ولكن العزيمة والمضي فيما تأمل هو شانك ..

يابني .. اريد ان اسمع بك مقداما ولو مت .. ولا اريد ان اسمع عنك جبانا ولو كنت حيا معافى .. ولا تتذكر امك كفتاه تحن الى امها ..

وذا ذهبت ماشيا في مقصدك فلاتلتفت الى الوراء..

ارحل في امان الله ورعايته ..

قال لها ابشري يا اماه لقد ولدت رجلا . لن يخيب ظنك .. ولن تجدي فيه حسرة ..

وودعها ورحل مع يوسف التيمي ..

ولما وصلا الى ديار فسيلة . تفاجأ سعد بن رقة بما وجد .. وجد ان يوسف .. زعيم في قومة .. كثير الابناء له سبعة من الولد ومن البنات مثلهم .. اي اربعة عشر بطنا .

ولما رأوا اباهم قد جلب معه صبي .. علت الدهشة الاستغراب على وجوههم ..

اما الاولاد . مصعب وجابر والبشير . ومحمد الاعرج . ويونس والفيصل . واليسع قلب الاسد ..

واما البنات .. فسلمى ونعمى واروى وليلى . ونسيبة ورفيدة والعنود..

اخذ اياما ليتعرف بهم وانهم من زوجتين .. واخذ فترة ليعرف اي من الابناء ابن اي من الامهات ..

وفي اول دخوله في عصر الجمعة في الرابع من شهر المحرم .

قال له يوسف .. عليك ان تختار في البيتين .. مع ايهما تريد المقام

قال له .. اريد ان اقيم في اول ايامي.. سبع ايام مع هولاء وسبع مع هولاء .. وسأخبرك بعدها بمقامي الدائم ..

قال له احسنت فبمن تبدأ ..

قال له ابدأ بما بدات به انت .. زوجتك الاولى .. وابنائك الكبار ..

قال له احسنت ايها الغلام ولكل معضلة لك حلولا..

فاقام بن ورقة مع ام الكرام .. زوجة يوسف الاولى .. وعندها خمسة اولاد وبنتان ..

مصعب وجابر والبشير ومحمدالاعرج .. وبناتها ..نسيبه ورفيدة ..

وكلهم اكبر منه سنا ..

وفرحوا به واكرموه .. وعلموا من ابيهم انه ابن صديقه .. الذي سمعو به كثيرا .. رجل تاجر من اشراف بني عجلان ..

فاصبحوا من اول الايام يسمونه الشريف ..

واحبوه واعجبوا به الابناء والام .. وتمنوا ان يقيم معهم بقية مدته

ولكنه كان شرط ..

كان يتمتع بادب الكبار وبحكمة العلماء .. وذكاء ليس له مثيل في ابناء عمره ..

وفعل كما اوصته امه .. اراد ان يسأل يوسف التيمي .. عم من من البنات جعلها له .. في وعده ولكنه فضل السكوت ..

ومرت الايام واكمل الاسبوع الاول .. ثم قال له يوسف اليوم يوم انتقالك الى البيت الثاني .. ام انك نسيت؟ .. قال لم انس .. ولكني اريد منك الاذن ..

ارتحل يوسف الى بيت زبيدة ام اليسع قلب الاسد هذا ولدها الكبير واصغر منه

يونس وهو في عمر سعد الشريف ..ثم الفيصل.. اصغر الابناء ومازال يحبو .. وبناتها اروى وسلمى ونعمى وليلى والعنود .. وكلهن دون البلوغ الا اروى فهي في السابعة عشر ..

ولكن لم يجد في هذه البيت راحته .. فان الاطفال ضايقوه .. وأساءوا معاملته .. وكانوا يلعبون باغراضه .. ويرشون عليه الماء وهو نائم وهم .. يلعبون به ويسخرون به طول الوقت ..

ولكنه كان صابرا ليكمل اسبوعه.. ويرتحل الى بيت ام الكرام التي اكرمته هي وابنائها الكبار..

لما كان يومه الاخير .. وقال لهم سأرتحل منكم الى بيت ام الكرام

بكت احدى البنات .. وتقاطرت دموعها وهي تقول لامها امنعيه ياأمي من الذهاب .. ودعيه يقيم معنا .. فاني احببته ..

قالت لها امها يابنيتي .. لكل احد مقام يجد فيه راحته .. وانا اريده ان يرحل الى هناك.. ولا اريده ان يقيم معنا هنا ..

فما ذهبت الطفلة التي تسمى سلمي.. وهي الثامنة من عمرها ..

استفرد سعد بالام وقال لها .. هل لي ان أسالك سؤالا"؟

قالت له سل مابدا لك ..

قال لها لماذا تريدين مني ان ارحل عنك الى ابناء زوجك.. وفي علمي كل ضرة تريد ان تتميز على ضرتها .. فما الذي جعلك تتنازلين عن هذا الحق؟..

قالت له انك غلام صغير في عقل رجل كبير .. حتي نظراتك توحي الي انك في الثلاثين من عمرك .. فبصدق لا اظمئن وانت تسرح مع بناتي وتمرح .. هل تقول الصدق اذا سألتك؟

قال سلي .. قالت له .. هل اعجبك شئ في بناتي ؟؟

فتبسم وقال لها اصدقك القول .. فان سلمى الباكية هذه قد شغلت قلبي .. وشغلتني في منامي واحلامي .. فاسجعلها لي .. ولا اريد سواها .. فاما ان ارحل واما ان تحجبيها مني ..

فاني اذا رأيتها خفق قلبي وارتجفت اطرافي كقصبة في مهب الريح .. قالت ارحل ارحل .. قبل ان يسمعك احد .. الا تستطيع ان تكذب وتخفي هذا القول؟

رحل ابن ورقة الى ام الكرام .. وزبيدة اخبرت زوجها بماقال الغلام

فغضب يوسف التيمي عضبا شديدأ

ونادى سعد فجاء سعد ووقف امامه ..ووجه يوسف التيمي يتقطع من الغضب ..

####

اها خم وصر .. عامل فيها روميو..

يتبع.....

الغراب المتهمWhere stories live. Discover now