الجزء 07

Beginne am Anfang
                                    

فان اللهو والطرب .. من شأن السفهاء .. وان السكر والعهر لايشبه الابطال الاوفياء ..

هل يرضى احدكم ان ينادى يوم القيامة .. على رؤوس الاشهاد بالماجن السكير .. وبحضور انبياء الله وعباده الصالحين ..

عباد الله .. ان هذه الدنيا زائلة .. والعمر فيها محدود .. فسخروا هذه الساعات المؤقته ..للاستعداد ليوم الرحيل الى الدار الابدية..

والصلاة والسلام على رسول الله .. اقول قولي هذا.. واستغفر الله لي ولكم ..

كان الملك يجلس .. ويستمع بكل اعجاب.. وبعد ان قضى سعد من خطبته العصماء .. التي خاطب بها جموع الجن .. دخل القصر مع الملك مكرما .. فجلس معه الملك طويلا.. وتجاذبا اطراف الحديث ..

فسأله الملك عن علاقته بيوسف التيمي .. فاخبره سعد بالقصة

حتى وصل الى سلمى المريضة.. التي ترى غرابا وتخاف منه .. فاستغرب الملك من كلامه وقال له .. ان التحول الى الغربان هو سر مملكتنا ..

فان كان ماتراه هذه الفتاة حقيقيا" .. وليس توهما منها .. فان هذا جني من مملكتي .. وهو امر مقدور عليه ..

قال له كيف اعرف ذلك يا مولاي ؟

قال عليك ان تراقب .. مداخل ومخارج البيت.. فان رأيت غرابا يقترب منها .. فقل اني من اصحاب عبد الجليل الكاسر..

وان عبد الجليل يأمرك ان تايه في الحال .. فانه سوف يفارقها ان سمع منك كلمة السر . فسيصدقك ..

قال ماهي كلمة السر؟ ..

قال له ..قل له .. (الهامة) .. فانها كلمة السر .. لافراد جنودنا في مشارق الارض ومغاربها .. قال له الهامة هذه التي هي مقدمة الراس؟ قال نعم انها هي ..

فان لم تر شيئا ولثلاث ايام.. فاعلم ان الفتاة مخبولة تتوهم .. فالله يكون في عونها ..

فرح ابن ورقة في ليله تلك.. وعلم ان الله اراد له خيرا .. وان الجنود السفهاء الذين اعتقلوه .. وتلك الايام الخمس التي قضاها في الغار .. كانت لخير له ونعمة .. فكم من مصيبة يراها الانسان شرا مسطيرا .. ولكنها خير له ..

ودوما الخير فيما يختاره الله ..

اصبح الصباح .. وسافر سعد ابن ورقة الى ديار تيم يمتطى الريح .. وهو اسم لفرس يوسف التيمي من شدة سرعته .. ويسوق معه الابل الاصيله ..

وصل ابن ورقة الى الديار في مسا اليوم الثامن .. ولم يجد في الديار احدا.. لافي بيت ام الكرام ..ولاحركة في بيت زبيدة ..الذي يبعد منه سبعمائة خطوة .. كلهم سافروا للعرس ..

فوقف ونظر الى بيت زبيدة واصبح يتسأءل .. هل ياترا سلمى سافرت معهم؟؟ .. ام ان انها مازالت في غرفتها حبيسة المرض الذي الم بها؟ ..

وبينما هو ينظر خرجت خادمة ليوسف كانت في دار زبيدة اسمها درة ..

فناداها سعد .. يادرة يادرة .. تعال الى هنا ..

فجاءته تمشي.. فسألها وقال لها اين الجميع؟.. قالت له ذهبوا الى العرس من البارحة ..

قال لها ومتى يأتون ؟

قالت له غدا مساء ان شاء الله .. قال لها ومن معك؟ قالت ليس احد الا انا وسلمى .. التي حرمت من حضور العرس بسببها ..

وهي تصرخ طول اليوم.. اذهب ايها الغراب الملعون .. اذهب اذهب ..

قال لها وهل رايت انت هذا الغراب يادرة؟

قالت له والله لا انا ولا اي احد راه.. فان البنت مجنونة تتخيل ماليس بحقيقة ..

قال لها ومتى بدا هذا الصراخ؟ .. لانها لم تكن تصرخ فيما مضى قالت له منذ ان سافر اهلها ..

قال لها انا سأجلس هنا ..واراقب المكان .. فان صرخت فناديني ..

قالت له ستسمعها فان صرختها تدوي ..

ذهبت درة الى سلمى .. وبقي سعد بالقرب من دار ام الكرام.. وعينه على غرفة سلمى يراقب .. حتى ارخى الليل ستوره .. ورشق نجومه في كبد السماء .. وكان متعبا فصلى ونام في العراء ..

وقام في الفجر فصلى .. ثم ادار وجهه ينظر الى غرفة سلمى .. ويظهر هنالك ضوء يخرج من نافذتها .. كانها ساهرت الليل تحت السراج ..

قام واخرج شيئا من العشب للدواب فاكلت .. وسقاها ..

ثم مشى في الصحراء يحوم قلقا" من غير هدف .. وان القلق والشفقة على سلمى تقطع قلبه.. والشوق الى رؤياها يحرق فؤاده .. ولكنه لم يقترب من غرفتها ابدا ..

وبينما هو يحوم رأى غرابا يقترب .. !!!!

فاحس ان هذا الغراب هو الغراب المتهم ..

فتبعه بنظره .. واقترب الغراب من غرفة سلمى ..فكان هذا الوقت بعد الشروق بقليل ..

دخل سعد غرفته سريعا واخد سيفه وسله من غمده وخرج مسرعا صوب غرفة سلمى .. ليرى ماذا يحدث .. وقلبه ينبض سريعا لامرين..

اولا فرح فرحا شديد .. اذا ان الامر ليس توهما .. هو جني حقا.. والامل في شفاء سلمى ممكن وقريب ..

وفجاة جاء الغراب .. وحط على نافذة غرفة سلمى ..ودخل الغرفة وصرخت سلمى صراخا مخيفا ..

فاضطرب سعد إضرابا شديدا .. وهرول بسرعة نحو الغرفة .. وهو يقول .. انتظرني ايها الملعون .. اليوم لاقطعنك نصفين ..

فلما اقترب سعد من غرفة سلمى.. طار الغراب .. وحلق الهواء وهو ينظر الى سعد .. ولم يستطع سعد ان يقول له كلمة من وصايا الملك الصالح .. حتى غاب سريعا في الجو ..ومازالت سلمى تصرخ ..

فوقف سعد على باب غرفتها.. ليقول لها لقد طار الغراب.. ويهدئ روعها .. فرأها .. راها ترتعش من الخوف هي تحاول ان تغطي جسدها ..

فلما رأته صرخت واغمي عليها ..

فادار وجهه ورجع يصيح لدرة .. يادرة .. يادرة ..

الحقي سلمي فقد اغمي عليها .. قالت له وانت ما الذي ادخلك عليها؟ .. اليوم سأخبر سيدي بمافعلت ايها الخائن ..

يتبع.....

الغراب المتهمWo Geschichten leben. Entdecke jetzt