الجزء 06

3.4K 20 1
                                    


لما انسدت الأمال علي بن ورقة والايام تمر .. والماء ينفد والزاد قد نفد بالفعل ..لم يستسلم .. ولم يترك الدعاء وفي صباح اليوم الخامس .. سمع حركة خارج الغار .. وضجيج ونقاش حاد .. فاقترب من الصخرة ونظر من فتحة كانت بين الصخرة وشفير الغار .. فرأى هيئة الرجال الذين اعتقلوه ولكن معهم شيخ كبير يلبس لباسا وقورا ..

ويكتسي وجههة بالوضاء والنور .. وهو غاضب .. يقول اسرعوا وازيحوا هذه الصخرة .. فوالله لو مات هذا الرجل لاقتلنكم واحدا واحدا ..

فانفرجت الصخرة ورأهم يزحزحونها من مكانها كانها قطعة خشب خفيفة لم يبذلوا كثير جهد في ازاحتها .. فخرج بن ورقة وكان الوقت صباحا بعد الشروق بقليل ..

فاخذ بفرسه وخرج .. فقال له هذا الشيخ الذي يظهر انه زعيم قبيله

ماذا حدث؟ لماذا حبسك هولاء السفهاء هنا؟

قال له والله يا عماه لا ادري ذنبي ..

قال له ماذا قلت؟ ياعماه؟

قال له نعم انت في مقام عمي .. ولابد لي ان اخاطبك بالاجلال والاحترام ..

قال له يابني .. والله هولاء ابنائي وابناء اخي .. لم يتكلم منهم احد في يوم مثل كلامك المحترم .. من علمك ومن رباك؟؟ .. هيا هيا .. تذهب معنا الى ديارنا .. فنكرمك ونقتص لك بحقك منهم ..

قال له ياعماه ان امامي سفرا طويلا .. وايامي قد انقضت في هذا الحبس .. فاخشي ان يحسب الذين ارسلوني اني ميت ..

فقال له لا .. والله لن اتركك تذهب بحالتك هذه .. فانت متعب كمريض ولاتقوى على السفر .. هيا .. فاخدوه واركبوه على الفرس المنهك ايضا..

وذهبوا به الى مكان ليس ببعيد ..

ووقف الشيخ عل تلة ثم صاح .. بكلمة غريبة .. فتطايرت الرمال كان اعصارا هب عليها .. وفتحت ابواب عظيمة .. تؤدي ال ابار تحت الارض ..

فدخوا فيها وادخلو معهم ابن ورقة.. وهو يكاد ان يطيش من الدهشة والخوف .. ولكنه كان مطمئنا لذلك العجوز ..

ولما تمكنوا داخل الارض.. راي مدينة كاملة مبنية تحت الارض وفيها مافيها من العجائب والغرائب ..

فدخل في مكان في وسط المدينة وقصر منيف .. يكاد يأخد الابصار من بياضه ..

ودخل ووضعوا له طعاما في هذا القصر .. وفتيات يخدمن ويوزعن الطعام .. ويخدمن الضيوف كانهن الدراري ..

والذي يظهر ان هذا الشيخ الكبير مالك هذا القصر .. ويتصرف كانه ملك ..

فلما اكل ابن ورقة من الطعام الذي لاول مرة يراه.. ويتذوق طعمه الشهي .. قال له الشيخ انا ملك الجن في فزام .. وهولاء هم خدام الممكلة في هذه القبيلة .. نحن مسلمون لانعتدي على احد .. ولكن هولاء السفهاء حادو عن الطريق.. فاصبح همهم شرب الخمر ومعاقرة النساء والغناء في الاودية والصحاري .. والله يابني لم اكن اعلم بحبسك حتى اختلف هذان الاخوان .. فوشى احدهما بالاخر .. وهذه اول وشاية يكون فيها الخير .. ونجاة مسلم من الموت .. والله لقد غضبت من تصرفهم معك غضبا شديدا .. وهأنذا اعتذر اليك عمافعلوا ..

الغراب المتهمWhere stories live. Discover now