الجزء 05

3.3K 20 0
                                    


لما سمع ابو ورقة عن مرض سلمى.. ارتعب وعلاهو الخوف والشفقة عليها ..

وقال ليوسف .. اخبرني ياعماه مم تشكي سلمى ..

قال له انها يتملكها الخوف.. كلما خرجت من غرفتها.. وترتعد فرائصها .. وربما تصرخ ويغمى عليها .. من شدة الخوف ..

ولكنها في غرفتها لاتشتكي من شي .. تأكل وتنام جيدا .. وتصلي فروضها.. وتتنفل.. وتقرا القران .. حتى انها حفظت كتاب الله كاملا ..

ولكنها لاتستطيع الخروج من قوقعها ..

قال له ولكن ياعماه ما الذي يخيفها ؟.. قال له هي تذكر انها كلما خرجت من غرفتها .. ترى غرابا" مخيفا يطاردها.. حتى تدخل غرفتها .. وهي على يقين انه مرسل اليها ليؤذيها .. ولكننا لم نرى هذا الغراب يوما .

وكثيرا تتخيل اشياء.. لا واقع لها وترى اشخاصا ..

ونعتقد انها تتوهم الأمر.. وهي مجرد خيالات.. لا علاقة لها بالواقع ..

وقد سعينا لها بكل سعي .. ولم نجد لها دواء ..

قال له ياعماه هل لي ان اراها قبل ان اسافر؟

قال اذهب ال مهمتك المكلف بها .. وبعد ان ترجع منتصرا باذن الله

ونشاورها في لقاءك.. فان سمحت لنا اذنا لك ..

قال له سمعا وطاعة .. الان ياعماه لابد ان انتصر.. واتي بالابل وانا سليم معافى ..

قال له يوسف.. لابد ان تنهي مهمتك قبل اسبوع.. حتى تحضر عرس اخيك . الاكبر بعد عشرة ايام ..

قال له ان شاء الله .. ساكمل المهمة في اقل من اسبوع

المسيرة ثلاث ايام ذهابا وثلاث ايابا" .. وساتخلص من اللصوص في يوم واحد .. بأذن الله ..

وركب سعد بن ورقة.. وعمره حينها في نهاية السابعة عشر .. ولكنه في جسد فارس .. وقوة محارب عظيم ..

وركب الفرس الاسود.. الذي كان يراقبه من خمس سنوات .. صحيح ان الفرس اصابه الوهن.. ولكنه مازال جموحا لايقهر ..

وحمل سيف يوسف التيمي .. والسيف الذي خاض اكثر من ثلاثين حربا مابين صد وغارة . حمل ابن ورقة معه الزاد الكافي.. وماء في شن ( سعن) ..

وركب الريح.. وتوجه في اتجاه الشرق الشمالي.. الى اولئك البدو المتفلتين .. وكان يعرف الطرق .. فهو بن البادية الذي يعرف اسماء الجبال والوديان .. فلن يضل في طريقه ..

بعد مسيرة يوم كامل .. وفي المساء بعد ان اسدل الليل ستوره .. وتسربلت الارض بغطاء الظلام .. تعب ونزل منزلا عل بطن وادي ..

وربط فرسه .. وصلى المغرب والعشاء.. وافترش بردة كانت معه واضجع لينام .. فسمع اصوات قريبة منه ..

الغراب المتهمDonde viven las historias. Descúbrelo ahora