكاسر .. فوقف عل التلة .. التي وقف بها الملك لما نادى بكلمة فرقت الرمال .. ولكنه لم يتذكر الكلمة التي نادى بها الملك ..

فقال بأعلى صوتة ايها الملك الصالح .. انا سعد بن ورقه قد اتيت على وعدي ..

فتطايرت الرمال ..وفتحت الابواب التي تؤدي به الى ديارهم .. فاستقبله الملك في اول دخوله .. ورحب به .. وادخله الى دار الضيافة .. وصل ابن ورقة في وقت بين الظهر والعصر.. فصلى وقرا حزبه من القران ..وحينما بدأ في القراءة اجتمعت الجن حوله يستمعون ويبكون ..

فقصد ان يقرا (واذ صرفنا اليك نفرا من الجن يستمعون القران) .. ال اخر الايات

فقالت الجن بصوت واحد ..سمعنا واطعنا غفرانك ربنا واليك المصير

ماكان سعد بن ورقة يعتقد انه سيلتقي بقوم في هذه الطيبة وهم من الجن ..

ولكنه كان مستعجب من ظلم اولئك الفرسان الذين قيدوه في الغار ..

فذكر ذلك للملك وقال له يامولاي .. ان ابناءك وابناء اخيك لايشبهون هذه الامة التي اراها .. فهولاء قوم صالحون وهم ليسو كذلك ..

قال له يابني انا منا الصالحون ومنا دون ذلك .. كنا طرائق قددا ..

تزوجنا انا واخي من قبيلة اخرى .. وتربى اولادنا مع اخوالهم فنشأوا بطبيعة فاسقة .. اسأل الله لهم الهداية .. ولكنهم رجال مواقف .. ولايرضون في دين الله طعنا" ولاتنقيصا" ..ويحبون الله ورسوله ..

قال له بن ورقة والله ان فيهم خيرا .. ونرجو الله لهم ..

طلب منه الملك ان يبيت ليلته تلك ..ويواصل المسير في اليوم التالي

وقال له الملك ان عندي كلام كتير اريد ان اقوله لك في هذه الليلة .. فقد اصبحنا اصدقاء .. والود بين الاخوة ليس شيئا سهلا..

ولما كان من الليل طلب الملك من ابن سعد ان يصلي بهم العشاء ويعظ القوم من علمه ..

فقال له اذن اطلب لي اولادك ليسمعوا موعظتي يامولاي ..

فبعد ان صلى ابن سعد بالجن صلاة العشاء ..

وقف وقال ..

ايها القوم .. ان الله اذا انعم على العباد نعمة.. فلم يشكروها ..سلبت منهم .. واذا اصابهم بمصيبة .. فلم يصبروا عليها .. كانت عليهم وبالا" وذنوبا..

ايها القوم ان الأعجاب بالنفس من شيم الضعفاء .. وان التواضع شأن الاقوياء .. ايها الناس ان القوة بيد الله .. يمنحها لاهل طاعته .. فان اهل المعصية ضعافا ولو قويت اجسامهم .. وعلت قاماتهم ..

ايها القوم ان الله ارسل رسوله ليبلغ الناس الهدى .. فلما قبضه اليه.. كان حقأ على امته واحبابه.. ان يكملو لرسول الله صل الله عليه وسلم مهمته .. فيبلغوا رسالته.. وقد قال (بلغوا عني ولو ايه) .. وان الله اعطاكم قدرة لم يأتينا اياها .. وجعل لكم مزايا اكثر منا .. فسخرو قوتكم لنصرة الله .. وسخروا مقدراتكم لمنفعة الخلق .. وفعل الخيرات .. فهذا هو شكر النعم ..

الغراب المتهمحيث تعيش القصص. اكتشف الآن